هل تُطبق البصمة على طلاب الأزهر؟. رئيس الجامعة يحسم الجدل    جامعة بنها الأهلية تشارك في مؤتمر الجامعات الرقمية في العالم العربي بعمان    القليوبية ترفع درجة الاستعداد لانطلاق العام الدراسي الجديد    خريطة الأسعار اليوم: ارتفاع الزيت والأسمنت والذهب    التعليم العالي: مصر وألمانيا تطلقان مشروعا مشتركا لتعزيز سلامة الغذاء والصادرات    قرض ومنحة ب60 مليون يورو.. قرار جمهوري بشأن مركز التحكم الإقليمي بالإسكندرية    إطلاق مبادرة "صحح مفاهيمك" بالوادي الجديد برعاية المحافظ    جاهزية 75 قطعة أرض بمشروع «بيت وطن» لتوصيل الكهرباء في القاهرة الجديدة    بولندا: صاروخ أطلق من طائرة مقاتلة غربية هو الذي سقط على الأرجح على منزل أثناء التوغل الروسي    سوريا.. قوات الأمن تحرر مختطفين من السويداء    اتصال بين وزير الخارجية والمبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط    مصر ل"ويتكوف": الفلسطينيون باقون على أرضهم.. ولا تهجير    لويس دياز عن مفاوضات برشلونة: فضلت الانتقال لبايرن لتحقيق البطولات    ميسي يقترب من توقيع عقد جديد مع إنتر ميامي    فيريرا يطيح ب شيكو بانزا أمام الإسماعيلي.. إعلامي يكشف التفاصيل    إصابة 4 أشخاص إثر انقلاب سيارة في الوادي الجديد    رسميًا.. توزيع درجات الثانوية العامة والبكالوريا للعام الدراسي الجديد    الإعلان عن موعد عرض أولى حلقتي مسلسل ولد – بنت – شايب على WATCH IT (فيديو)    "يارب أسعد حبيبي".. مريم منيب تطلب من جمهورها الدعاء لخطيبها الراحل    الاثنين.. استراحة معرفة- دبي تناقش رواية «سنة القطط السمان» لعبد الوهاب الحمادي    الصحة: المبادرة الرئاسية «صحتك سعادة» تواصل تقديم خدماتها المتكاملة في مكافحة الإدمان    «الري»: خرائط لاستهلاك المحاصيل للمياه للوفاء بالتصرفات المائية المطلوبة    ميدو: مواجهة الزمالك والإسماعيلي فقدت بريقها.. وأتمنى عودة الدراويش    الكلاسيكو 147.. التاريخ يميل نحو الزمالك قبل مواجهة الإسماعيلي الليلة    شبانة: وكيل إمام عاشور تخطى حدوده    هل اقترب موعد زفافها؟.. إيناس الدغيدي وعريسها المنتظر يشعلان مواقع التواصل    معا من أجل فلسطين.. حفل خيري بريطاني يهدم جدار الخوف من إعلان التضامن مع غزة    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات الخميس    نائب وزير الصحة تشهد إطلاق ورشة عمل للإعلاميين حول الصحة الإنجابية والتنمية السكانية    وزير الدفاع الصيني يجدد تهديداته بالاستيلاء على تايوان لدى افتتاحه منتدى أمنيا    النقل تناشد المواطنين الالتزام بعدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه    مفتى كازاخستان يستقبل وزير الأوقاف على هامش قمة زعماء الأديان    سكاي: مورينيو يوافق على تدريب بنفيكا    فرنسا تستعد لاحتجاجات واسعة وسط إضرابات وطنية ضد خطط التقشف الحكومية    ديستيني كوسيسو خليفة ميسي ويامال يتألق فى أكاديمية لا ماسيا    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    آثار تحت قصر ثقافة ومستوصف.. سر اللقية المستخبية فى الأقصر وقنا -فيديو وصور    فيديو متداول يكشف مشاجرة دامية بين جارين في الشرقية    التأمين الصحي الشامل: 495 جهة حاصلة على الاعتماد متعاقدة مع المنظومة حتى أغسطس 2025    الصحة تشارك في مؤتمر إيجي هيلث لدعم الخطط الاستراتيجية لتطوير القطاع الصحي    10 ورش تدريبية وماستر كلاس في الدورة العاشرة لمهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب    ضبط المتهم بإنهاء حياة زوجته بمساكن الأمل في بورسعيد    جبران: تحرير 3676 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 5 أيام فقط    مصر وروسيا تبحثان سبل التعاون بمجالات التعليم الطبي والسياحة العلاجية    تزامنًا مع عودة المدارس.. «الطفولة والأمومة» يطلق حملة توعوية لحماية الأطفال من العنف والإساءة    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين عبر قافلة «زاد العزة» ال 40    التحفظ على أكثر من 1400 كتاب دراسى خارجى مقلد داخل مكتبتين    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين فى حادث تصادم أتوبيس مع سيارة نقل بطريق مرسى علم    الأولى من نوعها.. مصر وإسبانيا توقّعان اتفاقية الشراكة من أجل التنمية 2025-2030    رئيس اتحاد الصناعات: العمالة المصرية المعتمدة تجذب الشركات الأجنبية    حكم تعديل صور المتوفين باستخدام الذكاء الاصطناعي.. دار الإفتاء توضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18سبتمبر2025 في المنيا    شديد الحرارة.. حالة الطقس في الكويت اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    "معندهمش دم".. هجوم حاد من هاني رمزي ضد لاعبي الأهلي    سعر الأرز والفول والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    احتفظ بانجازاتك لنفسك.. حظ برج الدلو اليوم 18 سبتمبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النووي الإيراني يتصدر مباحثات أوباما ونتنياهو (فيديو)
نشر في محيط يوم 04 - 03 - 2012

أصبح من المؤكد أن يتصدر موضوع هجوم اسرائيلي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية جدول الأعمال الرسمي للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا الاثنين على هامش المؤتمر
السنوي للوبي الاسرائيلي "ايباك" الذى سيتحدث أمامه أوباما ونتنياهو والرئيس
الإسرائيلي شيمون بيريز ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، حيث سيتناول العلاقات الثنائية الأمريكية الإسرائيلية، إضافة إلى البرنامج النووي الإيراني وما ينبغي عمله لإيقافه.

وفي تحليله للاجابة عن سؤال "هل ستهاجم إسرائيل منشآت إيران النووية؟"، أكد
مركز الدراسات الأمريكية والعربية في تقرير له أنه من غير المعقول أن تقدم
اسرائيل على اتخاذ خطوة بهذه الخطورة دون معرفة رأي الولايات المتحدة أو الحصول على ضوء أخضر أمريكي مسبق.

وتناول التحليل الامكانيات المتاحة لإسرائيل في شن مثل هذا الهجوم، مشيرا إلى
أن الهجمة العسكرية ممكنة من الناحية العسكرية، إلا أن اسرائيل تفضل الاعتماد
على العقوبات المفروضة بالتزامن مع تفعيل أعمال التخريب في الداخل الإيراني.

ورغم تصريحات رئيس الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي قبل أيام التي حث فيها على عدم تهور اسرائيل باللجوء للخيار العسكري .

وأشار إلى أنه ليس "من الحكمة" قيام اسرائيل بشن هجوم عسكري خاصة لأنه سيرافقه عدم استقرار كما أنه لن يحقق هدفه على الأمد البعيد، إلا أن هذه الرسالة لم ترق للاسرائيليين ، بل أعربوا مرارا عن نيتهم القيام بهجمة "ضرورية بغض النظر عن تداعياتها"، وبما أن لها باع طويل في شن هجمات عسكرية بعيدة ضد أهداف تعتبرها تشكل مخاطر محتملة فإن تهديداتها الراهنة تأخذ بعض الصدقية.

تداعيات الضربة العسكرية

وأشار الى تحليل مركز الدراسات الأمريكية والعربية إلى أنه من الناحية العسكرية البحتة، يمثل تسديد ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية أحد الاحتمالات المطروحة لإسرائيل، إلا أن أخذ التداعيات الدبلوماسية وعوامل الفشل بعين
الاعتبار يحيل الأمر الى خيار أقل جاذبية .

فالعملية تنطوي على عدد كبير من العوامل المجهولة مثل طول مسافة التحليق
وطبيعة الدفاعات الإيرانية والمعدات المتطورة الضرورية لتحديد الأهداف الأساسية بدقة متناهية.. وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بأن اسرائيل لجأت لاستخدام خيارات أخرى مثل اغتيال الكفاءات العلمية الإيرانية والتخريب بالوسائل الالكترونية عبر فيروس "ستاكسنت" وعمليات التخريب التقليدية باستخدام المتفجرات .

ولأسبابها الخاصة، ستستمر اسرائيل في التلويح باللجوء للخيار العسكري، إلا أن
المتطلبات اللوجستية لشن هجوم بدرجة كبيرة من النجاح يتطلب فترة إعداد طويلة.. والقوات الخاصة بحاجة للتمركز على الأراضي الإيرانية والقيام بمهمة تحديد بالغ الدقة لمنشأة "فودرو".. كما أن سلاح الغواصات الاسرائيلية بحاجة الى رحلة طويلة للدوران حول القارة الافريقية والتجهيز بحمولة صواريخ "كروز".. كما ينبغي إخراج الطائرات المقاتلة المخصصة للعملية من نطاق عملياتها الراهنة ليتسنى تجهيزها للمهمة ذات المسافة الطويلة.. وفي حال وقع الخيار على استخدام الهجوم العسكري، حينئذ ستحتاج إجراءات التدريب والتجهيز إلى زمن طويل مسبق .

كما لا يجوز اغفال ما قد ينطوي عليه الهجوم من تداعيات سياسية، فعند اتخاذ
القرار ببدء التنفيذ والمضي لضرب المنشآت النووية، لن يسهل على إسرائيل إيقاف تجهيزاتها الجارية.. فقرار استعادة الغواصات من مياه الخليج العربي وتسلل وحدات القوات الخاصة في عمق الأراضي الإيرانية بحاجة الى فترة زمنية كافية لاستعادتها ، مما سيقوض أي فرصة لنجاح أي محاولة هجوم أخرى لاحقة لأنه قد يكشف جوانب حساسة من إجراءات التنفيذ.

امكانيات إسرائيل العسكرية

وعلى الرغم من السمعة التي اكتسبها سلاح الجو الاسرائيلي بقدرته على الوصول الى أهداف بعيدة، فان مسألة استهداف البنية النووية التحتية لإيران تعد سابقة في حد ذاتها لما تنطوي عليه من تحديات بارزة، خاصة وأن طهران أعلنت مرارا عن اتخاذها سلسلة احتياطات لحماية منشآتها الحساسة، كما ان طبيعة انتشار الأهداف على الأراضي الإيرانيه تضعها تلقائيا خارج مدى القاذفات الاسرائيلية.. علاوة على مساحات واسعة من الأراضي المعادية بينهما.. ومن ثم فإن التحديات أكبر حجما مما تود اسرائيل الاعتراف به.

وأشار التحليل الى امكانية اسرائيل القيام بضرب إيران ، لأنها تمتلك قدرات
عسكرية تمكنها من الوصول الى الأراضي والأجواء والمياه الإيرانية، إلا أن فعالية الضربة ستعتمد على عدد الأهداف التي سيتم إستهدافها، وآلية التنفيذ، والتخطيط المسبق، والترتيبات اللوجيستية المطلوبة.


وفيما يتعلق بالامكانيات العسكرية المتوافرة لدى إسرائيل، ورغم ترجيح أغلبية
المعنيين في هذا المجال أن سلاح الجو الاسرائيلي سيقوم بالدور المركزي، إلا أن
الغواصات المتوفرة لدى اسرائيل متطورة وتمتلك قدرات عسكرية كبيرة، وتمتلك
الترسانة الاسرائيلية 3 غواصات من طراز "دولفين" التقليدية والقادرة على اطلاق صواريخ موجهة من نوع "كروز" يصل مداها الى نحو 1500 كيلومتر، مما يضع معظم الأراضي الإيرانية في نطاق مرماها إن أطلقت من الخليج العربي.


وفي يوليو 2002، كان مسئولو البنتاجون والخارجية الأمريكية قد أكدوا أن سلاح
البحرية الأمريكية استطاع رصد تجارب صاروخية اسرائيلية في المحيط الهندي عام 2000، وأن السفن من طراز "دولفين" قد تم تجهيزها بصواريخ نووية من طراز "كروز" وفق تصاميم جديدة ، وتستطيع الصواريخ المصممة بناء على نظام "بوب آي" حمل رؤوس حربية تقليدية قد تكون فعالة في تدمير رادارات الدفاعات الأرضية والمواقع الأرضية المعرضة للهجوم .

واعتبر التحليل ان الغواصات ، وضمانا لسرية مهمتها يتعين عليها الامتناع عن
إرسال اشارات الكترونية تدل على تحركاتها، وللتمويه قد ترسل اسرائيل غواصتين تجوبان المياه الافريقية قبل شن الهجوم.. وتشير التقارير العسكرية الى ان باستطاعة كل غواصة التسلح بنحو 18 صاروخا أو طوربيدا، كل منها باستطاعته اطلاق نحو ستة صواريخ "كروز" على إيران والاحتفاظ ببعض القدرات لشن هجمات نووية والقيام بمهام مضادة للملاحة البحرية.

كما أن الغواصات لديها القدرة على انزال قوات خاصة على الأراضي الإيرانية، ومع الخطورة العالية التي تكتنف الأمر، إلا أن تلك القوات باستطاعتها تحديد الأهداف الأرضية بدقة أفضل لاستهدافها لاحقا بقنابل موجهة بأشعة الليزر.

وأوضح التحليل أن سلاح الجو الإسرائيلي، يمتلك نحو 125 طائرة قاذفة متطورة من طراز إف 15 و إف 16، مجهزة بنظم طيران متطورة وخزانات اضافية للوقود تمكنها من تحليق طويل المدى وشن هجمات على إيران.. إلا أن المسافة البعيدة التي تفصل الأهداف النووية عن بعضها في إيران تشكل التحدي الأكبر لإسرائيل.. إلى جانب المسار القتالي الذي ينبغي اتباعه.

وأشار الى ان المسار الأسرع والمباشر للطيران الاسرائيلي هو عبور الأجواء
الأردنية والعراقية، والذي من شأنه تخفيض استهلاك الوقود للحد الأدنى.. وبما أن
التوقعات تشير إلى أن السلطات الأردنية لن تعترض على استخدام أجوائها، والعراق لايملك الدفاعات الجوية الكافية القادرة على الرصد والاستكشاف منذ رحيل القوات الأمريكية، فان هذا المسار يبدو الأكثر منطقيا، وهو المسار الذي ربما ستحرسه إيران بكثافة.

كما أن سلوك الطيران بمحاذاة البحر المتوسط ودخول الأجواء التركية الى نقطة
الحدود مع سوريا توفر مسارا بديلا، أو موازيا للخيار السابق، للانقضاض على
الأهداف الإيرانية بنجاح.. وهذا المسار البديل يتيح للصهاريج تزويد الطائرات
الحربية بالوقود جوا قبل دخولها الأجواء الجوية للحدود التركية السورية المشتركة.

والتحدي الأبرز في هذا المسار هو دخول الأجواء السورية، إذ من المحتمل إقدام
إيران، بموجب اتفاقيات دفاع مشتركة، على نشر بطاريات للدفاع الجوي ورادارات للرصد وطائرات قتالية أيضا في تلك المنطقة باستطاعتها اعتراض الطائرات المهاجمة وإفشال مهمتها.


واعتبر التحليل ان المسار البديل الأخير المتاح هو التحليق فوق الأجواء
السعودية ، إلا أن التداعيات السياسية والانعكاسات المباشرة على ذلك يصعب
تقديرها.

تحصينات تحت الأرض

وفيما يتعلق بالقنابل الخارقة للتحصينات "جي بي يو 28"، فإن تدمير المنشآت
النووية في "فودرو" و "نطانز" المحصنة جيدا تحت الأرض يتطلب استخدام هذا النوع من القنابل التي تزن الواحدة منها ألفان و 270 كيلوجراما والموجهة بأشعة الليزر والتي باستطاعتها اختراق تحصينات اسمنتية مسلحة بعمق 6 أمتار.

وينطوي الاعتماد على هذا النوع من السلاح التغلب على عدد من التحديات، أولها
أن الجانب الإيراني تنبه لهذه الميزة وأخذها بعين الاعتبار أثناء بناء منشآته.. فمنشأة "فودرو" تقع داخل جبل ويقينا تم تصميمها على أعماق أكبر من قدرة القنابل الوصول إليه.. وإلقاء هذا النوع من القنابل يستوجب اطلاقه من ارتفاعات شاهقة والطيران بأقصى سرعة ممكنة لإتاحة الفرصة للقنبلة الارتطام عموديا بالهدف.. وقد تستخدم طائرة مقاتلة إضافية لتحديد الهدف بأشعة الليزر وتعزيز دقة إصابته، ولكن الحل الأمثل لإصابة دقيقة هو استخدام وحدة من القوات الخاصة تقوم بتحديد الهدف بأشعة الليزر من مواقع أرضية.


وعند توفر طاقم القوات الخاصة لتحديد الهدف بدقة، فإن إلقاء عدد من هذه
القنابل على نفس نقطة الاستهداف سيتيح المجال لكل قنبلة اختراق الطبقة الأرضية بعمق إضافي.. إلا أن عدد القنابل المتوفرة للاستخدام يبقى عرضة لأحكام الحمولة القصوى للمقاتلات من طراز إف 15 والتي تبلغ قنبلة واحدة لكل طائرة.

وإذا تم الافتراض بأن هذه القنبلة لن تنجح في توجيه ضربة مباشرة للتحصينات،
فإن الدمار الهائل الناتج عنها قد يوقف البرنامج النووي لبعض الوقت.. وقد يتم
استهداف الأنفاق المؤدية للمنشأة المحصنة مما سيؤدي إلى انهيارها بالكامل.. وقد
تؤدي موجات الصدمة الصوتية الهائلة الناتجة عن الانفجار إلى عطل في الأنابيب
الحاملة لغاز "هكسافلورايد اليورانيوم" وتسربه.. مما يلوث أجواء التحصينات بغازات سامة.. وقد تتعرض المعدات والتجهيزات العلمية الحساسة، مثل أنابيب تخصيب اليورانيوم، للعطب من شدة الارتدادات الصوتية.. وكذلك قد تتعرض الأسلاك والكابلات للضرر مما سيتطلب استبدالها في الحال.

وفيما يتعلق بناقلات التزود بالوقود جوا، فتحظي طائرات نقل الوقود بنفس أهمية
الطائرات المقاتلة لانجاز المهمة.. إذ تملك اسرائيل نحو 8 الى 10 طائرات نقل
للوقود صممت بناء على هيكل طائرة بوينج 707 وباستطاعة كل منها حمل 200 ألف رطل من الوقود.. وبما أن سعة خزان الوقود في الطائرة إف-15 تبلغ 13 ألف رطل، فإن إسرائيل بذلك يتوفر لها عدد كاف من صهاريج الوقود الطائرة لتزويد الطائرات المهاجمة في طريق عودتها.

ولتعزيز المدى القتالي لطائرات إف 15 و إف 16، فإنها ستنطلق محملة بخزانات
وقود خارجية، على الأرجح، وسيتم التخلص منها بعد بلوغ الارتفاعات المطلوبة ليتم تزويدها بالوقود المطلوب جوا.

التزود بالوقود
ويعد التزود بالوقود من العوامل الحرجة التي تلعب دورا أساسيا في تحديد آلية
الهجوم.. فالطيران فوق الأجواء السورية محفوف بالمخاطر نظرا لإمكانية انكشاف تحليقه رغم عمليات التشويش لتعطيل الرادارات وإمكانية استهداف الدفاعات الأرضية السورية للطائرات المهاجمة، أما استخدام الأجواء الأردنية وعدم تعرض الأسراب المهاجمة للخطر فسيفسح المجال أمام إسرائيل لتزويد طائراتها بالوقود جوا فوق الأجواء الاردنية ، كما أن استخدام الاجواء الاردنية يتيح فرصة أكبر للمقاتلات الاسرائيلية للتحليق بحرية أكبر قبل وصولها للهدف.
ومن الناحية التقنية البحتة، فإن الاسطول الاسرائيلي للتزود بالوقود جوا بلغ
عمره نحو 40 عاما وبحاجة الى أعمال صيانة مكثفة ، ومن المرجح أن يتم سحب هذه الطائرات من الخدمة قبيل الهجوم لإجراء أعمال الصيانة عليها.

ثغرات النووي الإيراني

وفيما يتعلق التحليل نقاط الضعف وثغرات البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أنه بناء على معطيات المهمة المعقدة، ستسعى إسرائيل للانفراد بما تسميه حلقة الوصل المركزية في سلسلة الأسلحة النووية وأكثرها خطورة والمعرضة للهجوم بشكل أكبر من غيرها.

وبعض المواقع بطبيعتها تمثل مواطن ضعف مثل المفاعل النووي في "بوشهر"، إذ يقع على سواحل الخليج العربي ويشكل هدفا سهلا لصواريخ "كروز" التي يمكن أن تطلقها غواصة إسرائيلية بما يكفي لإخراجه من الخدمة.. ولكن حقيقة الأمر أن تدمير مفاعل "بوشهر" لن يترك أثرا كبيرا على سير عمل البرنامج النووي الإيراني.

وفيما يتعلق بمعمل أراك للمياة الثقيلة، التي تستخدم لتخفيف الانشطار النووي
التسلسلي في بعض المفاعلات المنتجة للبلوتونيوم، فإنه فوق الأرض وعرضة للهجوم الجوي أو البحري.. إلا أن إيران ركزت جهودها على أجهزة اليورانيوم النووية، مما يضفي درجة من الخطورة على هذا الموقع، ولكن دوره ليس حيويا في سلسلة الانتاج النووي.

أما منجم "جاشين" لليوارنيوم، فإن طبيعته المكشوفة تعرضه للاستهداف والقصف الذي سيترك أثرا ثانويا في عملية إنتاج اليورانيوم، كما يعد معمل "أصفهان لتجهيز اليورانيوم" من أكثر المنشآت عرضة للهجوم ويرجح أنه تعرض لأعمال تخريبية على أيدي اسرائيلية.. إذ أنه الموقع الذي حدث فيه الانفجار العام الماضي والذي يعتقد أنه ناتج عن نشاطات تخريبية.. ويكتسب معمل أصفهان أهميته لدوره في تحويل خام اليورانيوم إلى "هيكسافلورايد اليورانيوم" لاستخدامه في معامل التخصيب ، وأي هجوم يستهدفه سيعيق تطور البرنامج النووي، خاصة وأن اليورانيوم المخصب المنتج في أجهزة الطرد المركزية ينبغي تحويله في هذا المعمل إلى معدن اليورانيوم لاستخدامه في الاسلحة النووية.

أما معمل "نطانز" لتخصيب اليورانيوم، فوظيفته هي فصل اليورانيوم عن
اليورانيوم-235 بأجهزة الطرد المركزية، باستخدام "هيكسافلورايد اليورانيوم"، وهي مادة شديدة التسمم ، ويشكل هذا المعمل درة انتاج الأسلحة النووية الإيرانية وبه يتم اقتناء مخزون اليورانيوم المخصب، وكان هدفا للهجوم الالكتروني بفيروس "ستاكسنت" الشهير الذي أسفر عن إيقاف نحو 1000 من أجهزة الطرد المركزية عن العمل، واستهداف المعمل سيؤدي الى إيقاف عملية تخصيب اليورانيوم منخفض التركيز، لكنه لن يوقف العمل في جهود التخصيب العالي الذي يتنج عنه يورانيوم يصلح استخدامه في الأسلحة النووية.

وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في استخدام إيران لموقع "بارشين" في
اجراء تجارب على المتفجرات شديدة الفعالية المستخدمة في الأسلحة النووية.
وبالرغم من كونه أحد الحلقات الحساسة في برنامج تطوير الأسلحة، إلا أن هجوما
محتملا عليه لن يؤدي الى وقف العمل بالجهود الجارية لتطوير الأسلحة، إن كانت توجد.

وقد تم تحصين موقع "فوردو" بدرجة عالية نظرا لقربه من مدينة "قم"، وبدأت أعمال التخصيب فيه في شهر يناير العام الجاري.. ووظيفة المعمل هي تخصيب "هيكسافلورايد اليورانيوم" القادم من معمل "نطانز" الى درجة نقاء أعلى، بحيث يحتوي على تركيز 20 في المائة من اليورانيوم 235 ، ومن المرجح أن تتم في معامله اجراءات تخصيب اليورانيوم لتركيز يصل الى 90 في المائة لاستخدامه في صناعة الأسلحة ، وهو الموقع القابع في أعماق قمة جبلية ويفترض أنه من أكثر المواقع تحصينا وأكبرها مركزية في سلسلة عمل البرنامج النووي، إذ من شأن هجوم مدمر عليه أن يوقف العمل تماما في انتاج اليورانيوم المخصب لاستخدامات التسلح، إلى أن تتم اعادة بناؤه وتجهيز أجهزة الطرد المركزية للانتاج مرة أخرى.

عن خطة الهجوم الإسرائيلية المحتملة، فمع الأخذ بعين الاعتبار القدرات
المتاحة لإسرائيل، وانتشار المنشآت النووية الإيرانية على رقعة جغرافية واسعة
ومحصنة جيدا، يصبح من المرجح أن تركز اسرائيل هجومها على موقع واحد لضمان تدميره في رحلة طيران طويلة محفوفة بالمخاطر.

ومنشأة "فودرو" هي المرشحة أكثر من غيرها كهدف لإسرائيل، إذ من شأن تدمير المنشأة إيقاف العمل بجهود تخصيب اليورانيوم المركز ووضع نهاية لبرنامج إيران للأسلحة النووية.. أما المنشآت الواقعة في أصفهان ونطانز فتشكل أهدافا ثانوية محتملة لدورها الحيوي في عملية تخصيب اليورانيوم، خاصة وأن المنشأة الواقعة في أصفهان هي المسئولة عن انتاج معدن اليورانيوم المخصب الذي يدخل في انتاج القنبلة النووية.

خطة الهجوم

ومن الناحية اللوجستية، تتطلب خطة الهجوم تخطيطا مسبقا لشهر واحد على الأقل، حيث ينبغي أن يتم تجهيز الغواصات الاسرائيلية كي تمضي في طريقها حول القارة الإفريقية، وقد تحمل على متنها قوات اسرائيلية خاصة لمهام تحديد الأهداف بدقة على الارض.

ومع اقتراب ساعة الهجوم، يتعين إخراج سرب الطائرات المهاجمة من العمليات
وتجهيزها كاملة للمهمة المخطط لها.. كما أن عملية الهجوم بحد ذاتها تقتضي تدريبات دقيقة مكثفة ، فالغواصات ستقوم بإطلاق صواريخ "كروز" في مدى أدنى من سرعة الصوت على أهداف وهمية للدفاعات الجوية في مدى تحليق الطائرات المهاجمة ، ثم تنطلق لتتزود بالوقود جوا ، والهدف الأمثل هو بدخول الطائرات المهاجمة المجال الجوي الإيراني بعد استهداف بطاريات الدفاع الجوي وتدميرها، وما لم يتم تدميره تقوم طائرات مرافقة للسرب المهاجم بالتشويش الالكتروني واصطياد النظم التي نجت من الهجوم.

فيما يتم إطلاق صواريخ "كروز" إضافية من الغواصات المرابطة ضد أهداف أرضية مثل المنشآت في "بوشه" و "نطانز" و "أصفهان".. واستهداف نظم الدفاعات الجوية في جنوبي البلاد لإفساح المجال أمام الطائرات الاسرائيلية المعطوبة للوصول بسلام للخليج العربي.. وهذا الاسلوب من شأنه إرباك الدفاعات الجوية الإيرانية في تحديد الهدف الحقيقي ومسار الهجوم.

وفي لحظة انقضاض طائرات اف-16 الاسرائيلية لمهاجمة الأهداف الأرضية ونظم
الدفاعات الجوية، تطلق طائرات اف-15 حممها من القنابل الخارقة للتحصينات "جي بي يو 28" على الهدف الرئيسي في "فوردو" والذي تم تحديده بدقة من قبل القوات الخاصة على الأرض.. ومع سقوط القنبلة الأخيرة من تلك الفئة، ستغادر القوة المهاجمة الأجواء الإيرانية على الفور.
وينطوي هذا السيناريو على بعض نقاط الضعف، كما هو الحال في كل الخطط
الموضوعة.. والتحدي الأكبر سيكون مصير القوات الخاصة الاسرائيلية المتوغلة في الأراضي الإيرانية.. وبالإمكان الاستغناء عن دور القوات الخاصة في العملية، مما يحيل مهمة تحديد الهدف بأشعة الليزر الى الطائرات المهاجمة.. وبالطبع فإن القوات المرابطة على الأرض تستطيع تحديد الهدف بدقة أعلى شريطة إقترابها من الهدف لمسافة تتيح لها حرية الحركة.

وقد يتم الاعتماد على القوى الإيرانية المناهضة للنظام، مثل مجموعة فدائيي
خلق، كما تم سابقا في استهداف العلماء الإيرانيين.. إلا أن الاسرائيلين قد يفضلون
استخدام طواقمهم الخاصة لهذه المهمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.