ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية اليوم الخميس انه يبدو وان الحكومة الهندية تقلل من قيمة الادلة التي تدل على تورط إيران في تفجيرات نيودلهي التي وقعت الاسبوع الماضي واستهدف من خلالها دبلوماسي إسرائيلي. وأشارت الصحيفة الامريكية -في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني- إلى أنه وفقا للخبراء فإن ذلك قد يبدو خوفا من ان يكون ظهور أي أدلة يعمل على وضع الهند تحت مزيد من الضغوط الدولية من أجل عزل طهران.
ولفتت الصحيفة إلى أن الهند تعارض أي جهود إيرانية من أجل ان تحصل على سلاح نووي ولكن ذلك لا يعني من ناحية أخري انها على استعداد للانضمام إلى جهود فرض عقوبات تقودها الولاياتالمتحدة ضد إيران.
وأوضحت الصحيفة الوضع الحساس الذي وضعت فيه الهند، فمن ناحية هي تسعي من أجل الحفاظ على علاقاتها بالولاياتالمتحدة وإسرائيل فضلا عن علاقاتها مع إيران التي كشفت قبل هجوم الثالث عشر من فبراير الذي أودى بحياة موظف بالسفارة الاسرائيلية.
وأضاف بي.رامان مدير معهد دراسات الأحداث الجارية في شيناي " أن الهند ستشعر بالحرج من أي صلة تربط إيران بالمسألة حيث ستقع في ذلك الوقت تحت ضغط من أجل قطع علاقاتها معها"، مشيرا إلى تفضيل الهند بقاء تلك القضية بدون أن تحل بالاضافة إلى شعوره بأن الهند لن تأخذ القضية على محمل الجد ما لم يكن هناك المزيد من الهجمات.
يذكر انه وعقب الهجمات على السفارة الاسرائيلية سواء في الهند أو جورجيا اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتينياهو إيران بتورطها في تلك الهجمات الامر الذي نفته طهران.
وعقب يومين من تلك الاحداث نفى مسؤول رفيع المستوي في الحكومة الهندية ان تكون إيران وراء تلك الهجمات..وأضاف آخر ان اسرائيل قد تكون نفذت تلك الهجمات بنفسها.
وأشارت الصحيفة ان تلك الادلة التي تشير إلى تورط إيران يبدو وكأنها تم تصعيدها في اليوم التالي عقب هجمات نيودلهي..حيث أفادت بعض التقارير عن وجود مواطن إيراني يحمل متفجرات وقد فقد إحدى ساقيه خلال قصف جوي في بانكوك. ومن ناحية أخري أعلنت الشرطة التايلاندية القبض على ثلاثة ايرانيين ذكروا أنهم كانوا يخططون لمهاجمة أفراد الدبلوماسية الإسرائيلية هناك بالاضافة إلى العثور على "قنبلة لاصقة" في موقع الانفجار تحتوي على نفس نوع المتفجرات التي استخدمت في هجوم نيودلهي.
ولفتت الصحيفة إلى اصرار الشرطة الهندية حتي الان على ان هجوم نيودلهي "ليس مرتبطا" بماحدث في العاصمة التايلاندية بانكوك بالاضافة إلى أن التحقيقات أظهرت أن نوعية المتفجرات كانت مختلفة.
ومن جانبه قال وزير الطاقة والبنى التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو أثناء زيارته للهند ان لديه "ثقة كاملة" في التحقيقات الهندية.
وأشار مراقبون إلى أن العلاقات بين الهند وإسرائيل لم تكن أبدا جيدة ..مع وصف إسرائيل بأنها بمثابة شريك أمني مهم ومورد للمعدات العسكرية للهند.وأضاف الخبراء أن مشاركة المحققين الاسرائيليين والامريكيين في التحقيق الهندي يعني أن الشرطة هنا لن تكون قادرة على غلق القضية بسهولة متي أردات ذلك .
وقالت الشرطة الهندية ووكالات الاستخبارات انهم حريصون على معرفة من يقف وراء الانفجار الذي وقع بالقرب من مقر رئيس الوزراء في قلب العاصمة الهندية.. ولكنهم رفضوا اقتراحات وضع طلاب إيرانيين قيد المساءلة .
وقال دبلوماسي غربي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن الحكومة الهندية تشعر بالرعب من العثور على أي دليل يربط إيران بذلك الانفجار.
وعلى هذا لم يتوافر تقرير الطب الشرعي عن الهجوم الذي يتوافر عادة في غضون من 48 إلى 72 ساعة في مثل ذلك الحادث ولكن مازال لم يتم الانتهاء منها بعد مرور تسعة أيام الامر الذي تعترف به الشرطة الهندية ويمكن ان يعود ذلك إلى قلة الخبرة وعدم الكفاءة.
يذكر ان إيران تعد ثاني أكبر مورد للنفط الخام بالنسبة للهند بالاضافة إلى انها تعتبر في رؤية نيودلهي بمثابة موازنة إقليمية مهمة بالنسبة لباكستان ومدخلا بالنسبة لأفغانستان.