أظهرت نتائج دراسة جديدة أجرتها مؤسسة "أي دي سي" للأبحاث بتكليف من شركة مايكروسوفت الفرص الجديدة المتاحة للأعمال والمجتمعات نتيجة استخدام تقنيات "الحوسبة السحابية". وأكدت الدراسة أنه من المتوقع مع نهاية عام 2015 أن تظهر أكثر من 14 مليون وظيفة جديدة كنتيجة مباشرة للاستثمار في تقنيات "الحوسبة السحابية"، وقالت النتائج المنشورة أن مصر على سبيل المثال سيكون من نصيبها ما يقرب من 113 ألف وظيفة جديدة خلال هذه الفترة. يأتي هذا البحث ليؤكد بالأرقام الفارق الملحوظ الذي تحققه تقنيات "الحوسبة السحابية" في مجال الأعمال هذه الأيام عن طريق رفع مستوى الانتاجية وتقليل التكاليف وتوجيه اهتمام فرق تكنولوجيا المعلومات إلى التركيز على القضايا الأكثر أهمية للأعمال، كما أنها فى الوقت نفسه تساعد فى تعافى الاقتصاد العالمى. وأكدت الدراسة أن نسبة كبيرة للغاية من استثمار الشركات فى تكنولوجيا المعلومات حالياً يتم انفاقه على الصيانة أو تحديث الأنظمة التقليدية، وأن هذه النسب يمكن توفيرها مع توجيه تركيز فرق العمل لقضايا الأعمال الحرجة. ويقول أيمن عبد اللطيف مدير عام شركة "مايكروسوفت" مصر: "تحقق تقنيات "الحوسبة السحابية" نجاحاً متزايداً على مستوى العالم بعد إدراك الأعمال المزايا الهائلة الكامنة ورائها، خاصةً مع زيادة مستويات الكفاءة ومعدلات الانتاجية، وتكشف هذه الدراسة أن التوسع في استخدام تقنيات "الحوسبة السحابية" سوف ينعكس مباشرة على زيادة العائدات والتوسع في الأعمال وخلق الوظائف الجديدة، وهى الوظائف التى لا تقتصر على قطاع تكنولوجيا المعلومات وإنما تصل إلى معظم قطاعات الأعمال". وقدرت دراسة "أي دي سي" أن خدمات الحوسبة السحابية ساعدت الأعمال حول العالم في العام الماضي وحده على تحقيق دخل يزيد عن 400 بليون دولار، وساعدت في خلق 1.5 مليون فرصة عمل إضافية، وأنه بحلول عام 2015 فإن هذه الخدمات من المتوقع أن تساعد فى خلق ما يقرب من 14 مليون فرصة عمل إضافية على مستوى العالم. ورصدت الدراسة توقعاتها بالنسبة لمصر فى ظهور أكثر من 13 ألف وظيفة جديدة فى عام 2012 تزيد إلى حوالى 113 ألف وظيفة جديدة خلال ثلاثة أعوام فقط. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الأرقام تتفاوت وفقاً للمنطقة الجغرافية، كما أن أرقام فرص الأعمال المتاحة تفاوتت بين البلدان الصاعدة والبلدان النامية، حيث كان المحدد الأكبر هو درجة الإنفاق على تكنلوجيا المعلومات ومستوى خدمات السحابة التي يتم استخدامها في القطاعات العامة والخاصة. وعلى سبيل المثال، ففي منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والتي تضم خليطاً مركباً من البلدان الصاعدة والنامية، يتوقع أن يتم خلق فرص عمل أكثر بسبب تقنيات الحوسبة السحابية مقارنة بأمريكا الشمالية، وذلك لأن قوة العمل فيها تعادل أربعة أضعاف قوة العمل في أمريكا الشمالية، بالإضافة إلى أن إجمالي الانفاق على خدمات السحابة العامة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا العام الماضي بلغ 40% فقط مما أنفقته أمريكا الشمالية، ولكن الاستثمارات الخاصة فى هذه التكنولوجيا كانت مساوية لها أو أكثر، وهذه العناصر مجتمعة تؤدي إلى توقع ظهور فرص عمل أكثر مما هو الحال فى أمريكا الشمالية. وتوقعت نتائج الدراسة أن يكون إجمالي الوظائف الجديدة في هذه المنطقة في حدود 2 مليون فرصة عمل بحلول 2015. ويقول حازم نبيه مدير التسويق والعمليات بشركة "مايكروسوفت" مصر تعتبر الشركة من الرواد في مجال خدمات "الحوسبة السحابية"، وتوفر "مايكروسوفت" الآن مجموعة متنوعة من حلول السحابة على مستوى العالم، تتراوح بين المنصات إلى الخدمات المخصصة لزيادة الانتاجية، وتلك الموجهة للمستهلك مباشرة مثل "أكس بوكس لايف" و"هوت ميل"، والاتجاه المتزايد للاعتماد على هذه الخدمات يؤدى إلى الحصول على عوائد هائلة مقابل الاستثمارات المدفوعة. كما أظهرت دراسة "أي دي سي"، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الاقتصاد بشكل عام كما يظهر فى زيادة فرص العمل الجديدة المتاحة". والمعروف أن تقنيات سحابة الكمبيوتر تحرر المؤسسات من الأنظمة العتيقة وتسمح للشركات بالاستثمار في تقنيات أكثر ابداعاً، والعائدات المتزايدة من أنظمة التكنولوجيا المبتكرة يمكن أن تصل إلى 1.1 تريليون دولار بحلول عام 2015 طبقاً للدراسة. وتثبت الدراسة بالأرقام أن مستويات الكفاءة والأداء المكتسبة من تقنيات "الحوسبة السحابية" تنعكس على الابتكار بشكل عام وليس على تكنولوجيا المعلومات وحدها، الأمر الذى يعنى توظيف أفراد أكثر في مجال المبيعات والمالية والانتاج والتسويق وغيرها. وبهذه الطريقة فإن "الحوسبة السحابية" تختلف تماماً عن خدمات التعهيد "Outsourcing" التقليدية. وقد قامت الدراسة بفحص البيانات الاقتصادية الحالية على المستوى العالمي، وبتطبيق نموذج التأثير الاقتصادى، فوجدت أن الأموال القليلة التي يتم انفاقها بهدف الوصول إلى تقنيات السحابة تؤدي إلى عوائد ضخمة فى فترات قصيرة. كما استخدمت العديد من المحددات للوصول إلى توقعات عدد الوظائف المتوقع ظهورها فى مناطق معينة من بينها: مستوى الانفاق الحالى والمتوقع على تكنولوجيا المعلومات، ومستوى الانفاق الحالى والمتوقع على تقنيات السحابة، نسبة تكنولوجيا المعلومات من اجمالى الدخل القومى، النسبة المئوية من أعمال تكنولوجيا المعلومات التى يتم تنفيذها باستخدام الانظمة التقليدية ومعدلات التطوير المتوسطة، مستويات قوة العمل وفق الصناعة أو وفق حجم الشركة، القاعدة الاقتصادية وفق الصناعة أو حجم الشركة، نسبة الانفاق فى خدمات الحوسبة السحابية فى القطاع الخاص مقارنة بالقطاع العام. واعتمدت المعادلة النهائية على أن الوظائف الجديدة ستنشأ نتيجة زيادة عائدات الأعمال، وتوقعت أن تكون هذه الوظائف فى القطاعات المختلفة للأعمال مثل التسويق والمبيعات والمالية والإدارة والانتاج والخدمات وغيرها، وقامت الدراسة أيضا بحساب الاجمالى الصافى للوظائف بالأخذ فى الاعتبار فقدان بعض الوظائف فى أقسام تكنولوجيا المعلومات داخل المؤسسات نتيجة الاعتماد على تقنيات الحوسبة السحابية.