* فشل العدوان الاسرائيلى على غزه بسبب موقف مصر الصارم فى استفزاز متكرر ومعتاد قامت أسرائيل بشن سلسلة غارات جويه على قطاع غزه بحجه ان بعض الصواريخ تنطلق من غزه تجاه جنوب اسرائيل وبعيدا عن هذا المبرر الذى دائما ما تدعيه اسرائيل لكى يكون غطاءا ومبرر لعدوانها على غزه فأن حقيقة الامر ان اسرائيل كانت تستهدف بعدوانها وغاراتها الجوية على قطاع غزه العديد من الامور منها اختبار قدره حماس العسكرية وحلفاءها بعد مرور نحو ثلاثه اعوام ونصف على عدوانها البربرى على غزه ومعرفة مدى التحسن الذى طرأ لى منظومه حماس العسكرية وايضا اختبار عملى لنوايه النظام الجديد الحاكم فى مصر وقياس مدى رد فعل المجلس الاعلى للقوات المسلحه الذى يحكم ويقود البلاد وفى محاولة لابتزاز الفلسطينين وترهيب الحكومه الفلسطينية المتهاونه برئاسه محمود عباس وشنت اسرائيل غارات على مواقع البنيه الاساسيه مثل محطات الكهرباء مما اوقع قطاع غزه فى ظلام دامس ورغم تواصل الغارات الاسرائيلية قامت حركه حماس وحلفاءها بأمطار اسرائيل بالعديد من الصواريخ من مختلف الانواع وقد تدخلت مصر لوقف العدوان الاسرائيلى ونجحت فى ذلك خاصه مع تحذير أسرائيل من مغبه استمرار الغارات الجويه التى تنذر بتدهور خطير فى الاوضاع فى الشرق الاوسط مما يؤثر على مسار السلام فضلا عن تحذير مصر الصارم لاسرائيل بعدم التفكير فى اى هجوم برى او اجتياح لقطاع غزه حسب تفكير أسرائيل . موقف صارم وقد أصاب الموقف المصرى الصارم اسرائيل بخيبه أمل فهى لم تعتاد على ذلك فى عهد المخلوع ولم تجد التبرير الجاهز الذى كانت دائما تعتمد عليه وتعلم انه جاهز لدى مبارك بأستمرار فلاول مره تجد موقفا مصريا حاسما فى منع اسرائيل من الاجتياح البرى واجبارها على وقف الغارات الجويه الاجرامية على قطاع غزه فمصر تنظر لقطاع غزة على ان اجتياحه خط احمر بالنسبة لامنها القومى لانها تبنى حساباتها الامنية دائما على وجود حاجز جغرافى بين مصر واسرائيل ومن هنا فكره الاجتياح البرى و احتلال قطاع غزه امر مرفوض تماما من وجهه نظر مصر لانه يهددها فى امنها او يخرق اتفاقية السلام مع اسرائيل وهو الامر الذى جعلها تمتنع عن الغزو البرى ثم سرعان ما توقفت الغارات الجوية بعد الاتصالات الساخنه التى اجرتها مصر مع اسرائيل والولايات المتحده والعديد من الدول الكبرى والمؤثره ولم تكتفى مصر بذلك بل قررت اعاده بناء محطه الكهرباء التى دمرتها اسرائيل فى غاراتها الجويه رغم طلب اسرائيل عدم بناءها عقابا لغزه واهلها وشعبها وبعد ان عاشت غزه اسبوعا كاملا فى ظلام ولم تكتفى مصر بمجرد اعادة بناء محطه الكهرباء فقط بل قررت مصر الثورة ان تبنى محطه اكبر من القديمة فالمحطه السابقه كانت قدراتها 12 ميجا وات وكان مطلب حكومه غزه ان تكون المحطه 15 ميجا وات لكن كان قرار الحكومه المصرية ان تكون المحطه الجديده بطاقة 22 ميجا وات وان تبنى على نفقه الحكومه المصرية برغم الصعاب الماليه التى تواجه مصر بعد الثورة واختلال امور كثيره فى الاقتصاد المصرى نظرا لتوقف عائدات ماليه عديدة كانت تغذى الخزانة المصرية ومحطه الكهرباء الجديده تعطى افاقا واسعه امام تنمية غزه وتساعد على انجاح بعض الخطط التنموية والاقتصاديه التى وضعتها حكومه حماس وتساعد على بناء مصانع جديده واعطاء دفعه قويه لكافه المشاريع الحضارية وهو موقف مصرى يبين مدى اهمية قطاع غزه للامن القومى المصرى وايضا يكشف عن تأمين مستقبلى للقطاع فقد اصبح من الصعب على اسرائيل ان تمارس اجرامها وبلطجتها مره اخرى على القطاع بل ان مسأله الاجتياح بريا اصبحت فى حكم المستحيل بالنسبة لاسرائيل مما يفقدها ميزه استيراتيجيه هامه لان اجتياح غزه بريا اصبح بعد التحذير امر مستحيل الا فى حاله نشوب حرب شاملة فى المنطقة. المصالحه الفلسطينية ومع النجاح فى ايقاف العدوان الاسرائيلى عند حده وتأمين قطاع غزه نسبيا الا انه تبقا نقطه بالغه الاهمية وهى متمثله فى المصالحه الفلسطينية فرغم المجهودات التى بذلت بين حماس وفتح من أجل أنجاز المصالحه برعايه مصر وتم التوصل الى صيغه تفاهم مشتركة انطوت على الحد الادنى المتفق عليه بين الطرفين واتفقا ايضا على تشكيل حكومه مشتركة بعد اجراء انتخابات جديدة لكافه المؤسسات الفلسطينية من مجلس تشريعى ومجلس وطنى واختيار مجلس وزراء الا ان هناك عقابات عديده تعترض مشوار المصالحه وذلك برغم تصريحات ومجهودات محمود عباس واسماعيل هنية فى عملية بناء الثقه واتمام المصالحه فضلا عن الجهود والضغوط المصرية المكثفه التى تستهدف اتمام ذلك لانها هدف استيراتيجى يصب فى مصلحه الامن القومى الفلسطينى والمصرى سواء بوجه عام لكن ايا كان الموقف فأنه لا بديل امام كافه الاطراف الفلسطينية لكى تتحد وتنسى خلافاتها للوصل الى صيغه للحفاظ على الحقوق الفلسطينية لانها الاساس الذى يبنى عليه الموقف العربى كله . وايا كان الموقف فأن الشعب الفلسطينى يضغط بشده لاتمام تلك المصالحه تحت الاشراف المصرى المصمم على اتمام تلك المصالحة خاصة وان الطرفين اتفقا على تجميد اى خلافات والحفاظ على الخطوات التى تمت بالفعل وهى خطوه مهمه لم تعرفها الساحه الفلسطينية من قبل لانها احدى ثمار ونتائج الثورة المصرية فيما يخص الساحه الفلسطينية.