طالب خبراء بوضع إستراتيجية واضحة المعالم والمحاور للتنمية المستدامة بأسيوط وتلافى خلل التخطيط بين التنمية العمرانية والصناعية ، واكدوا خلال ندوة " الموارد الطبيعية والتنمية العمرانية للهضبة الغربيةبأسيوط " والتى نظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية العلوم بجامعة اسيوط ان انشاء مصنع أسمنت أسيوط غرب المدينة ادى لتلوثها بسبب اتجاه الرياح فى أسيوط وفشل مشروع مدينة الصفا بالقرب منه والذى كان الأمل الحقيقى فى التوسع العمرانى فى أسيوط . وقال الدكتور سميح كمال وكيل الكلية أن تنمية الهضبة الغربية لمحافظة أسيوط مشروع حيوى يفرضه واقع صعب يتمثل فى اختناق مدينة أسيوط سكانياً مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بإنجاز المشروع ليستوعب الزيادة الضخمة فى المتطلبات الإسكانية فى المحافظة . واشار الدكتور حسن عبد الحميد سليمان الأستاذ غير المتفرغ بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة أسيوط الى ان أساتذة الجيولوجيا بالجامعة قاموا بمجهود كبير لتقييم المكونات الحجرية للمحافظة وقام بعرض عدة خرائط للمحافظة منها خريطة تبين الأقسام التضاريسية ومساحية وخريطة توضح موقع المشروع وطريق البحر الأحمر .
وأضاف أن المحافظة تمتلك رصيداً متميزاً من الثروة المحجرية ومنها الرمال وتستخرج من محاجر المطمر ومنفلوط ، والحصى والزلط من محاجر الوادى الأسيوطى وغرب منفلوط والحجر الجيرى ويوجد فى هضاب شرق أسيوط ، وغرب أسيوط وهى التى يعتمد عليها مصنع أسمنت أسيوط ، كا يوجد بوادى الجبراوى ، وجنوب البدارى ، وغرب الغنايم التى سيستخدمها مصنع جديد للأسمنت ، وتوجد الطفلة فى محاجر عرب العوامر وطريق أسيوطالقاهرة الغربى وتستخدم فى صناعة الأسمنت ، فضلاً عن الألباستر فى وادى الأسيوطى ، وادى الجبراوى ، وادى الإبراهيمى .
واستعرض أهم الآثار التى تمثل جانباً من المقومات السياحية للمحافظة وأهمها الدير المعلق فى قرية المعابدة، ودير ريفا ، 9 مقابر فرعونية فى مير بالقوصية ، مقابر جبل درنكة وأثار الهمامية جنوب البدارى ، مسجد المجاهدين ، حمام الثلاثاء وقناطر أسيوط والوكالات الإسلامية . وتحدث عبد الحميد عن محور التنمية العمرانية للهضبة الغربية بمحافظة أسيوط والتى بدأت بفكرة للمحافظ السابق لأسيوط اللواء نبيل العزبى حول إنشاء محور يربط بين مطار أسيوط الجديد وطريق البحر الأحمر عند نقطة التقاء طريق أسيوط – سوهاجوأسيوط – الخارجة ، وتضمنت إمكانية إنشاء مجتمع عمرانى على الطريق الذى يربط بين الغرب والشرق على هضبة أسيوطالغربية تزيد مساحته عن مساحة مدينة أسيوط .
واشار الى أن دراسة المشروع بدأت فى شهر فبراير 2008 وتوقفت لفترة بعد ثورة 25 يناير ثم استأنفت مؤخراً ، ويجرى حالياً دراسة حول وجود مياه جوفيه يمكن الاعتماد عليها فى الهضبة . ومن جانبه أكد الدكتور مصطفى يوسف الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم أن مدينة أسيوط تقع داخل السهل الفيضى لنهر النيل والمحاط بالجبال وهو ما أدى إلى اختناق المدينة بالتدريج مع ازدياد النمو السكانى والعمرانى بالمدينة موجباً التفكير فى الإنطلاق إلى صحارى أسيوط وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة وإنشاء طريق حر يربط بين الشرق والغرب دون المرور بمدينة أسيوط لتجنب التكدس والحوادث المرورية بها . ولفت الدكتور حسن يونس أحمد أستاذ الطرق بكلية الهندسة بالجامعة إن طريق هضبة جبل أسيوط الغربى هو محور الأمل لأنه يربط الكتلة الشرقيةبالغربية ويربط طريق شرق أسيوط بجميع أنحاء الصعيد عن طريق ربطهما بالطريق الصحراوى الغربى الذى يمتد من القاهرة لأسوان ، وتقسيم المنطقة المراد مرور المحور فيها إلى 3 مناطق الأولى تمتد من منزل كوبرى أسيوط العلوى حتى بداية هضبة جبل أسيوط الغربى وهى منطقة مسطحة فى نفس منسوب وادى النيل ، الثانية منطقة الصعود من منسوب الوادى الذى 65 متراً حتى منسوب أعلى الهضبة بارتفاع220 متراً.
ويشي الى ان ذلك يحتاج إلى بعض التهذيب والتكاليف والثالثة المنطقة أعلى الهضبة وهى منطقة مسطحة ومستوية تقريباً وهى محور التنمية الحقيقى .
وأقترح يونس إنشاء هذا الطريق على مصطبة يتم إنشاؤها على منحدر الهضبة بموازاة خط السكة الحديد حتى مجرى السيل بقرية درنكة ، والمسار الأخر يبدأ من منزل كوبرى أسيوط ويمر فوق الأراضى الزراعية ثم يصعد إلى منحدر الهضبة . وأكد أن هذه المنطقة خالية من الكثبان الرملية ومناطق الغزر ومخرات السيول وهى مستوية تماماً أى أنها تصلح لإنشاء تجمعات سكنية وصناعية حول الطريق ، كما أن المشروع ليس له تهديدات بيئية ولا توجد مخاوف من تلوث المكان بسبب وجود مصانع الأسمنت بالقرب منه .
وقال الدكتور محمد عبد السميع عميد كلية الهندسة أن مشروع الأمل سوف يسهم فى حل جزء كبير من مشاكل أسيوط مثل المشكلات البيئية والإزدحام ومراعاة نصيب الأجيال القادمة من الموارد والتنمية الذى يتمثل فى الخروج إلى مثل هذه المجتمعات العمرانية الجديدة التى يجب أن تحدث فيها تنمية عمرانية حقيقية وليس مجرد نمو عمرانى ليس له إنعكاس على واقع ومشكلات الناس .
ويضيف ان التنمية إن لم يكن لها عوائد على البشر فهناك خلل فى منظومتها يجب علاجه وضرب مثالاً بالتجارب الحالية بأسيوطالجديدة والتى لم تحقق أهدافها حيث إن 10% من الناس فقط كانوا يحتاجون أراض للبناء عليها مشيراً إلى أن 60% من الوحدات السكنية بأسيوطالجديدة مغلقة لغياب الخدمات المجتمعية المتميزة أو الأنشطة الجاذبة للسكان أو المشاريع الغير تقليدية أو المشروعات التعليمية .
ويؤكد على ان معدل نمو العشوائيات بأسيوط خاصة أكبر من معدل النمو العمرانى فى المدن الجديدة مما يدل على الفشل فى تحقيق المستهدف من المدن الجديدة والمجتمع العمرانى الجديد يحقق أهدافه بتلافى هذه الأخطاء وبالتنمية المستدامة أى باستغلال الموارد المائية والطاقات الطبيعية كطاقة الرياح والطاقة الشمسية واستخدام أساليب بناء بسيطة تصب كلها فى صالح المواطن البسيط الذى يستطيع وقتها أن يمتلك مسكناً لائقاً إنسانياً .
وأكد أن شراكة الجامعة مع المحافظة فى مجالات الزراعة والجيولوجيا كإعادة تدوير المياه لندرتها فى منطقة الهضبة هامة جداً لظهور المجتمع الذى نرغب فيه فى محافظة أسيوط التى تعانى من أدنى معدلات التنمية على مستوى الجمهورية وبعض المناطق بها لها أدنى معدل تنمية فى العالم .