بدأت جولة جديدة من الحرب الخفية بين إسرائيل وإيران بعد هجومين استهدفا موظفي السفارات الإسرائيلية في نيودلهي وتبيليسي، إلا أن الخبراء لا يتوقعون أن يكون الرد الإسرائيلي كبيرًا؛ نظرًا لنطاق الهجمات المحدود. واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، إيران، اليوم الثلاثاء، بالوقوف وراء سلسلة انفجارات في بانكوك التي وقعت بعد يوم من هجمتين استهدفتا موظفي سفارتي إسرائيل في الهند وجورجيا.
وقال باراك، الموجود حاليًا في سنغافورة، والذي قضى بضع ساعات في العاصمة التايلاندية يوم الأحد: إن محاولة الاعتداء في بانكوك تثبت مرة أخرى بأن إيران وعملاءها يواصلون التصرف بطرق إرهابية، والاعتداءات الأخيرة هي الدليل على ذلك".
وأضاف في تصريحات نشرها مكتبه في تل أبيب: "إيران وحزب الله هي مصادر مطلقة للإرهاب، وهما تشكلان خطرًا على استقرار المنطقة وخطرًا على استقرار العالم"، وساد غموض كبير حول ظروف الانفجارات الثلاثة على الأقل، التي هزت العاصمة التايلاندية بانكوك، الثلاثاء، التي أدت إلى بتر ساقي أحد الأشخاص.
وألصق رجل يركب دراجة نارية قنبلة على سيارة تابعة للسفارة الإسرائيلية في العاصمة الهندية، أمس الاثنين، ما أدى إلى إصابة دبلوماسية إسرائيلية وسائقها الهندي بجروح.
ونحو الساعة 3,30 تغ، انفجرت السيارة واشتعلت فيها النيران في الحي الدبلوماسي في العاصمة الهندية، وسحب المارة الجريحين من السيارة، وأصيب في الانفجار كذلك شخصان آخران، وفي العاصمة الجورجية تبيليسي، عثر موظف في السفارة الإسرائيلية على عبوة مشبوهة في سيارته فاتصل بالشرطة التي تمكنت من تفكيك القنبلة قبل أن تنفجر.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نيتانياهو، إلى اتهام إيران "وتابعها حزب الله اللبناني" بالوقوف وراء الهجمات الأمر الذي سارعت إيران إلى نفيه.
وعلى الرغم من تصريحات نيتانياهو وتعهده بالتصرف "بحزم" من أجل القضاء على "الإرهاب الدولي الذي تصدره إيران"، يرى الخبراء بأنه من غير المحتمل أن يكون هناك رد إسرائيلي، وقال بوعاز غانور، وهو مدير مركز هرتسيليا لمكافحة الإرهاب: "لا أعتقد أنه سيكون هناك رد من إسرائيل على هذه الهجمات كون شغلها الشاغل هو التحقيق لإثبات تورط إيران".
وأضاف: "نعتقد أن إيران تقف وراء هذه الهجمات الأخيرة؛ لأن أسلوب العمل المستخدم في نيودلهي وتبيليسي هو نفسه الذي استخدم في الاغتيالات الأخيرة للعلماء الإيرانيين: إلصاق قنبلة على مؤخرة سيارة وهذه طريقة لتضع إيران توقيعها على الهجمات وترسل رسالة ردع لإسرائيل".
ووقع أربعة علماء إيرانيون، منهم ثلاثة مرتبطون بالبرنامج النووي الإيراني، المثير للجدل، ضحية لانفجارات منذ يناير 2010 والذي اتهمت إيران الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية بالوقوف وراءه. وتصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة بين الدولة العبرية وإيران عقب تزايد التكهنات والإشاعات حول إمكانية شن إسرائيل هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية.
من جهتها رأت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القنابل التي وُجدت في نيودلهي وتبيليسي كانت بدائية وأهداف الهجمات ذاتها "ثانوية" وهما: زوجة الملحق العسكري الإسرائيلي في نيودلهي، وموظف محلي غير إسرائيلي في تبيليسي، وبحسب المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أليكس فيشمان فإن الطابع المحدود للهجمات يثبت الصعوبات التي تواجهها إيران وحزب الله.
وأشار نيتانياهو إلى أن إسرائيل ستواصل "العمل بصرامة ضد الإرهاب الدولي الذي مصدره إيران"، وتأتي هذه الحوادث مع ذكرى اغتيال قائد الجناح العسكري لحزب الله اللبناني، عماد مغنية، في 12 من فبراير 2008 والذي يشتبه في أن إسرائيل تقف وراءه.