أصدر ما يسمى "المؤتمر المصري للنهوض" بيان حول المشهد المصري الراهن وكيفية الخروج منه والأخطار التي تواجه المجتمع المصري، وعدم وضوح الموقف السياسي الخاص برئاسة الجمهورية، وضم البيان أسماء نخبة من كبار المثقفين المصريين أمثال د سيف عبد الفتاح و د.إبراهيم البيومي غانم ود. نادية مصطفى والعديد من الرموز الفكرية والعلمية والثقافية. وفيما يلي نص البيان : تقف مصر اليوم ضمن المشهد الأخير من المرحلة الانتقالية لثورة يناير، في مأزق حقيقي، بين استقطاب يعصف بالوطنيين، واستئساد متبجح من فلول النظام البائد، بين تعثر ثورة الكرامة والعدالة والحرية، والسهم الأخير لثورة الاستبداد والفساد المضادة. إننا أمام موقف خطير لا تخطئه عين؛ أخطر ما فيه هو الاستخفاف الشديد بالشعب المصري العظيم: بآماله، وحقوقه، ومصالحه الحيوية.
وبينما تقترب المرحلة الانتقالية من نهايتها، تواجه البلاد تحديات جساما أركانها: 1- استمرار حالة الفشل التي ميزت إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية، خاصة على أصعدة الأمن والاقتصاد والاستقلال الوطني، مع اختلاق الأزمات والمعاناة اليومية التي تضيق بها الصدور وتدفع نحو مزيد من الفوضى والعبث. 2- تنامي الفجوة بين القوى والتيارات السياسية المنتمية للثورة، وتآكل مساحات العمل المشترك التي مكنتها سابقا من إزاحة رأس النظام قبل سنة، فيما تجمع فلول النظام البائد كلمتها وطاقاتها لإيقاع الشعب وقواه في دوامة كبرى. 3- تأزم الموقف فيما يتعلق بالجمعية التأسيسية المكلفة بصياغة دستور جديد للبلاد بعد انسحاب عدد كبير من أعضائها، ورفض بعض القوى السياسية المشاركة فيها. مع تفجير ملفات مرشحي الرئاسة في اللحظات الأخيرة وإضعاف الثقة بها. 4- الدفع بعدد من ممثلي النظام السابق وفلوله (وعلى رأسهم عمر سليمان نائب المخلوع، والذي يتحمل مسئولية سياسية ثابتة عن دماء الشهداء، والذي شارك لثلاثين عاما في خدمة نظام مبارك وصنع سياساته القمعية داخليا والمتواطئة مع الخارج). إن مشهد ترشح عمر سليمان يكشف -من كل طريق- عن محاولة استعادة نظام مبارك بدعم من أجهزة الدولة الحالية والتي زفت سليمان إلى اللجنة العليا كمسئول رسمي كبير.
وفي ظل هذا التآكل السريع والمتصاعد في منجزات الثورة، والخطر الداهم بعودة النظام القديم في ثوب جديد، نعلن الآتي: أولاً- ندعو كل القوى السياسية المنتمية لثورة 25 يناير لإعادة ترتيب أولوياتها، والعودة للاصطفاف صفا واحدا على هدف أساسي؛ هو تحرير إرادة الإنسان المصري والدولة المصرية، واحترام حق المصري في الاختيار وتمكينه منه، وهو جوهر ما سعت الثورة إليه.
ثانيا- نؤكد تحفظنا على الطريقة التي تم بها تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، والتسرع الذي شابها مؤديًا إلى غموض معايير الاختيار والتمثيل فيها لسائر الطيف المصري؛ ومن ثم فلا مفر من إعادة تصحيح هذا الوضع بما يضمن تمثيلا مجتمعيا واضحا وأوسع. وفي الوقت ذاته نؤكد رفضنا بكل قوة لما قامت به بعض القوى السياسية من محاولة الإستقواء بالعسكر ودعوتهم للتدخل في إدارة هذا الملف السياسي البحت.
ثالثا- ندعو جميع الأطراف للالتزام بالمرجعية القانونية للبلاد والإعلاء من قيمتها؛ إذ بذلك فقط نضمن تقديم الصالح العام للوطن على التوجهات السياسية الخاصة والمصالح الحزبية الضيقة. إننا نؤكد ونشدد على خطورة تجاوز القانون وعلى وجوب احترام أحكام القضاء الطبيعي العادل، مع تأكيد المطالبة بأن ينهض القضاء الشريف بمهمة التطهير الذاتي لصفوفه، ومع التأكيد على حق تغيير القوانين التي تبدو جائرة، لكن بالطرق الدستورية والمؤسسية المرعية.
رابعا- ندعو الأطراف السياسية والقوى والمجتمعية المصرية كافة إلى الآني: 1- تأسيس آلية دائمة للحوار والتفاوض والتصالح بين القوى السياسية والحزبية والتنظيمات الشبابية المنتمية للثورة، ترصد الخلافات وتجمع الطاقات، وتواجه التحالف المكشوف بين الدولة العميقة المستمرة وفريق العسكر الحارس لها. وستسعى المجموعة الموقعة على هذا البيان للإسراع بتكوين هذه الآلية بالتعاون مع كافة الوطنيين. 2- ضرورة التنسيق بين حملات مرشحي الرئاسة المنتمين للثورة ومطالبها؛ لضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها، وحماية العملية الانتخابية والديمقراطية من أية محاولات لتقويضها أو تزييف إرادة الشعب فيها. 3- نؤكد ثقتنا الكاملة في وعي الشعب المصري بكل ما يحاك حوله من مؤامرات ومحاولات لإعادته للوراء، فهو الذي حكم على النظام السابق وفلوله بالعزل ونحاهم جانبا من طريقه ومسيرته بالرغم من تمنع إدارة المرحلة الانتقالية عن إصدار تشريعات هذا العزل السياسي. وبهذا الخصوص نكرر مطالبة النائب العام بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة إزاء الجرائم التي ارتكبها رءوس النظام السابق ومحاسبتهم عليها لا إطلاقهم هكذا يعبثون بالوطن ومسيرته.
الموقعون عليه: مجلس أمناء المؤتمر المصري للنهوض:
1- د.سيد دسوقي حسن. 2- د.نادية محمود مصطفى. 3- د.سيف الدين عبد الفتاح. 4- د.حامد الموصلي. 5- أ.أيمن الصياد. 6- د.محمد المهدي. 7- د.شريف عبد العظيم. 8- أ.توفيق غانم. 9- د.مجدي سعيد. 10- اللواء صلاح الدين حافظ. 11- د.محمد الرفاعي. 12- د.باكينام الشرقاوي. 13- أ.إبراهيم الهضيبي. 14- د.إبراهيم البيومي غانم. 15- د.غادة موسى. 16- أ.محمد منصور أبو عوف. 17- م.طارق شامخ. 18- د. مروان مصطفى. 19- د.عبد الله شحاتة. 20- أ.هشام جعفر. 21- أ.أحمد زين. 22- أ.جلال