أكد الدكتور نصر السيد مساعد وزير الصحة والسكان والأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية للقاصرين المصريين المسافرين بدون صحبة أولياء أمورهم إلى إيطاليا سجلت أرقاما مقلقة فى السنوات الأخيرة. ولفت إلى أنه طبقا للتقديرات التى صرحت بها الحكومية الإيطالية، يشكل القاصرون الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما حوالى 41% من أصل 2281 مهاجرا غير شرعى وصلوا إلى إيطاليا فى عام 2011.
جاء ذلك اليوم فى كلمته خلال حفل افتتاح المدرسة الثانوية الفنية المتقدمة للشئون الفندقية والخدمات السياحية بقارون بمحافظة الفيوم، والتي تم تجديدها مؤخرا، وذلك فى إطار مشروع تعليم وتدريب الشباب المصري في محافظة الفيوم لتعزيز الهجرة الشرعية وبدائلها الإيجابية الذي يموله الجانب الإيطالى.
وتستوعب المدرسة الثانوية الفندقية 500 طالب وطالبة، وتكلف تجديدها ما يقرب من مليوني يورو مقدمة من الحكومة الإيطالية ، وشمل التطوير المناهج الدراسية والمبانى والمختبرات العلمية والمطابخ وتدريب المدرسين خاصة مدرسى المواد العملية الذى تم تدريبهم فى مصر وإيطاليا لتكون نموذجا فى توفير تعليم أفضل لخريجيها للمساهمة فى خدمة السياحة المصرية، الأمر الذي سيعزز فرص الشباب في اكتساب التعليم والتدريب من أجل تسهيل دخولهم إلى سوق العمل المصرى والإيطالى.
وشهد حفل الافتتاح ممثلو الحكومتين المصرية والإيطالية، وممثلو المجلس القومى للطفولة والأمومة والمنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى وكالات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي المختلفة، وغيرهم من الشركاء التنمويين.
وأشاد الدكتور نصر السيد بالتعاون المصرى الإيطالى الذى يأتى فى إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين الجانبين فى كافة المجالات مستهدفا المصلحة المشتركة باعتباره دعما للتعاون بين شمال وجنوب المتوسط.
وقال "إنه تم اختيار محافظة الفيوم لتنفيذ أنشطة وفعاليات المشروع المصرى الإيطالى المشترك لأنها من أكثر المحافظات تصديرا لهذه الهجرة غير المشروعة إضافة إلى أنها من المحافظات الفقيرة طبقا لمؤشرات التنمية البشرية "، مشيرا إلى أن حملة توعية الشباب المصرى بالهجرة الآمنة وبدائلها قامت برفع درجة الوعي حول المخاطر المرتبطة بالهجرة غير الشرعية، وتسليط الأضواء على بدائلها بشكل عام وعلى أهمية التدريب المهني وتعلم اللغة الإيطالية على وجه الخصوص، بهدف إتاحة مجال أوسع من الاختيارات للشباب المصرى داخل وطنهم أو في الخارج.
وأضاف "أن الاحتفالية تستهدف التعريف بالمباني المدرسية والمعامل التي تم تجديدها وتطويرها، وتسليط الضوء على أهمية التعليم والتدريب في رفع كفاءة الشباب المصري، ليس فقط كوسيلة لتوفير فرص العمل وإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية، بل كذلك لتهيئة قنوات قانونية وآمنة وانسانية للعمالة المهاجرة".
وحول الجهود المبذولة لمناهضة الهجرة غير الشرعية خاصة بين الشباب والقصر، فقد عملت الحكومتان المصرية والإيطالية بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، على تحسين شراكتهم الاستراتيجية لخلق بدائل توظيف مستدامة ولتعزيز قنوات الهجرة الشرعية لحماية المصريين القصر من المخاطر المحتملة.
ويعد مشروع تعليم وتدريب الشباب المصري في محافظة الفيوم لتعزيز الهجرة الشرعية وبدائلها الإيجابية، الذى انطلق عام 2010، ونفذته المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في مصر والمجلس القومي للطفولة والأمومة، بتمويل من وزارة العمل والسياسات الاجتماعية الإيطالية، ثمرة الشراكة المصرية الإيطالية الراسخة الهادفة لحماية الشباب المصرى من مخاطر الهجرة غير الشرعية، وتوفير فرص تعليم وتدريب تتيح لهم عمل حقيقية وإمكانية هجرة شرعية.
ويعتبر المشروع استجابة مستدامة ووقائية لظاهرة تزايد أعداد المصريين القصر الذين يهاجرون بصورة غير شرعية إلي أوروبا وخاصة إيطاليا، فأثناء بحث الشباب عن فرص لتحسين حالتهم الاقتصادية، غالبا ما يختاروا الهجرة غير الشرعية، ويعرضون حياتهم وأرواحهم لمخاطر الرحلة وكذلك لإمكانية الاستغلال وسوء المعاملة في بلدان المقصد.
ويقوم المشروع على مبدأ دعم فرص حصول الشباب على التعليم والتدريب في المناطق الريفية التي ترتفع فيها معدلات الهجرة، مما سيساهم في إكسابهم المهارات التي يحتاجونها للإستفادة من الفرص المتاحة سواء في الداخل أو في الخارج، ويقلص في الوقت نفسه حالات الهجرة غير الشرعية.
واشتملت أنشطة المشروع على أعمال تجديد المرافق المدرسية ومعامل التدريب واللغات، وكذلك تفعيل نظام تعليم وتدريب يتوافق مع أطر المؤهلات الأوروبية، بالإضافة إلي توفير برامج تدريب متخصصة لمدرسي المدرسة وتوفير خدمات مدرسية لتوجيه الطلاب إلي سوق العمل جنبا إلى جنب مع بناء نظام فعال لإدارة المدرسة.