أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعمه للاستمرار في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأن أي التزام بعملية السلام يتعين أن يعترف بإسرائيل، مشيرا إلى أنه لا يوجد رئيس للولايات المتحدة أوضح منه في هذا الصدد. جاء ذلك في كلمة أوباما أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، التي أكد فيها على التزام الولاياتالمتحدة بإسرائيل على أساس المصالح والأفكار لتي تتشاركان فيها، وأن دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل هو نقطة إجماع من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وأنه أوفى خلال السنوات الثلاث الماضية بكل تعهداته لإسرائيل ووقف إلى جانبها في جميع المواقف.
وأكد أوباما موقفه الداعي إلى تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن السلام يحقق مصلحة إسرائيل الكبرى على ضوء عدم اليقين في المنطقة، وأن تحقيق السلام أمر صعب، ولكن هذا يجعله أكثر أهمية.
وفيما يتعلق بإيران، أكد أوباما أنها تعارض المصالح الوطنية والأمنية الإسرائيلية والأمريكية، مشددا على أن العالم أجمع له مصلحة في منع إيران من امتلاك أية أسلحة نووية لأن هذه الأسلحة ستقوي نظاما يقمع شعبه.
وأكد أنه التزم منذ 4 سنوات بالضغط على إيران لمنعها من امتلاك الأسلحة النووية، وأن العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة والعالم قد أبطأت التقدم الإيراني في هذا المسعى النووي، مشيرا إلى أن البعض شكك في ذلك.. ولكنه صحيح.
ونوه بأنه يعتقد أن هناك فرصة لتحقيق حل فيما يتعلق بإيران من خلال الجهود الدبلوماسية والعقوبات، وأنه يفضل ذلك.
وانتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمته اليوم أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية،تشكك البعض في اهتمام إدارته بتحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرا إلى أن لا يعتذر عن سعيه للسلام وأن قادة إسرائيل يفهمون أهمية تحقيق السلام لإسرائيل.. وأعرب عن اعتقاده بأن السلام يحقق مصلحة إسرائيل الأمنية الكبرى.
وقال إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين يحقق مصالح قيم إسرائيل لأنه لابد من حماية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.
وأوضح أن تحقيق السلام صعبا على ضوء مستجدات المنطقة والعنف في سوريا والمرحلة الانتقالية في مصر إضافة إلى الانقسام بين الفلسطينيين مع استمرار حماس في رفض إسرائيل وحقها في الوجود.. وأكد أن التغيرات التي تشهدها المنطقة تجعل السلام أكثر أهمية.. وأكد أنه لن يكون هناك سلام دائم إلا إذا تم الوفاء بهواجس إسرائيل الأمنية.. ولذلك فإن الولاياتالمتحدة تستمر في الضغط على الدول العربية للتواصل مع إسرائيل ودعم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل".
وأكد أوباما أنه مع تشجيع إسرائيل على المضي قدما في طريق السلام فإن الولاياتالمتحدة أصرت على أن أي شريك فلسطيني عليه أن يعترف بحق إسرائيل في الوجود وأن يرفض العنف وأن يلتزم بالاتفاقيات الموقعة.. ولذلك فإن إدارته رفضت كل الجهود للالتفاف حول المفاوضات أو فرض اتفاق أو حل على الأطراف.. مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستصر على حماية أمن إسرائيل وشرعيتها.
وفيما يتعلق بالسلاح النووي الإيراني، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تفضلان حل هذا الأمر بشكل دبلوماسي، ولكن على الزعماء الإيرانيين أن لا يشكوا لحظة في عزم الولاياتالمتحدة.. أو في حق إسرائيل في اتخاذ قراراتها فيما يتعلق بما هو مطلوب منهم للوفاء باحتياجاتهم الأمنية.
وأكد أوباما في كلمته مساء اليوم أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية،أنه لن يستبعد أي خيار عن الطاولة عندما يتعلق الأمر بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، مشددا على أنه يعنى ما يقول.. وقال: "هذا يتضمن كل عناصر القوة الأمريكية من خلال الجهد السياسي بعزل إيران.. وجهد دبلوماسي من خلال الحفاظ على التحالف.. وجهد اقتصادي بفرض المزيد من العقوبات.. وأيضا جهد عسكري كي نكون مستعدين لجميع الاحتمالات.. ويجب أن يدرك الزعماء الإيرانيين أنه لا يوجد لدي سياسة احتواء.. بل سياسة منع إيران من الحصول على سلاح نووي".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه أكد خلال رئاسته أنه لن يتردد في استخدام القوة للدفاع عن الولاياتالمتحدة ومصالحها.
ونوه بأن الحديث عن الحرب قد أفاد إيران من خلال زيادة أسعار النفط الذي تعتمد عليه في تمويل برنامجها النووي.. ومن أجل أمن إسرائيل وأمريكا وأمن وسلام العالم فإن هذا الوقت ليس هو وقت الحديث ذلك.. بل وقت الحديث عن الضغوط والاحتفاظ بالتحالف الدولي الذي قمنا ببنائه.. وقال "تحدث برفق ولكن احمل عصا غليظة".
وقال أوباما: " لا توجد دولتان تتفقان على كل شيء ولكن هناك مجال للاختلاف ديمقراطيا.. ولكن يحب أن نتفق على الأمور التي لها أهمية كبيرة.. ومعا نعمل على بناء عالم أفضل حيث يمكن أن تعيش شعوبنا بعيدا عن الفوضى.. وحيث يكون هناك سلام يستند إلى العدالة.. وحتى يكون أطفالنا أمامهم مستقبلا أفضل من الحاضر".
وأضاف: "يجب أن يتم الحكم على المرء بأفعاله وليس بأقواله.. وانظروا إلى أفعالي.. لقد وقفت بجوار إسرائيل لتأمين بلدينا وعلينا أن نعبر المياه الصعبة التي نحن فيها تجاه شاطئ آمن".
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن إيران المسلحة نوويا تعارض بالكامل مصالح إسرائيل الأمنية والمصالح الأمنية الوطنية للولايات المتحدة أيضا، مشيرا إلى أن العالم أجمع لديه مصلحة في منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.. ولذلك فإن هذا هو الخيار الذي اختاره ويطبق بكل قوة في سياسته سواء من خلال العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية، أو من خلال عدم استبعاد أي خيار من على الطاولة.
وقال أوباما في كلمته أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية،إنه التزم منذ 4 سنوات أمام الشعب الأمريكي بأنه سيستخدم كل عناصر القوة الأمريكية لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.. وهذا هو ما يتم فعله.. وأضاف أن العقوبات المفروضة على إيران أبطأت برنامجها النووي وأثرت على اقتصاد طهران.. وأصبحت إيران معزولة وقيادتها مقسمة.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الربيع العربي فضح النظام الإيراني وحليفه نظام الأسد.. "وإذا لم تفي إيران بتعهداتها مع استمرار العقوبات فسنحقق هدفنا أيضا سواء بالطرق الدبلوماسية والعقوبات أو غير ذلك.. وإن قادة إيران لديهم الفرصة الآن لاتخاذ القرار الصحيح باتخاذ مسار يعيدهم إلى المجتمع الدولي أو مسار يؤدي إلى طريق مسدود.
وقال إن إسرائيل والولاياتالمتحدة لديهما مصلحة في حل هذا الأمر بشكل دبلوماسي..وفي النهاية حل هذا الأمر هو قيام الحكومة الإيرانية بالتخلي عن الأسلحة النووية.. وكرئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة فإنني أفضل السلام عن الحرب.. وفي إطار التزامي للشعب الأمريكي فإنني أستخدم القوة فقط عندما يكون الوقت والظروف يتطلبان ذلك.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "نحن ملتزمون بإسرائيل على ضوء المصالح التي نتشارك فيها إزاء أمن ورفاهية شعوبنا والعلوم الجديدة التي يمكن أن تبهر العالم.. وأفكارنا المشتركة التي تؤسس علاقاتنا.. ولهذا السبب بقي التزام أمريكا بإسرائيل في ظل رئاسة الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين وزعماء الكونجرس من الجانبين"، مؤكدا أن دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل يأتي من الحزبين ويجب أن يبقى كذلك.
وقال أوباما، مخاطبا المشاركين في المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، إنه يمكن الاعتماد على أفعاله وليس فقط كلماته فيما يتعلق بالتزامه بإسرائيل، مشيرا إلى أنه أوفي بكل تعهداته لإسرائيل، منوها بأنه وقف إلى جانب إسرائيل في كل مسار وفي كل لحظة على مدى السنوات الثلاث الماضية كرئيس للولايات المتحدة.
وأكد الرئيس الأمريكي من جديد أن أمن إسرائيل مقدس وغير قابل للتفاوض.. وأن تمسك إدارته بأمن إسرائيل غير مسبوق.. وأن التعاون العسكري والاستخباراتي بين الجانبين لم يكن أوقع مما هو عليه الآن، مشيرا إلى أنه رفع قيود الميزانية إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية تستثمر في قدرات جديدة وتقدم لإسرائيل تكنولوجيا متقدمة من خلال أنظمة تذهب فقط إلى أقرب حلفاء أمريكا.. وأكد أن بلاده ستفعل كل ما تستطيع للحفاظ على قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها وتفوقها العسكري.
وأكد أوباما دعمه لإسرائيل على المستوى الدبلوماسي في العديد من المواقف، ومنها تقرير "جولد ستون" الذي استهدف انتقاد إسرائيل بشأن غزه.. وأكد أن بلاده رفضته وتحدته.. كما أنها سترفض دائما أن الصهيونية تساوي العنصرية.. وأن أمريكا ستتصدى لأي جهد يستهدف نزع الشرعية عن دولة إسرائيل، وأكد أوباما أنه يحمي ظهر إسرائيل عندما تكون هناك أية صعاب.. وأشار إلى أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أهم بكثير من أن يتم تلويثها بأي سياسات حزبية، مشيرا إلى أمن إسرائيل الوطني وأمن الولاياتالمتحدة أهم من ذلك.
ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الإسرائيلي شيمون بيريز بأنه صديق له منذ وقت طويل، موجها الحديث له ب "روزي" وهو اسمه المعروف به بين أصدقائه، وقال إنه دافع قوي عن العلاقات غير القابلة للكسر بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وحيا قيادته لإسرائيل والتزامه وهو ينهي فترة رئاسته، مشيرا إلى أنه سيدعوه في الربيع إلى البيت الأبيض لتكريمه بأعلى ميدالية في الولاياتالمتحدة وهي ميدالية الحرية.
وقال أوباما أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية،إن هذه الجائزة تمثل رمزا للعلاقات الواسعة التي تربط بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل اللتين تتشاركان المصالح وكذلك القيم التي تلتزم بالكرامة الإنسانية والإيمان بالحرية كحق أعطاه الله للبشر والتي تثبت أن الديمقراطية هي الشكل الوحيد الذي يمكن للحكومة أن تستجيب به لطموحات شعبها.
ووجه أوباما الشكر للمسئولين الإسرائيليين والأمريكيين المشاركين في المؤتمر السنوي لايباك على حفاظهم على الشراكة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة.
وأعرب أوباما عن تطله للقائه غدا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوفد المرافق له في البيت الأبيض.