سيطر الرعب علي التلاميذ الصغار، وطل الخوف من عيونهم البريئة، وهُم لايكادون يعرفون أي ذنب جنوه، وبأي ذنب يقتلون، عندما دكت طائرات الفانتوم الإسرائيلية أمريكية الصنع مدرسة بحر البقر الابتدائية في محافظة الشرقية.ونحن نكتب ذلك في ذكري هذا العدوان الإرهابي البشع التي مرت امس ا لأحد. ولقد تحولت البلدة الآمنة الواقعة في أحضان الزراعات الخضراء، والتي يظللها السلام والأمن من كل الاتجاهات،تحولت عقب القصف الصهيوني لمدرستها إلي بلدة يسيطر عليها الرعب وتفوح منها رائحة الموت، لكن ما حدث لم يضف هذا الحزن وهذا الرعب إلى أهلها إلا المزيد من الإصرار والمزيد من التحدي علي تحقيق النصر،تماما ً كما كان هو الحال في كل مصر وقتها. كانت المدرسة يتراوح عدد تلاميذها 150 تلميذًا سقط من بينهم حوالي 84 شهيدًا وجريحًا، وتلطخت ملابس رفاقهم بدمائهم الطاهرة، وتمزقت أشلاؤهم تحت أنقاض مباني تلك المدرسة التي كانت من طابق واحد ومحاها العدوان من فوق سطح الأرض. ولا يزال التلامذة الذين قدر لهم أن يحيوا ويعيشوا في أعقاب تلك الكارثة، لا يزالون يتذكرونها بكل ساعاتها وتفاصيلها، ونظرات الصغار رفاقهم في المدرسة إليهم وهُم يفارقون الحياة، وفي عيونهم البريئة تساؤلات لايجدون الإجابة عليها. والعدوان الذي تعرض له أطفال بحر البقر، لا يزال يتعرض له أطفال أمتنا العربية بشكل أو بآخر علي أيدي العصابات الإسرائيلية، ولا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تدك أطفالنا وتقتل أهلنا في كل مكان علي الأرض العربية، تقتلهم أمام عالم اليوم الذي لا يقل عن عالم الأمس تواطؤًا مع تل أبيب، ويتستر على آلة إجرامها الجهنمية. والعدوان الذي نتحدث عنه تم في الساعة التاسعة والثلث صباح يوم الأربعاء فى مثل هذا اليوم (8 أبريل) من عام 1970م قامت الطائرات الفانتوم الإسرائيلية بقصف المدرسة، فأسفر هذا القصف عن استشهاد 30 طفلاً وطفلة، وكانت المدرسة تقع فى طابق واحد يضم ثلاثة فصول يبلغ عدد تلاميذها 150 تلميذًا. وقد تم قصف المدرسة بخمس قنابل وصاروخين، وقد أسفر القصف أيضًا عن إصابة خمسين طفلاً بإصابات بالغة خلفت عددًا من المعاقين، ومن أولئك الشهداء الأطفال تحضرنا الآن أسماء بعضهم وهم أحمد أنس الباشا، وطه عبد الجواد طه، وعادل مصطفى خميس، وسامى إبراهيم قاسم. ومحمد أنور أحمد العنانى، وكحلاوى صابر فتحى حسين، وطارق نبيل أبو زيد حسن، وممدوح بدر على محمود، ووليد إبراهيم إبراهيم حسن، وأحمد على عبدالعاطى أحمد، ونجاة محمد حسن خليل، وصلاح محمد إمام قاسم، وأحمد عبدالعال السيد، ومحمد حسن محمد إمام، وزينب السيد إبراهيم عوض، ومحمد السيد إبراهيم عوض.
ووقتها زعمت تل أبيب أنها قصفت هدفاً عسكريًّا، وهي المزاعم نفسها التي لاتزال ترددها حتى الآن عقب كل جريمة مروعة ترتكبها، وإذ نحيي تلك الذكرى نقول: المجد والخلود لشهداء وطننا العظيم مصر، والذين لن ننساهم أبداً، ولن ننسي المقدسات التي تغتصبها إسرائيل. ------------------------------ الدرس انتهي لموا الكراريس بالدم اللي على ورقهم سال - أغنية الفنانة شادية [email protected]