تباينت ردود افعال عدد من الرموز المسيحية تجاه ظاهرة تزايد رحلات الاقباط هذا العام لزيارة المقدسات الدينية فى القدس خاصة قبيل عيد القيامة المجيد والذى يحل الاحد المقبل فى تقويم الكنائس الشرقية. وبينما اعتقد البعض ان هناك تضخيما لهذا الامر الذى يتم سنويا ولايمثل ظاهرة بل نسبة ضئيلة مقارنة بتعداد الاقباط فى مصر الا البعض الاخر ذهب الى ان الامر يستحق الدراسة خاصة بعض ربط الكثيرين بين هذه الظاهرة وبين رحيل البابا شنودة الثالث المعروف بموقفه الثابت من رفض هذه الزيارة . ويقول الانبا بيسنتى اسقف حلوان والمعصرة ان الكنيسة لن تتراجع عن قرارها برفض هذه الزيارة والتى تعتبرها تطبيعا واضرارا بمصالح مصر القومية وتخالف الارادة الشعبية العامة للمصريين .
واضاف ان قرار البابا لم يكن قرارا شخصيا مرتبطا بحياة البابا بل انه قرار الكنيسة ومجمعها المقدس مشيرا الى ان القرار معروف من سبعينيات القرن الماضى بان دخول المدينة المقدسة سيكون للمسيحيين والمسلمين معا بتأشيرة فلسطينية بعد تحررها باذن الله. واضاف ان خضوع المخالفين لعقوبات دينية وروحية هو من صميم عمل الكنيسة وان الرفض هو موقف وطنى وعروبى كان محل تقدير من كل الدول العربية وتمثل ذلك فى تقديرها للكنيسة ومشاركتها بزخم كبير فى جنازة البابا .
ومن جانبه قال الاب رفيق جريش مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية ان كنيسته لاتدعو الى الزيارة ولا تمنعها والكنيسة تفصل الشأن الروحى عن الشأن السياسى .
واشار الى الامر متروك لتقدير كل لشخص فالبعض لديه البعد الوطنى قوى فيرفض الزيارة والبعض الاخر لايستطيعون التخلى عن فكرة التبرك بالاماكن المقدسة ويتطلعون الى هذه الزيارة الهامة ورؤية الاماكن التى عاش بها السيد المسيح . واوضح الاب رفيق جريش ان الامر دون شك به بعد اقتصادى فالكنائس لا تنظم هذه الرحلات وانما شركات سياحة ولاشك انها استشعرت تنامى الرغبة فى زيارة الاماكن المقدسة ووجدت اقبالا كبيرا من الاقباط كما وجدت على الجانب الاخر قبولا وترحيبا واسعارا مميزة . واضاف ان بعض القيادات الاسلامية قد تحاورت مع البابا شنودة وطلبت منه التراجع عن هذا القرار على اعتبار ان زيارة السجين لاتعنى التطبيع مع السجان وان الزيارة فى تقدير البعض تمثل نوعا من المساندة والمؤازرة للشعب الفلسطينى.
ومن جانبه قال القس الدكتور اكرام لمعى المستشار الاعلامى للكنيسة الانجيلية ان ابناء الطائفة اقل الطوائف اقبالا على زيارة القدس نظرا الى ان التبرك بزيارة المزارات والاماكن المقدسة ليست من صميم العقيدة الدينية وان عدم اتمام هذه الزيارات لايمثل انتقاصا من عقيدة الايمان . واشار الى ان القرار الذى اتخذه البابا شنودة فى سبعينيات القرن الماضى كان مهما فى وقته حيث كانت هناك مقاطعة عربية لمصر عقب اتفاقية السلام ورفض البابا ان يخرج الاقباط بمفردهم الى القدس مما ينتقص من الاحترام العربى لهم .
وقال اننا نأمل فى تحقق سلام شامل قريبا وان تقام دولة فلسطينية مستقلة ومن ثم لايصبح هناك اى مبرر لاستمرار الحظر خاصة انها لاتمثل تطبيعا او علاقات مباشرة مع الدولة الاسرائيلية .