أ ش أ - رفض مصدر عسكري مسئول في وزارة الدفاع الكويتية تحذير وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي لدول مجلس التعاون الخليجي من المشاركة في الدرع الصاروخي الأميركي لحماية دول المجلس، وقال "إنه مرفوض جملة وتفصيلا". وشدد المصدر على أن الكويت لن تسمح لأي دولة كانت بأن تتدخل في شئونها الداخلية أو تملي عليها شروطها ، مؤكدا أن أمن الكويت من أمن دول الخليج الست التي تسعى إلى تأمين أراضيها ومنشآتها الحيوية في ظل هذا الوضع المضطرب في المنطقة. من ناحية أخرى، قالت مصادر دبلوماسية لصحيفة "الأنباء": "إن موضوع إقامة نظام للدرع الصاروخية في منطقة الخليج لايزال فكرة تناقش بين دول مجلس التعاون وأصدقائها ، ولم تصل إلى مستوى مشروع ، لافتة إلى إنه من حق دول المجلس أن تتبادل الأفكار مع أصدقائها في كل ما من شأنه توفير الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة". وأوضح أن دول الخليج لم تصل إلى هذه الفكرة إلا لوجود عوامل توتر من قبل البعض في المنطقة ، وأن هذا ما أوجب عليها أن تتبادل في بعض الأفكار التي من شأنها أن تعزز الأمن، مؤكدة أن أي فكرة تطرح غير موجهة الى أحد معين وليس القصد منها زعزعة أمن الآخرين. وأكد النائب الدكتور عبد الله الطريجي أن الأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي لن يتحقق الا بإقرار الكونفيدرالية الخليجية ، فالتدخلات الإيرانية مستمرة. وكان الجنرال وحيدي قد حذر دول الخليج من المشاركة في مشروع الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ ، وقال: "إن الدرع المضادة للصواريخ في الخليج "العربي" هي مشروع أمريكي صهيوني وكل من يشارك في هذا المشروع يلعب لعبة الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وننصح أصدقاءنا "العرب" بعدم الدخول في لعبة كهذه". ويأتي الإعلان عن مساعي الإدارة الأمريكية لإنشاء درع صاروخية بالتعاون مع دول الخليج العربية لينقل الصراع الأميركي المعلن مع إيران إلى مرحلة المواجهة بدلا من الصيغة الأميركية المستمرة في التعامل مع الحالة الإيرانية ، القائمة على مبدأ الاحتواء وتسيير الأمور. وفيما تزداد المخاوف الخليجية من التصعيد الصريح مع الجارة إيران، إلا أن تضرر عدد من المدن الخليجية من محاولات الخلايا المرتبطة بإيران لتوتير الأوضاع الداخلية وإثارة النعرات الطائفية ، قد دفع بالخليجيين عبر وزراء خارجيتهم إلى الترحيب مبدئيا بمشروع انشاء درع صاروخية يكفل حلا دفاعيا ضد مخاطر إيرانية محتملة. وجرى طرح مشروع الدرع الصاروخية خلال مباحثات خليجية أمريكية مشتركة قادتها وزير الخارجية هيلاري كلينتون خلال الأسبوع الماضي فى السعودية ، ركزت فيها على الأخطار التي تحيط بالمنظومة الخليجية ، بالإضافة إلى طموح مجلس التعاون الخليجي في تطوير التعاون العسكري والأمني مع الإدارة الأميركية. وجاءت تلك المباحثات الرامية إلى تعزيز التعاون العسكري بين الخليج وأمريكا، في إطار تأكيدات المسؤولين الأميركيين على وجود أولوية لدى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمساعدة دول الخليج على بناء منظومة دفاع صاروخية إقليمية لمواجهة ما يرونه تهديدا ايرانيا وشيكا بصواريخ بالستية.