أكد الدكتور رفعت عبد الحليم الفاعورى مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية الموجود فى القاهرة والذي ترأس اجتماعات الجمعية العمومية للمجلس التنفيذي للمنظمة في دورتها العادية ال49 ، أن المنظمة هى أداة من أدوات التغيير في الوطن العربي خاصة في المجالات الإدارية، مشيرا إلى أن التغيير والشباب هما العمود الفقري لانشطة المنظمة ومحاور عملها. وأوضح فى تصريح له اليوم الأربعاء، أنه لا يمكن الحديث عن الحوكمة والتوظيف و محاربة فساد وإحداث التنمية بدون التطرق الى مساهمة الشباب فى تلك الموضوعات ..لافتا الى ان المنظمة تلعب دورا تنويريا من خلال تقديم كل الدعم للحكومات العربية والأنشطة الهادفة الى استيعاب متطلبات التغيير.
واشار الى أن تغير العالم يحتم على العرب تطوير انفسهم ، وهذا ما نحاول بثه من خلال المنظمة، وأن تقبل الحكومات التغيير وتؤمن بثقافة الاختلاف والحوار وليس الخلاف، وأن يتأكدوا أن الديمقراطية العقلانية لا تعنى تهميش الأقلية.. مناشدا الشباب العربي بعدم الانقياد خلف أجندات خارجية.
وأوضح الفاعوري أن البطالة ظاهرة ناتجة عن الظلم الاجتماعي الذي سببه الجمود والفساد وعدم وجود تطوير ، منوها إلى أن مقاومة الفساد تؤدى الى تفعيل حلول مشاكل البطالة وخلق فرص عمل محترمة للشباب.
وطالب بتكاتف مؤسسات المجتمع المختلفة بداية من الفرد والحكومات ثم المجتمع المدني ..مؤكدا أنه غير راض عن أداء المنظمات الادارية فى الدول العربية حيث أن ما تطمح اليه المنظمة العربية للتنمية الادارية هو إحداث ادارة عربية واعية ترقى بالشباب العربي وتحفظ عنه كرامته.
فيما اكد الدكتور خليف الخوالدة وزير التنمية الإدارية الأردنى - الذى مثل بلاده فى اجتماعات المجلس التنفيذى للمنظمة العربية للتنمية الادارية – أن المجلس طالب المنظمة بتطوير آلياتها وتحليل المعطيات المختلفة وتمكين القيادات العربية لتحقيق أهدافها التنموية ..مشيرا إلى أنه من ضمن برامجها فتح آفاق جديدة لحل مشاكل البطالة، من خلال توفير مجالات جديدة للعمل الحر وانشاء مشاريع انتاجية ، والعمل على تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأوضح الخوالدة أن نسبة البطالة في الوطن العربي مرتفعة لكنها مختلفة نسبيا من دولة لأخرى، وأنها بطالة هيكيلة لأن هناك قطاعات بحاجة لكوادر بشرية ، فيما توجد قطاعات مضخمة تحتاج لكوادر ولكن الأشخاص يفتقرون إلى التدريب والقدرات.
واشار الى ان دور المنظمة فى هذا الصدد يتمثل فى تعزيز بناء قدرات الكوادر البشرية للقيام بمهامها بشكل جيد ، وتعزيز العمل المشترك بين الدول العربية بحيث يحدث تكامل بين الدول التى تعانى نقصا فى العاملين والدولة التى تتوافر فيها العمالة المطلوبة.
وقال الدكتور عبد الرحمن البراك وزير التنمية الإدارية السعودي، إن المنظمة هي الرافد الأساسي للتنمية الإدارية فى الوطن العربي وان ذلك يتحقق من من خلال شقين احدهما البحوث والثاني الدراسات فى كل ما يخص مفاهيم التنمية الادارية ويؤثر في دفع عملية التنمية فى جميع الأجهزة الادارية بالوطن العربي.
وكانت اجتماعات الجمعية العمومية للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الإدارية في دورتها العادية ال49 قد اختتمت اعمالها بالقاهرة امس ، وتابعت على مدى يومين تنفيذ القرارات السابقة للمجلس وناقشت تقرير انجازات المنظمة لعام 2011 وانتخاب مجلس تنفيذي جديد للمنظمة للعامين القادمين 2013 - 2014 وعرض الحسابات الختامية والمركز النقدي والقوائم المالية للمنظمة وخطة الموازنة التقديرية للمنظمة للعامين القادمين والنظر في ترشيحات الدول العربية لشغل وظيفة المدير العام المساعد للمنظمة.
والمنظمة العربية للتنمية الإدارية أنشئت سنة 1961 كإحدى المنظمات المتخصصة المنبثقة عن جامعة الدول العربية لتتولى مسئولية التنمية الإدارية في المنطقة العربية، والإسهام في تحقيق التنمية الإدارية في الأقطار العربية بما يخدم قضايا التنمية الشاملة وتوجه خدماتها وبرامجها لحكومات الدول العربية الأعضاء في المنظمة وعددها 20 دولة.