توجه أحد المواطنين بسؤال عاجل إلى لجنة الفتوى بالغربية عن رأى الدين فى إشكالية طلاق مريض الوسواس القهرى الذى يظن أشياء لاتحدث.. هل يقع طلاقة فى ظل المرض النفسى الذى يعانى منه ويؤثر على من حولة.. لتعيش أسرتة فى عناء متواصل وهموم لاحد لها.. وأجابت لجنة الفتوى بالغربية برئاسة الشيخ محمد النواهلى مدير عام منطقة وعظ الغربية ورئيس لجنة الفتوى.. وعضوية الشيخ محفوظ المداح رئيس الدعوة والإعلام الدينى والشيخ عبد الفتاح الغزالى عضو اللجنة قائلة: الصراع المادى السائد من كثير من الناس جعل للشيطان ولاية عليهم يزين لهم ويوسوس لهم ويحرم عليهم ويشككهم فى كل أعمالهم وأقوالهم يقول الله تعالى عن الشيطان"لعنة الله وقال لآتخذن من عبادك نصيبا مفروضا, ولأضلنهم ولأأمنينهم ولآمرنهم فلا يبتكن آذان الأنعام, ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا, يعدهم ويمنينهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا" والملاحظ أن الشيطان يوسوس ويزين ويشكك للصالحين ولغير الصالحين إلا أن شدة وسوسته تكون تجاه الصالحين أكثر من غيرهم لإفساد الحياة عليهم وأكثر أبوابة التى يدخل بها عليهم هى باب الزوجية و أمور الطلاق والظهار وغيرها مماقد يطرأ على حياة الزوجين.. ومن المعلوم أن مراتب النية فى النفس خمسة وهى الخاطر,الهاجس, حديث النفس, الوهم, العزم, فالأربعة الأولى لايحاسب عليها الإنسان ولكن إذا تحول كل ذلك إلى عزم وهو وقوع الفعل وتأكيدة بالتوقيع علية أو إقراره أمام الناس فإن هو الذى يحاسب عليه ومن هنا يعلم أن مريض الوسواس القهرى لايقع له طلاق طالما أنه لايقر ولايعترف به أمام الناس ولايوقع على قسيمة طلاق أمام مأذون لذلك شخص أساتذة أمراض الطب النفسى والعصبى بأن صاحب الوسواس القهرى مريض بالفعل ويتلخص فى حدوث خلل فى كيمياء المخ نتيجة نقص مادة تسمى السيراتونين وهذا النقص يؤدى ألى حدوث الوسواس وهذه المادة قد تنشط بعد ضعفها بقودة الإرادة وهو مايجعل المريض يشفى منه بإذن الله وطالما أن مرض فالله سبحانة وتعالى رفع الحرج عن المريض"ولاعلى المريض حرج" وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأنهاكم عن ثلاث عن القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال" ويقول بن عابدين مانقل عن الليث بن سعد فى مسألة طلاق الموسوس أنه لايجوز والموسوس هو المغلوب فى عقلة ويقول بن القيم أن المطلق إن كان زائل العقل بجنون أوإغماء أووسوسة لايقع طلاقة . وتوصى لجنة الفتوى بأن هذا المرض أصبح ظاهرة تستحق الدراسة وتستحق التكييف شرعا وقانونا وعلى المهتمين بالصحة النفسية والعلماء فى هذا الصدد أن يبنوا للناس مايجب عليهم فعلة إذا أصيبوا لاقدر الله بهذا المرض وعلى صاحب المرض أن يستعين بالله وأن يقرأ القرآن ويكثر من الذكر ومن الصوم والصلاة بالليل وأن تستمد النفس طاقة من الطاعة تجعلها تقاوم مايعتريها من ضعف ووهن وعلى المجتمع من حوله أن يتعاون معه فى سبيل الخروج من وطأة البلاء والشفاء بإذن الله