مسئولين أمريكيين، أنه بينما يجهز الدبلوماسيون الأمريكيون والأوروبيون لمفاوضات حاسمة مع إيران بشأن برنامجها النووي، يجد البيت الأبيض نفسه مقيدا بأنه لكي ينجح الجهد الدبلوماسي فإنه من الضروري أن تؤمن الحكومة الإيرانية بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مستعد وعازم على القيام بعمل عسكري. وأشارت الصحيفة في سياق تقرير بثته اليوم الجمعة على موقعها الإلكتروني إلى أنه ومع ذلك فإن الحديث المتشدد، كما هو ربما ضروري للدبلوماسية الناجحة، يسهم في خلق شعور بأن الحرب لا يمكن تجنبها. وأوضحت أن ذلك يخبىء وراءه حقيقة أن أوباما وقادته العسكريين لا يزالون يخشون بشأن عاقبة هجوم على منشآت إيران النووية سواء من قبل إسرائيل وحدها أو بضربة قد تجتذب الولاياتالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن روبرت مالي مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية قوله "إن أوباما لديه هدفين رئيسيين، هما تجنب الضغط الإسرائيلى لخوض أو القبول بحرب وقائية وتحييد النقد الجمهورى القائل بأنه غاية فى الرقة بشأن إيران وغاية فى الشدة بشأن إسرائيل وبالنسبة لتلك الجبهات، فإن المهمة قد تم إنجازها"، لكنه أشار إلى أن النصر لا يأتى إلا بدفع ثمن". ونسبت الصحيفة إلى مالي قوله "بإعلانه بوضوح أن احتواء إيران نووية غير مطروح، يلزم أوباما الولاياتالمتحدة بالعمل العسكرى لوقف إيران إذا فشلت الوسائل الأخرى فى ذلك".
وقالت الصحيفة إن بعض مسئولى البيت الأبيض اعترفوا بأنه فى عام انتخابى يطالب فيه المرشحون الجمهوريون باتخاذ تحرك أكثر تشددا ضد إيران، فإن الهواجس التى تعرب عنها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بشكل علنى وخاص بشأن ضربة قد تقدم للرئيس غطاء سياسى ما. وقال الصحيفة إن محاكاة سرية للحرب أجرتها القيادة المركزية الأمريكية هذا الشهر لتقييم تداعيات ضربة جوية إسرائيلية على سبيل المثال، اتضح منها أن هجوما إسرائيليا قد يؤدى إلى حرب إقليمية أوسع تجر الولاياتالمتحدة إليها ويسقط فيها مئات القتلى من الأمريكيين مما يقدم دليلا آخر للمتشككين - ليس فقط فى البنتاجون لكن أيضا فى البيت الأبيض والمجتمع الاستخباراتى كذلك - الذين يحذرون من أن أى عمل عسكرى تقوم به إسرائيل ضد إيران له خطورته.
وأوضحت أنه فى نفس الوقت يخشى بعض المسئولين الحاليين والسابقين من أن أى تردد بشأن دراسة العمل العسكرى قد يجعل الإيرانيين يرتكنون إلى الاعتقاد بأنهم لا يحتاجون إلى تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات فى وقت تصدر فيه الجهد الدبلوماسى مسرح الأحداث.
ونسبت الصحيفة إلى دنيس روس المسئول رفيع المستوى السابق بمجلس الأمن القومى قوله " إنه بالنسبة لنجاح الدبلوماسية فيجب أن يكون هناك جانب إجبارى وإذا كان الإيرانيون يعتقدون بأن هذا نوع من الخداع فإنه لن يكون مؤثرا فبذلك تكون الرسالة الموجهة للايرانيين هى أنه يتعين عليهم الاختيار بين الحل الدبلوماسي او مواجهة العمل العسكري". وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولى البيت الأبيض يشعرون بشكل واضح بأن الخيارات الدبلوماسية لحل الأزمة يتم التغاضى عنها وسط الحديث عن القوة، فوفقا لهم يكمن الخطر فى أن النقاش سيواجه زخما من نفس .