قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية إن المواطن العربي فقد ثقته تماما بالحكام العرب ، مضيفا أن جزء كبير من الحكام العرب الذين نراهم دوما يتصدرون مشهد القمة قد اختفوا من المشهد، لكن وعلى الرغم من ذلك مازال هناك كثيرين لا بد أن يختفوا من هذا المشهد لكي يصبح العالم العربي في وضع يمكن الشعوب العربية من أن تحقق أحلامها وأمانيها. وأكد ، في لقاء تلفزيوني عبر برنامج "صباح الخير يا مصر " ، أن العالم العربي في مرحلة انتقالية لم تكتمل بعد، وعلينا أن ننتظر حتى نرى نهاية هذا المشهد لكي نرى ما إذا كانت الجامعة العربية قادرة ببنيتها الحالية على أن ترقى إلى طموحات الشعوب العربية.
وأشار إلى انه لا يعتقد أن المواطن العربي ينتظر أن تؤدي هذه القمة إلى حل القضايا العربية سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الإقليمي أو الدولي، موضحا أن انعقاد القمة العربية في بغداد يذكرنا بعودة مصر إلى الجامعة العربية.
وأكد أن المشكلة الأساسية في العالم العربي كانت هي الاستبداد الذي كان هو أصل كل المشكلات، خاصة وأن الشعوب العربية استسلمت طويلا لحالة الاستبداد ثم انطلقت الآن لتثور على حالة الاستبداد ولتأخذ مصيرها بيدها.
وتوقع أنه عندما تصل رياح التغيير إلى منطقة الخليج ونرى حكومات ديمقراطية من اختيار شعوبها سنجد تغيرا ضخما جدا على مستوى العمل العربي المشترك، مؤكدا أنه لن يحدث تغيير حقيقي على مستوى الإقليم في العالم العربي إلا إذا حدث تغيير على مستوى كل دولة عربية وتمكنت الشعوب العربية من أن تقيم أنظمة ديمقراطية، مشيرا إلى أن النظم الديمقراطية في الدول العربية لم تقم بعد حتى في الدول التي تمكنت من الإطاحة بالنظم القديمة لأنها في مراحل انتقالية، وفي المراحل الانتقالية يصعب أن نتنبأ بما سيحدث.
وأعرب عن أسفه لخروج الملف السوري من الإطار الإقليمي، مؤكدا ان الذي يتعامل الآن مع الملف السوري هو المجتمع الدولي، موضحا أن المجتمع الدولي عاجز عن التدخل لأسباب إستراتيجية وللمصالح الدولية وللارتباط بين الأزمة السورية والبرنامج النووي الإيراني والوضع في لبنان وفلسطين، مؤكدا أن سقوط النظام السوري سيؤثر استراتيجيا على هذه الملفات وان هناك دول لها مصلحة في أن يسقط النظام السوري ليس لأنها تريد إقامة نظام ديمقراطي ولا من اجل الشعب السوري ولكن لحسابات إستراتيجية بحتة تتعلق بسقوط حلقة من حلقات الممانعة للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هناك سلاح يهرب إلى سوريا، وأن هناك أموال تضخ في سوريا في ظاهرها وكأنها تعاون الشعب السوري على التخلص من حاكمه المستبد، لكن في باطنها تعمل من اجل الخلص من النظام لمصالح ذاتية، داعيا إلى ضرورة التمييز بين مساعدة الشعب السوري في إقامة نظام ديمقراطي والتخلص من حكامه المستبدين وبين الأطماع الخارجية الإقليمية والدولية التي تحيط بسوريا وتريد إسقاط النظام السوري لأسباب لا علاقة لها لا بإقامة النظام الديمقراطي ولا بإنقاذ الشعب السوري من محنته.
وأوضح أن مصر تتابع بقلق شديد ما يجري في سوري لكنها عاجزة عن التدخل سواء لحماية الشعب السوري وتمكينه من التغير بشكل سلمي، وعن مقاومة التدخل الأجنبي في سوريا.
وأكد أن الدم الذي يسيل الآن في سوريا لا يمكن لأحد أن يظل صامتا تجاهه، موضحا أن الإرادة المصرية مشلولة بدعوى التغييرات وبدعوى المرحلة مرحلة الانتقالية، مما يجعل رأس العالم العربي ما زال غائبا، ولذلك الدول الصغيرة تحاول أن تملئ الفراغ وهي لا تستطيع، لذلك تعمل لحساب قوى اكبر منها أو خارجية.