كان25 يناير كلمة السر والبوابه الملكيه لتوحيد كل المصريين على اختلاف اديانهم واعمارهم وطبقاتهم .ذلك التوحد الذى انجب اعظم ثوره سلميه ادهشت العالم كله بسقوط رأس النظام السابق . وكان 19 مارس الماضى هو السبب الرئيسى والمباشر الذى احدث استقطابا ساسيا وطائفيا كان وما زال وسيظل لمرحله قادمه سببا فى تشتت وتبعثر وتشرذم القوى السياسيه بكل انتماءتها من احزاب وتنظيمات وأئتلافات شبابيه مما عوق مسار الثوره وشكل عقبه فى طريق التوحد . ولذا كانت تلك المعارك التى لا تنتهى والتى بداءت بمعركة الدستور او الانتخابات ايهما الاسبق ثم معركة الدوله الدينيه ام المدنيه وكانت معركة ما يسمى بالمبادئ الحاكمه للدستور وهي السبب المباشر الذى اطاحه بوزارة عصام شرف ومعه السلمى بمبادرته حول الدستور ولجنته التأسيسية . وبعد سيطرة التيار الدينى على مجلسى الشعب والشورى بما يعنى منح هذا التيار صلاحيات انتخاب لجنة المائه لوضع الدستور الشئ الذى جعل بعض فصائل هذا التيار يصرح بضرورة سيطرته على تلك اللجنه حتى يتثنى لهم وضع الدستور كما يريدون وحسبما يبتغون. مما جعل فكرة الصفقه بين المجلس العسكرى وبين التيار الدينى وارده وبشدة . مما فجر معركة قد تجاوزت حدودها الساسية والاخلاقية ضد المجلس الاعلى للقوات المسلحه. وهنا تفجرت قضية الرئيس القادم ومن سيكون . ولأن مثل هذه المعارك قد استغرقتنا حتى نثينا الثورة .ثم كان معركة ما يسمى الرئيس التوافقى . مع ان كلمة توافق وتوافقى تعنى قتل الممارسة الديمقراطيه او فى احسن الاحوال تحويل الديمقراطيه الى شكل بلا مضمون مما يجعلنا سنظل لا نفارق مكاننا من الاستبداد ونتمسك بالديمقراطيه الديكورية التى تعنى دديمقراطية التنفيس لا ديمقراطية التنفيذ . حيث ان توافق تعنى فرض رأى المتوافقين ع مجمل الناخبين من المصريين الذين لهم حق الاختيار الحر دون وصايه من اى شكل سواء كانت وصاية سياسيه او وصايه دينيه . هذا اذا كان من سيتوافقون على هذا الرئيس القادم هم من يتصورون ويتخيلون انهم يمتلكون الشعب وانهم هم من يحددون له الاختيار . وهذا تأكيدا ان من اختار ومن استحضر فكرة التوافق يعتبرون ان الشعب ما زال طفلا صغيرا لا يملك الوعى ولا يمتلك الاراده فأصبح هم من يختارون له . واذا كان هؤلاء المتوافقون من الاخوان والمجلس العسكرى يترحون هذه الفكرة والتى تم رفضها من كل القوة السياسيه وايضا من المرشحين المحتملين فما هي الاليات والقوى التى يمكن ان يفرضوا بها هذا التوافق على الشعب ؟ هل الحوار ام الاجبار؟ هل الطرح السياسى ام استغلال العاطفه الدينيه كل العاده؟ ومن هو الرئيس القادم الذى سيرضى عنه الاخوان والذى سيقبله المجلس الاعلى ؟ هل هو معد وجاهز الاعداد او لم يعد بعد ؟ واذا كان الاخوان قد تعاقدوا مع المجلس الاعلى كل لمصلحته فبالطبع فأن اوراق الاخوان فى اطار هذه الثفقه هى امكانياتهم فى حشد الشارع الذى اعطاهم الاغلبيه . وهنا هل يملك الاخوان والمجلس العسكرى فرد مرشح بذاته على الشارع لمجرد موافقتهم عليه ؟ واذا كان هذا يتم فى حالة التصويت للأخوان نظرا لاستغلال العاطفه الدينيه فما هو موقفهم خاصة انهم قد اعلنوا انهم لن يساندوا مرشحا اسلاميا ؟ وهل الالتزام التنظيمى لدى الاخوان يعنى السيطره دون حوار ولا رؤيه ؟ الا يعتبر هذا سلبا واسقاطا لحق افراد الاخوان لحريتهم فى الاختيار وبارادتهم الخاصه ؟ واذا كان هذا سيكون متاحا لدعاة التوافق من الاخوان فما هو الموفق تجاه المواطن العادى . هل سيكون عن طريق المساعداد الماديه كالعاده؟ ومن اين ستكون الاموال ؟ وما هو الهدف الرئيسى من التوافق هل هو السيطرة على هذا الرئيس الذى لم نعرفه بعد ؟ وهل هذا التوافق سيكون لتأكيد الممارسة الديمقراطيه او صالح الثورة ؟ على كل الاحوال فى هذه الفكرة هي تأجيل للثورة قبل اكتمالها ووصاية على الثورة بعيدا عن ارادة الشعب الذى صنع الثورة وسقط الطاغيه . فليعلم الجميع ان هذا الشعب الصابر لن يعود للوراء ولن ينطلى عليه تلك الالعاب لأنه اصبح سيد الموقف.