برلين: يخطط البنك الألماني "دويتشه بنك" لتوسيع نشاطاته المالية والتجارية التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية. يأتي ذلك نتيجة الطلب المتزايد على هذه الخدمات التي ازدادت الثقة بها على الصعيد العالمي. قالت دانا البديري، مديرة العلاقات العامة للبنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حديث خصت به موقع "دويتشه فيله" إن "دويتشه بنك" أصبح حالياً أحد أهم البنوك العالمية التي تعمل في مجال خدمات التمويل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. وأشارت البدريرى إلى أن البنك لا يقدم هذه الخدمات إلى الأفراد فقط، بل أيضاً إلى شركات ومؤسسات حكومية وغير حكومية. وفي هذا الإطار ينشط البنك، بحسب البديري، أيضاً في مجال الصكوك أو السندات الإسلامية. وهناك أشكال عديدة لتعامل "دويتشه بنك" مع العملاء، على سبيل المثال عندما تطلب إحدى الشركات الحصول على تمويل يتوافق مع الشريعة الإسلامية يجري البنك دراسة مستفيضة تحدد حجم التمويل المطلوب للمشروع على صورة صكوك إسلامية، ويقوم البنك بعدها ببيع الصكوك إلى المستثمرين الذين يمثلون مؤسسات استثمارية ويطلق عليهم مسمى المستثمرين المؤسساتيين. ويزداد الطلب على المنتجات المالية الإسلامية عالمياً، وقد لعبت الأزمة المالية العالمية دوراً في ذلك، فكما تقول البديري: "هناك انطباع لدى المستثمرين بأن المنتجات المالية الإسلامية أكثر أمنا من غيرها، لأنها مدعومة بأصول"، وبالتالي فإن عامل المخاطرة فيها أقل عموما"، وتشير البديري في الوقت نفسه إلى أن سوق التمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية تأثر بشكل أقل بالأزمة مقارنة بأسواق التمويل التقليدية. واجتذب نجاح الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مستثمرين غربيين غير مسلمين لأنهم أدركوا برأيها الفوائد التي تنطوي عليها، ولاسيما ما يتعلق بعامل المخاطرة. وتوجد أكبر أسواق التمويل الإسلامي في الدول الإسلامية الآسيوية مثل ماليزيا؛ إذ حصل دويتشه بنك على رخصة من البنك المركزي الماليزي لتقديم خدمات إسلامية بعملات غير العملة الوطنية "الرنجيت". وهذه سابقة، لأن معظم الخدمات المالية الإسلامية التي تقدم داخل ماليزيا تتم بهذه العملة. وتجد البديري في هذه الخطوة دليلا على قوة دويتشه بنك ودوره الريادي في هذا المجال. ويخطط دويتشه بنك لتوسيع نطاق معاملاته المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في دول عربية عدة على ضوء خبراته الواسعة في هذا المجال، فهو يتعامل مع عدد كبير من البنوك الإسلامية العاملة في المنطقة ومع كثير من الشركات العربية التي تريد تمويل مشاريع بشكل يتوافق مع الشريعة الإسلامية. وقد أصدر دويتشه بنك عدداً مهما من الصكوك المتعلقة بكبريات الشركات العاملة في المنطقة كما تقول البديري وتضيف هناك أيضاً مخطط للدخول الى سوق المملكة العربية السعودية لتقديم تمويل عقاري، وسيعلن البنك الخطة بشكل مفصل خلال الشهرين المقبلين.