صرح الدكتور عمرو الشوبكي عضو مجلس الشعب أنه يميل لفكرة الإنسحاب من اللجنة التأسيسية للدستور، الأمر الذي سيحدده اليوم مع زملائه في البرلمان حمزاوي والبلتاجي وآخرين، بعد فشلهم في إعادة تشكيل بناء اللجنة مرة أخرى. واعتبر الشوبكي أن مصر تشهد لجنة دستور بها عوار حقيقي لأنها لا تعبر عن المصريين وفاقدة للشرعية، مؤكدا أننا أسأنا إدارة المرحلة الانتقالية التي تعد أصعب فترة للتغيير من النظام الاستبدادي إلى الديمقراطي. وقال الشوبكي خلال مؤتمر " التحليل النفسي لثورات الربيع العربي" الذي انطلق صباح اليوم في مركز التطوير والتدريب بمستشفي الدمرداش الجامعي، أن مهمة التغيير تصبح صعبة لأننا أهدرنا عاما كاملا لم نفعل شيء من المهام المعروفة للتحول الديمقراطي، كإعادة هيكلة وزارة الداخلية، وضع أساس دستوري، البدء في نقل السلطة في خلال ستة أشهر، وأننا اتخذنا الاختيار الأصعب بإدارة 19 عسكريا للبلاد وكان مفترض وجود شريك مدني بينهم على الأقل، معتبرا أنه لم يكن من الواجب أن نترك الحكم لجهة عسكرية بعد الثورة . ونوه الشوبكي أنه نتيجة ترتيب أولوياتنا بشكل خاطيء فإننا بصدد إعلان دستوري ليس له علاقة بما استفتينا فيه، مبديا ميله منذ البداية بأن نستكمل دستور 1971، وأن يكون النظام في مصر رئاسيا أو شبه رئاسي ، بخلاف النظام البرلماني الذي يعد يمهد لفوضى لو تم تطبيقه . ورأى الشوبكي أن الدستور لابد أن يعبر عن جميع المصريين وألا يكون جائزة لأي حزب حصل على الأغلبية. كما يجب علينا الإصرار على تسليم السلطة في يونيو القادم، وضرورة أن يضمن الدستور تغيير الرئيس أو البرلمان بشكل سلمي. حضر افتتاح المؤتمر د. سامية عاشور، د. مصطفى كامل، د. أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي ، طبيب العيون د. ممدوح الكفراوي، الجراح د. علاء فايز، وأدار الجلسات د. محمد غانم رئيس المؤتمر ورئيس قسم الطب النفسي والمخ والأعصاب، وشارك في ندوة "الربيع العربي" د. اسماعيل يوسف رئيس قسم الطب النفسي بجامعة السويس الذي أكد أن أهم ما في الثورات هو كسر حاجز الخوف من السلطة؛ لأن الشعوب تظل فترات طويلة حتى تصل للحظة الثورة، ولا يمكن أن يأتي نظام مهما كان جبروته سيرهب الناس كما كان النظام السابق، إذا فالثورة لم تهزم ومستمرة لأنها في نفوس الناس. واعتبر المتحدث أن جماعات الإسلام السياسي استغلت الفرصة ولكنها لم تكن قدوة على الإطلاق . ومن جانبه قال د. محمد المهدي رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: الثورة لا يستطيع أحد قتلها أو سلبها أو إجهاضها؛ لأن الإنسان المصري تغير، لكننا نعاني الآن من الأعراض الجانبية للثورة التي ستنتهي حتما. ورأى المهدي ضرورة وجود قائد للثورة في مرحلة بناء الدولة، وضرورة الاستفادة من قوة الليبراليين والإسلاميين معا في عملية امتزاج من أجل النهضة .