شهدت ندوة الصالون الإعلامي التي أقيمت الاثنين الماضي حضورا استثنائيا للعديد من الشباب العاملين في العمل التطوعي، حيث استضاف الصالون الإعلامي عدد من الشباب أصحاب المبادرات التطوعية غير الربحية التي تهدف إلى إحداث نوع من الحراك المجتمعي الايجابي وتزخر بالأفكار والمبادرات الشبابية الواعدة. فقد افتتح الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي ماضي عبد الله الذي أدار الجلسة بتأكيده علي أن هذه الندوة تأتي لتعرفنا على وجه آخر من أوجه الجمال في الكويت وهو جمال روح شبابها وإبداعاتهم الخلاقة، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأفكار التي تُهدر بسبب التقاعس أو الإهمال أو غيرهما من الأسباب في حين أن هذه الأفكار من الممكن أن تكون أفكارا إبداعية لأن أعظم الاختراعات في العالم بدأت بفكرة صغيرة.
وكانت أولى المبادرات والمشروعات التي عرضت من خلال الصالون مشروع إذاعة "أويامال" الذي قدم له أحد مؤسسية وهو معاذ بودي الذي أكد على أن الأفكار الإبداعية والمبادرات الشبابية خصوصا دائما ما تحتاج إلى دعم من نوع ما، وبدأ بودي قوله بأن إذاعة "أويامال" هي إذاعة الكترونية شبابية ومعنى الاسم معروف في الأوساط الخليجية وله مدلوله التاريخي التراثي.
ووجه الشكر لعدد من الجهات التي ساهمت في دعم فكرة الإذاعة عند تأسيسها، منها مركز العمل التطوعي متمثلا في الشيخة أمثال الأحمد، وكذلك إذاعة الأممالمتحدة الذين أرادوا أن تكون إذاعة "أويامال" أحد شركائهم في الشرق الأوسط، مضيفا بان ذلك أعطانا دفعة كبرى نحو الاستمرار والنجاح، وأضاف بأن العمل التطوعي له دوافعه الخاصة القوية التي تجعل الشباب متلهفون لبذل الجهد والعمل وأن من أهم المبادئ التي نسعى إلى تحقيقها من خلال مشروعنا هي الاحترافية والايجابية في الطرح.
يذكر أن إذاعة "أويامال" قد فازت بالمركز الأول في جائزة الكويت للتقدم العلمي في قسم المحتوى الالكتروني وهي الآن تقدم 16 برنامجا ولديها 600 ألف طلب استماع وأيضا 3000 برنامج لتحديثات الآيفون على موقعها الرسمي إضافة على أن عدد الدول التي تُسمع فيها إذاعة "أويامال" أكثر من 100 دولة.
ومن المبادرات التي تم عرضها خلال الندوة أيضا مبادرة "واحة الكويت" التي أطلق فكرتها خالد أحمد الكليب الذي أشار إلى أن واحة الكويت هي عبارة عن فكرة بسيطة تهدف إلى إعادة شكل الحياة الطبيعية للكويت من خلال عملية التشجير، فحسب إحصائيات عام 2006 هناك 40000 مخيم في الكويت فلو استطعنا أن نجعل كل مخيم يزرع 10 شتلات ويرعاها لمدة 5 شهور لحصلنا على أكثر من ربع مليون شجرة في البر.
وأضاف كليب بأنه بالفعل بدأ بزراعة 100 شتلة بوسائل ري ليست حديثة واستطاعت أكثر من 60% من هذه الشتلات أن تجد طريقها للحياة، وأكد على أنه هناك العديد من المجموعات المماثلة في أكثر من دولة في الوطن العربي كقطر والمغرب والبحرين والإمارات.
من جانبها أكدت هنادي الهوري إحدى المؤسسات لمبادرة "نادي 25" للتبرع بالدم على ن المبادرة تسعى لمساعدة بنك الدم الكويتي الذي يحتاج من 250 إلى 300 كيس دم يوميا، إضافة على توعية الشباب والمجتمع بأهمية التبرع بالدم.
أما عادل دشتي مؤسس مشروع "الحملة الوطنية لمشروع المليون نخلة" فقد أكد على أن الحراك السياسي الذي تشهده الكويت بشكل مستمر لم يسمح لنا بتقديم فكرتنا عن طريق الإعلام، ولذلك فنجن نشكر الصالون الإعلامي على إتاحة هذه الفرصة التي نؤكد من خلالها على أهمية زراعة النخل وأن في الإمارات يوجد40 مليون نخلة فإن كان هناك مليون نخلة في الكويت ليست بالكثير.
وأضاف قوله نحن في الكويت لدينا الإمكانيات والطاقة الشبابية اللازمة للمضي قدما في هذا المشروع، وقد تواصلنا مع العديد من مؤسسات الدولة من أجل هذا المشروع، مشددا على أن هناك أربع جهات يجب أن تتكاتف لإنجاح هذا المشروع وهي الدولة، القطاع الخاص، مؤسسات المجتمع المدني، والأفراد.
وأشار دشتي إلى أنهم قدر عرضوا الفكرة على عدد من المؤسسات المعنية وقد لاقت الفكرة قبولا ودعما في عدد من جوانبها، مؤكدا على ضرورة أن تكون هناك مشاريع تعكس حبنا للوطن وأن نعلم أطفالنا كيف يقومون برعاية الأرض وحبها والحفاظ عليها.
ومن جانبه أعلن صلاح العلاج مؤسس موقع "الدروازة" عن دعم الموقع لكل المبادرات غير الربحية التي تهدف إلى خدمة المجتمع، وأن الموقع الالكتروني للدوروازة على استعداد تام لتقديم كافة الدعم الإعلامي الذي تحتاجه هذه المبادرات والمشروعات.
وقدم محمد السريع لمشروعه "دورات دوت كوم" الذي يقوم على فكرة تقديم الموقع لجميع الدورات التدريبية في المجالات العملية التي تساعد الشباب المتخرجين حديثا على الإلمام بأكبر قدر ممكن من الخبرات العملية من خلال عرض لمجموعة من الخبرات الواقعية، أما الرسالة التي تحاول أن تبثها المبادرة في المجتمع فهي تتمحور حول الدخول إلى المستقبل وعصر ثورة المعلومات والتقدم التكنولوجي بقيم وروح الماضي، مؤكدا على أن دور الشباب في أي مجتمع هو العمل وليس الصراخ هنا وهناك. أما أصغر مشاركة في ندوة الصالون فكانت ريم الفرحان بنت ال 16 عاما صاحبة مبادرة "نادي الكتاب" وهو نادي الكتروني يهدف إلى نشر القراءة عبر توتير، وأضافت الفرحان أن الكثير من الشخصيات المعروفة عندما عرضت عليهم الفكرة ساعدوها في انتشارها على تويتر بشكل جيد.
وتتلخص فكرة المبادرة حول طرح كتابين كل شهر للمتابعين للحساب على تويتر، كتاب باللغة العربية وآخر باللغة الانجليزية، وأكدت الفرحان على وجود تفاعل كبير من قبل المشاركين في المبادرة لأن الحساب يوفر نسخة الكترونية من الكتاب يسهل قراءتها على تويتر.
وأضافت الفرحان أن حساب المبادرة على تويتر اليوم لديه أكثر من 1400 متابع من مختلف الدول، مشددة على أن هدف النادي الأساسي هو أن يجعل في كل بيت كويتي قارئ.
أما آخر المشاركات في ندوة الصالون كانت مبادرة "دوافع" التي قدمت لها آلاء السعيدي التي اكدت على مركز دوافع هو مركز ثقافي يعتمد على ثلاثة محاور أساسية هي القراءة، الكتابة، ونهضة الذات وأشارت إلى أن المركز يهدف من خلال الملتقيات التي يقيمها لجعل الشباب يقبلون على القراءة ويحبونها وذلك عن طريق استضافة شخصيات معروفة يتناقشون ويتحاورن مع الشباب ويقدمون لهم تجاربهم الحياتية المختلفة.
وأضافت السعيد أيضا على أن المركز سيقوم بالتعاون مع دار الملتقى الإعلامي العربي بإقامة معرض شهري للكتاب في مقر الهيئة ببيت العثمان، مشيرة إلى أن المركز قدم العديد من المحاضرات وورش العمل وأن القائمين على المركز قد لمسوا تجاوبا وتفاعلا كبيرا من قبل الشباب.
وقد شهدت ندوة الصالون أيضا حضور الفنانة المصرية ليلى طاهر مع عدد من سيدات المجتمع المصري هن أيضا لهن مبادرة أحببن أن يتحدثن عنها من خلال الصالون، فقد أكدت الفنانة ليلى طاهر على أنها تؤمن بمثل هذه الأعمال والأفكار والمبادرات وأن ما وجدته من مبادرات شبابية في الكويت أسعدها بشكل كبير، مشيرة إلى أنها إحدى مؤسسات وأمين عام جمعية قلوب مصر التي تهدف المشاركة في علاج مرضى القلب والمساهمة في علاج غير القادرين جنبا إلى جنب مع مستشفيات الدولة، مؤكدة أن الجمعية تسعى لتوسيع نشاطها الطبي ليشمل العديد من الأقسام الطبية المختلفة.
من جانبها اكدت الصحافية تهاني البرتقالي على حبها الشديد للكويت وشعبها "هذا الأرض الطيبة الخيرة الصغيرة الحجم والكبيرة بعطائها"، وأضافت بأنه في عام 1981 تم تأسيس جمعية أحباء مصر التي تهدف إلى تقديم الدعم والمساندة بالتعاون مع الجهات الرسمية المعنية، مشيرة إلى أن الجمعية وجدت كل الدعم من العديد من سيدات المجتمع الكويتي اللاتي ساهمن في إنشاء العديد من المدارس والمستشفيات وغيرها من المشروعات التي تخدم المجتمع.
كما شهدت الندوة أيضا حضور الدكتور"لوك خوسين" رئيس شعبة الدراسات الأورومتوسطية في جامعة بلجيكا الذي أبدى سعادته الغامرة بوجوده في الكويت بشكل عام وفي الصالون بشكل خاص حيث أبدى إعجابه بالشباب ومبادراتهم التي قدموها خلال الندوة، شاكرا حضرة صاحب السمو أمير البلاد على هذا الشعب الذي يسعى على التقدم ويحفز نفسه على حب القراءة والاطلاع.
وأكد خوسين بأنه قد زار الكنيسة في الكويت ولمس بنفسه حرية العقيدة التي تتمتع بها الكويت وكذلك حرية الصحافة والإعلام، وهو الأمر الذي أشاد به خوسين وحرص على نقله إلى مجتمعه الأوروبي وتقديم صورة ايجابية عن دولة الكويت،وأشار إلى أن وضع المرأة في الكويت لا يمثل أدنى إشكالية فالمرأة لها حضورها في المجتمع الكويتي.