قناة السويس تستضيف اجتماع المجلس الأعلى للجامعات (صور)    اختيار 374 أستاذًا من جامعة أسيوط ضمن قوائم المحكمين بالأعلى للجامعات    ارتفاع سعر الجنيه الذهب اليوم الجمعة 28 نوفمبر.. «آخر تحديث رسمي»    392.9 مليار جنيه قيمة التداول بالبورصة المصرية خلال الأسبوع    وزير الصناعة والنقل يلقي كلمة مصر امام الجمعية العامة لمنظمة "IMO" بلندن    أمريكا تُغلق أبوابها أمام 19 دولة فى تشديد جديد للهجرة.. اعرف التفاصيل    خلال لقائه مع وزير خارجية البوسنة.. عبدالعاطي يستعرض الفرص الاستثمارية في مصر    منتخب مصر للكرة النسائية تحت 20 عاماً ينتظر معرفه منافسه في نهائي بطولة شمال أفريقيا    بعد إعلان الخطيب دعمه.. رمضان صبحي بقميص الأهلي = 24 هدفا × 110 مباريات و9 ألقاب    جوارديولا يكشف موقفه من التجديد لبرناردو سيلفا    خلاف على التحميل يتحول لمعركة.. ضبط سائقي ميكروباص تعدّوا على سائق وراكب    ضبط صانع محتوى لقيامه بنشر مقاطع فيديو مُسيئة بالأسكندرية    مصرع أم غرقاً أثناء محاولتها إنقاذ إبنتها من موت محقق بمياه ترعة بالبحيرة    قصة إنشاء ستوديو مصر.. من البداية حتى أصبح أهم القلاع السينمائية    ثقافة الإسماعيلية تنظم سلسلة أنشطة ثقافية وفنية للأطفال    والدة هبة الزياد: احترموا حرمة الموت وكفاية بحث عن ترندات مؤذية    مفوضة أوروبية تلتقي المصابين الفلسطينيين في مستشفي العريش العام    جامعة القاهرة تُكرّم نقيب الإعلاميين تقديرا لدوره البارز فى دعم شباب الجامعات    كيف تحولت أركان مدرسة دولية إلى مصيدة للأطفال مع ممرات بلا كاميرات    الأرصاد: طقس الغد معتدل على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة الكبرى 26 درجة    سقوط عصابة سرقة الحسابات وانتحال الهوية عبر لينكات خبيثة    أكاديمية الشرطة تستقبل عدد من طلبة وطالبات المرحلة الثانوية    جامعة حلوان تطلق المرحلة الثانية من الجلسات التعريفية بالمنح التدريبية المجانية لطلابها    تلبية لدعوة الشرع.. مئات آلاف السوريين في الساحات لرفض التقسيم ودعم الوحدة    الدفاع المدني السوري: عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية في بلدة بيت جن    فحص 20 مليون و168 ألف شخص ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    بعثة بيراميدز تساند المصري أمام زيسكو يونايتد    ما حكم إخراج الزكاة بناء على التقويم الميلادى وبيان كيفية ذلك؟ دار الإفتاء تجيب    انعقاد 8 لجان وزارية وعليا بين مصر والجزائر والأردن ولبنان وتونس وسويسرا والعراق وأذربيجان والمجر    بمشاركة 23 فنانًا مصريا.. افتتاح معرض "لوحة في كل بيت" بأتيليه جدة الأحد    خلال لقاء ودي بالنمسا.. البابا تواضروس يدعو رئيس أساقفة فيينا للكنيسة الكاثوليكية لزيارة مصر    إزالة 1650 تعديًا على أملاك الدولة في البحيرة    ضبط 3618 قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    حزب الجبهة الوطنية بالجيزة يستعد بخطة لدعم مرشحيه في جولة الإعادة بانتخابات النواب    54 ألف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    المصري يتحرك نحو ملعب مواجهة زيسكو الزامبي في الكونفدرالية    لتغيبهما عن العمل.. إحالة طبيبين للشؤون القانونية بقنا    عاطف الشيتاني: مبادرة فحص المقبلين على الزواج ضرورة لحماية الأجيال القادمة    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    تحقيق عاجل بعد انتشار فيديو استغاثة معلمة داخل فصل بمدرسة عبد السلام المحجوب    شادية.. أيقونة السينما المصرية الخالدة التي أسرت القلوب صوتاً وتمثيلاً    محافظة الجيزة تعلن غلق كلى ل شارع الهرم لمدة 3 أشهر لهذا السبب    مشاركة مصرية بارزة في أعمال مؤتمر جودة الرعاية الصحية بالأردن    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأردني تطورات الأوضاع في غزة    جدول مباريات اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025 والقنوات الناقلة    استعدادات مكثفة في مساجد المنيا لاستقبال المصلين لصلاة الجمعة اليوم 28نوفمبر 2025 فى المنيا    خشوع وسكينة.. أجواء روحانية تملأ المساجد في صباح الجمعة    «الصحة» تعلن تقديم خدمات مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ل15 مليون مواطن    رئيس كوريا الجنوبية يعزي في ضحايا حريق المجمع السكني في هونج كونج    وزارة العمل: 1450 فرصة عمل برواتب تبدأ من 10 آلاف جنيه بمشروع الضبعة النووية    سريلانكا تنشر قواتها العسكرية للمشاركة في عمليات الإغاثة في ظل ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات    الزراعة تصدر أكثر من 800 ترخيص تشغيل لأنشطة الإنتاج الحيواني والداجني    بيونج يانج: تدريبات سول وواشنطن العسكرية تستهدف ردع كوريا الشمالية    محمد الدماطي يحتفي بذكرى التتويج التاريخي للأهلي بالنجمة التاسعة ويؤكد: لن تتكرر فرحة "القاضية ممكن"    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أسرار القرآن.."‏يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر...."‏
نشر في محيط يوم 18 - 09 - 2010

من أسرار القرآن.."‏يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر...."‏
الدكتور زغلول النجار.
القاهرة : اكد الدكتور زغلول النجار ان النص القرآني الكريم (‏يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون‏)‏ جاء في أواخر الثلث الثاني من سورة البقرة‏,‏ وهي سورة مدنية‏,‏ وآياتها‏(286)‏ بعد البسملة‏,‏ وهي أطول سور القرآن الكريم علي الإطلاق‏.
وقال فى مقاله بصحيفة "الاهرام" اليوم ان السورة قد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي تلك المعجزة التي أجراها الله تعالي علي يد عبده ونبيه موسي بن عمران علي نبينا وعليه وعلي أنبياء الله جميعا من الله السلام حين تعرض شخص من قومه للقتل ولم يعرف قاتله‏,‏ فأوحي الله تعالي إلي عبده موسي أن يأمر قومه بذبح بقرة‏,‏ وأن يضربوا الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله‏,‏ ويخبر عن قاتله‏,‏ ثم يموت‏,‏ وذلك من أجل إحقاق الحق‏,‏ والشهادة لله تعالي بالقدرة علي إحياء الموتي‏,‏ ولقد كانت قضية البعث هي حجة الكفار والمشركين‏,‏ ومن مبررات المرجفين من المتشككين والمتنطعين عبر التاريخ‏.‏
واضاف ، وقد سبق لنا استعراض سورة البقرة‏,‏ وما جاء فيها من التشريعات‏,‏ ومن ركائز كل من العبادات‏,‏ والعقيدة‏,‏ ومكارم الأخلاق‏,‏ والقصص‏,‏ والاشارات الكونية‏,‏ ونركز هنا علي وجه الاعجاز التشريعي في النص الذي اخترناه من تلك السورة المباركة لنجعله عنوانا لهذا المقال‏.‏
أولا‏:‏ أن الصوم فريضة قديمة فرضها الله تعالي علي عباده المؤمنين من زمن أبينا آدم عليه السلام وحتي قيام الساعة ولذلك قال سبحانه وتعالي‏:[‏ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون‏],‏ البقرة‏:183]‏
والفعل‏(‏ كتب‏)‏ يشير إلي ثبات الحكم ثبوتا مطلقا‏,‏ بما معناه أن صوم رمضان بالهيئة التي حددها لنا كل من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كان مكتوبا علي الأمم من قبلنا كما هو مكتوب علينا‏,‏ وسيظل مكتوبا علي جميع المؤمنين من بعدنا وحتي قيام الساعة‏,‏ ولذلك قال المصطفي صلي الله علي وسلم في حديثه الصحيح‏:‏ صيام رمضان كتبه الله علي الأمم قبلكم‏(‏ أخرجه ابن أبي حاتم‏)‏
ولذلك نجد بقايا لعبادة الصوم عند أصحاب المعتقدات الأخري‏.‏
ثانيا‏:‏ أنه ليس بعد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من نبي ولا رسول‏,‏ فقد ختمت ببعثته الشريفة النبوات‏,‏ واكتملت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كل رسالات السماء‏,‏ ولذلك قال تعالي :[‏ كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم‏..]‏ ولم يشر إلي الذين من بعدنا‏.‏
ثالثا‏:‏ وتختتم الآية الكريمة بالإشارة إلي الحكمة من فريضة الصيام‏,‏ وهي اكتساب فضيلة التقوي‏,‏ والصوم من أهم الوسائل التربوية لتحقيق تقوي الله في قلوب المؤمنين من عباده المكلفين‏,‏ والتقوي هي مناط الايمان الصادق وثمرته‏.‏
رابعا‏:‏ أن الصيام يجب علي كل مسلم بالغ‏,‏ عاقل‏,‏ صحيح‏,‏ مقيم‏,‏ ويجب أن تكون الأنثي طاهرة من الحيض‏,‏ والنفاس ويرخص في الفطر للشيخ الطاعن في السن‏,‏ والمرأة العجوز‏,‏ والمريض الذي لا يرجي برؤه‏,‏ وأصحاب الأعمال الشاقة الذين لا يجدون متسعا من الرزق غير ما يزاولونه من أعمال‏.‏ وهؤلاء يرخص لهم الفطر‏,‏ وعليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكينا‏(‏ فمن تطوع خيرا فهو خير له‏),‏ ولا قضاء علي أي منهم‏,‏ ثم حببهم الله في اختيار الصوم مع المشقة فقال تعالي‏:‏ [‏ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون‏]‏ وكل من الحبلي والمرضع إذا خافتا علي نفسيهما‏,‏ أو خافت الحبلي علي جنينها‏,‏ وخافت المرضع علي رضيعها فلكل منهما أن تفطر‏,‏ وعليها الفدية والقضاء أو أيهما حسب واقع كل منهما‏.‏
وفي الحديث‏:‏ إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة‏,‏ وعن الحبلي والمرضع الصوم‏.‏ وكل من المسافر والمريض الذي يرجي برؤه يباح له الفطر ويجب عليه القضاء‏.‏ ويجب الفطر علي كل من الحائض والنفساء‏,‏ وعلي كل منهما قضاء ما فاتها من صيام أيام شهر رمضان‏.‏
خامسا‏:‏ إن القاعدة الأساسية في التكاليف الاسلامية كلها هي اليسر‏,‏ وليس العسر‏.‏ وليس هذا في التكاليف الشرعية وحدها‏,‏ بل في سلوك المسلم كله‏,‏ ولذلك قال تعالي :[..‏ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر‏].‏
واليسر في التكاليف الشرعية يطبع قلب المسلم بطابع السماحة في كل شيء‏,‏ والرحمة في التعامل مع الآخرين انطلاقا من الايمان بأن الله تعالي هو أرحم الراحمين بعباده المكلفين‏,‏ ومن رحمته بهم أنه سبحانه وتعالي جعل الصوم لكل من المسافر والمريض في عدة من أيام أخر‏,‏ وذلك لكي يتمكن كل من اضطر إلي الفطر في شهر رمضان لعذر شرعي من إكمال صيام عدة أيام هذا الشهر المبارك فلا يضيع عليه أجرها‏,‏ ولذلك قال عز من قائل (..‏ ولتكملوا العدة‏)‏ أي‏:‏ ولتكملوا عدة أيام شهر رمضان بقضاء ما فاتكم من صيام أيامه‏,‏ لأن صيام تلك الأيام نعمة تستحق التكبير والشكر لله سبحانه وتعالي علي ما أرشدكم إليه من معالم هذا الدين القويم الذي لا يرتضي من عباده دينا سواه‏,‏ ووفقكم أن بلغكم شهر رمضان أشرف شهور السنة علي الاطلاق‏..(‏ شهر أوله رحمة‏,‏ وأوسطه مغفرة‏,‏ وآخره عتق من النار‏,‏ فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم‏..)‏ وشعور المؤمن ببركة هذا الشهر يطلق قلبه ولسانه بالتكبير والتهليل والحمد لله تعالي الذي من عليه بهذه النعم الكثيرة‏.‏
سادسا‏:‏ وشرع الله تعالي الفطر في صبيحة أول يوم من شهر شوال‏,‏ فرحة لكل من صام نهار شهر رمضان‏,‏ وقام ليله‏,‏ وأحيا ثلثه الأخير وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر‏.‏
وقد سمي عيد الفطر باسم يوم الجائزة لما جاء في الحديث القدسي الذي يرويه المصطفي صلي الله عليه وسلم عن ربه تعالي شأنه والذي يقول فيه‏:..‏ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به‏...‏
وسمي باسم يوم الجائزة لأنه يوم العتق من النار‏,‏ وما أعمها من جائزة لقول ربنا تبارك وتعالي :[‏ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور‏],‏ آل عمران‏:185]‏
ومن سنن المصطفي صلي الله عليه سلم إتباع عيد الفطر مباشرة أو علي التراخي بصوم ستة أيام من شهر شوال وذلك لقوله الشريف‏:‏ من صام رمضان‏,‏ ثم أتبعه ستا من شوال‏,‏ كان كصيام الدهر‏(‏ صحيح مسلم‏).‏
والصوم من أحب العبادات إلي الله تعالي لأنه لم يعبد بالصيام أحد سواه‏,‏ ولذلك قال وهو أحكم القائلين في الحديث القدسي الذي يرويه المصطفي صلي الله عليه وسلم عنه جل جلاله‏:‏ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به‏.‏ والصيام ليس مقصورا علي صوم رمضان وهو فريضة‏,‏ فهناك صوم الكفارات‏,‏ وصوم النذر‏,‏ وصوم التطوع‏.‏

‏ هذا‏,‏ وقد جاء ذكر الصيام ثلاث عشرة مرة في القرآن الكريم‏,‏ في إحدي عشرة من آياته‏,‏ موزعة في ست من سوره كما يلي‏:

‏(1)‏ سورة البقرة‏(183‏ 187)‏ عن صيام شهر رمضان‏.‏

(2)‏ سورة البقرة‏(196)‏ عن صيام كفارة التحلل من الإحرام للمحصر إذا لم يكن قد اشترط في نية الحج أو العمرة‏.‏

(3)‏ سورة النساء‏(92)‏ عن صيام كفارة القتل الخطأ للمؤمن شهرين متتابعين إذا لم يستطع القاتل بالخطأ تحرير رقبة مؤمنة ودفع الدية لولي المقتول‏.‏

(4)‏ سورة المائدة‏(95,89)‏ مرة في الصوم كفارة لليمين‏,‏ وأخري كفارة لقتل الصيد أثناء الإحرام بالحج أو بالعمرة أو بهما معا‏.‏

(5)‏ سورة مريم‏(26)‏ بمعني الامتناع عن الكلام‏,‏ وهي خصوصية كانت لكل من عبد الله ونبيه زكريا‏,‏ وابنة عديله السيدة مريم ابنة عمران‏(‏ عليها من الله الرضوان‏).‏

(6)‏ سورة الأحزاب‏,‏ وجاءت الاشارة فيها إلي الصائمين والصائمات لكل من الفرض والنوافل‏.‏

(‏سورة المجادلة‏,‏ وجاءت الإشارة فيها إلي الصيام كفارة للظهار‏.‏
وقد رغب رسول الله صلي الله عليه وسلم في صيام التطوع في أحاديث كثيرة منها ما يلي‏:‏
‏(1)‏ عن أبي أمامة قال‏:‏ أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت‏:‏ مرني بعمل يدخلني الجنة‏,‏ قال‏:‏ عليك بالصوم فإنه لا عدل له‏,‏ ثم أتيته الثانية‏,‏ فقال‏:‏ عليك بالصيام‏(‏ رواه من أئمة الحديث كل من أحمد‏,‏ والنسائي‏,‏ والحاكم‏).‏

(2)‏ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال‏:‏ لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا‏(‏ رواه الجماعة من أئمة السنة‏).‏
‏(3)‏ وعن سهل بن سعد أن النبي صلي الله عليه وسلم قال‏:‏ إن للجنة بابا يقال له‏:‏ الريان‏,‏ يقال يوم القيامة أين الصائمون؟ فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب‏(‏ رواه كل من البخاري ومسلم‏).‏
ومن صيام التطوع الذي سنه المصطفي صلي الله عليه وسلم‏:‏
صيام ستة أيام من شوال‏:‏ فعن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال‏:‏ من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر‏(‏ رواه جماعة من أئمة الحديث‏).‏
صوم العاشر من ذي الحجة وتأكيد صوم يوم عرفة لغير الحاج‏:‏ فعن أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال‏:‏ قال رسول الله
صلي الله عليه وسلم‏:‏ صيام يوم عرفة يكفر سنتين‏:‏ ماضية ومستقبلة‏,‏ وصوم يوم عاشوراء يفكر سنة ماضية‏(‏ رواه جماعة من أئمة الحديث‏).‏
صوم الثلاثة الأيام البيض من كل شهر قمري‏:‏ عن أبي ذر الغفاري‏:‏ أنه قال‏:‏ أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض‏:‏ ثلاث عشرة‏,‏ وأربع عشرة‏,‏ وخمس عشرة‏,‏ وقال‏:‏ هي كصوم الدهر‏(‏ النسائي وابن حبان‏).‏
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال‏:‏ سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال‏:‏ الصلاة في جوف الليل‏.‏ قيل‏:‏ ثم أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال‏:‏ شهر الله الذي تدعونه المحرم‏(‏ رواه من أئمة الحديث كل من أحمد‏,‏ ومسلم‏,‏ وأبو داوود‏).‏
عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت‏:‏ ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط‏,‏ إلا شهر رمضان‏,‏ وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان‏(‏ رواه كل من الإمامين البخاري ومسلم‏).‏
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال‏:‏ قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال‏:‏ ذلك شهر يغفل الناس عنه‏,‏ بين رجب ورمضان‏,‏ وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين‏,‏ فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم‏(‏ رواه من أئمة الحديث كل من أبي داود‏,‏ والنسائي‏,‏ وابن خزيمة‏).‏
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس‏,‏ فقيل له‏(‏ أي سئل عن الباعث علي ذلك‏):‏ فقال‏:‏ إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس‏,‏ فيغفر الله لكل مسلم‏,‏ أو لكل مؤمن‏,‏ إلا المتهاجرين‏,‏ فيقول‏:‏ أخرهما‏(‏ رواه الإمام أحمد‏).‏ وفي صحيح مسلم أنه صلي الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال‏:‏ ذاك يوم ولدت فيه‏,‏ وأنزل علي فيه‏(‏ أي نزل الوحي علي فيه‏)‏؟‏.‏
ومن هذا الاستعراض تتضح حكمة الإعجاز التشريعي في فريضة صوم شهر رمضان والتي قررها القرآن الكريم بقول ربنا تبارك وتعالي (‏ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون‏(183)‏ أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون‏(184)‏ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون‏(185)[‏ البقرة‏:183‏ 185].‏
وهذه الآيات الثلاث اشتملت علي جميع الحالات التي قد تطرأ علي المؤمن أثناء أداء فريضة الصيام لشهر رمضان‏,‏ وهذا الشمول في التشريع يشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ الذي سن لنا صيام التطوع استمرارا لأداء هذه العبادة التي يحبها الله ورسوله‏.
واختتم المقال بالقول ان الله عز وجل حفظ كتابه وسنة نبيه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية‏,‏ في نفس لغة الوحي بهما‏(‏ اللغة العربية‏)‏ لمدي يزيد علي الأربعة عشر قرنا‏,‏ وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا حتي يبقي القرآن الكريم وتبقي سنة خاتم النبيين حجة الله علي الخلق أجمعين إلي يوم الدين‏.‏ فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن والحمد لله علي بعثة خير الأنام صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.