أعلن الدكتور سعيد توفيق الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للثقافة عن تشكيل لجنة قانونية لوضع لائحة جديدة للمجلس وهيكله وأنشطته ، مؤكدا أنه أخبر وزير الثقافة عدم قناعته بالطريقة التي تشكلت بها لجان المجلس الحالية . وقال خلال مناقشته ورقة "تيار هوية" لإصلاح المجلس أمس أن جوائز الدولة المصرية شابها الفساد والتربيطات . وأشار توفيق إلى أهمية تمثيل كافة الأجيال العمرية بالمجلس، ولكن المعضلة دائما أن جيل الوسط يكون إنتاجه أكثر تميزا ، وهو ما يمكن تداركه عبر لوائح تضمن التنوع العمري ، وأن تكون عضوية المجلس نابعة من معيار الكفاءة ، عبر تقديم كل متقدم للعضوية استمارة بإنتاجه وسيرته وتعرض على لجنة تحكيم موسعة للبت في أحقيته العضوية، مع أهمية تمثيل الأقاليم حتى لا يظل المجلس محصورا في القاهرة . كما طالب بانتخاب كافة أعضاء لجان المجلس وألا يكون هناك مجال للتعيين من قبل أمين المجلس أو الوزير . كما اتفق مع مطلب عدم تجديد عضوية أي مثقف لأكثر من دورة إلا في استثناءات محدودة . أعرب أمين المجلس كذلك عن قناعته بأن عضو لجنة التحكيم الذي ينظر في أحقية المتقدمين لجوائز الدولة لنيلها، لابد أن يكون متخصصا بمجال الجائزة الدقيق، وليس كما كان يحدث من قبل ، حيث نرى متخصص بالأدب يحكم الجائزة العلمية والأدبية وغيرها . أضاف دكتور سعيد أن موظفي المجلس من حقهم الشعور بالعدالة كي يكون أداؤهم على المستوى المرجو وأن ذلك ضمن أولوياته الراهنة . ودعا أمين المجلس لمؤتمر موسع يحمل اسم "ذاكرة الثورة" يناقش سردياتها وأدبها وفنونها وسياساتها وتاريخها . من جانبه دعا الإعلامي المصري شفيع شلبي لأن يستعيد المجلس سلطته المغتصبة، معتبرا أن الأصل في المثقفين أن يديروا شئونهم بأنفسهم بشكل مستقل، بعيدا عن السلطة العسكرية أو المدنية . وقال أن المجلس الأعلى للثقافة أنشيء عام 1980 بقانون 150 كبديل لوزارة الثقافة التي ألغيت 1978 ، ثم بعد أن عادت الوزارة سعت لانتزاع سلطات المجلس وأصبح مجرد تابع لها . واتفق أمين المجلس مع فكرة أن تكون الوزارة داعمة للمجلس وليست مهيمنة على نشاطاته ، مؤكدا أن نشاط المجلس سيشارك في وضع تصوراته كافة المثقفين وليس لجان المجلس فحسب . وقال الإعلامي أن المجلس لا يحرك ساكنا إزاء أهم تحديات المصريين على الإطلاق في الوقت الراهن وهي "التوافق الوطني على الدستور" ، معتبرا أنه كان يجب وضعه قبل أي انتخابات تشريعية . وقال الدكتور حسام عقل الناقد الأكاديمي أن الثورات حول العالم كانت تصاحبها دائما مجموعات ثقافية رائدة تعيد لها بوصلتها ، وطالب بأن يتوقف دور وزارة الثقافة كوزارة إرشاد . وأكد أنه راقب فوضوية أداء لجان المجلس عن قرب خلال عضويته السابقة فيه، معتبرا أن لائحة المجلس من أكبر معوقات العمل داخله . وأكد أيضا أن معايير اختيار أعضاء المجلس شبه ثابت ولا يخدم غرض التنوع المعبر عن المصريين . من جانب آخر دعا الدكتور حسام، عضو "تيار هوية" ، إلى أن يلعب المجلس أحد أخطر الأدوار في مصر بعد الثورة، وهو المصالحة التاريخية بين التيار اليساري والليبرالي والإسلامي لخدمة أهداف الوطن . كما نقل "عقل" ما وصفه بوجع كتاب الأقاليم من المجلس الذي يرونه صوتا للقاهرة وكتابها وحدهم، وهو ما يمكن أن يدخلنا بكانتونات ثقافية متشرذمة، وقد ظهرت بالفعل تجمعات بسيناء والقناة لإثبات وجود المثقفين وتفعيل نشاطهم بعيدا عن المجلس. وقال أيضا أن البعد العربي غائب عن المجلس، وحين أراد تأبين الروائي الجزائري الطاهر وطار من قبل ، اعترض عدد كبير من الأعضاء، معللين ذلك بفتنة مصر والجزائر الكروية ! وحذر الدكتور محمود خليل مدير إذاعة "القرآن الكريم" من أن تستقل أسماء قانونية بعينها، وبينهم الدكاترة محمد نور فرحات وحسام عيسى وأحمد مرسي، بتشكيل مستقبل مصر الثقافي عبر كتابة لائحة المجلس الأعلى للثقافة الجديدة، وقال أن العتبة القانونية بتشكيلها التقليدي تستبعد التيار الإسلامي رغم هيمنته على أرض الواقع بمصر وتحولنا تدريجيا ل"مصر حمراء" في إشارة لتيار اليسار المهيمن على النخب الثقافية، وهو ما اعترض عليه بعض الحاضرين من مكتب المجلس ومنهم الدكتور كمال مغيث . واتفق مع الرأي السابق الناشر الدكتور إيهاب عبدالسلام والذي رفض إعادة حرية المجلس على أقساط، معتبرا أننا نعيد إنتاج أداء وممارسات المجلس الفاسدة قبل الثورة ، وذلك حين نتجاهل الشباب والثوريين والأقاليم وكثير من التيارات الأيدولوجية . وردا على انتقادات أعضاء تيار "هوية" ، وعد الدكتور سعيد توفيق بفتح باب التفاوض حول إضافة أسماء جديدة للجنة تعبر عن تيارات مختلفة إيدولوجيا، واقترح الكاتب شفيع شلبي أن تضم اللجنة التيارات الأربعة القومية والليبرالية واليسارية والإسلامية ، وهو ما لاقى قبولا من قبل الحاضرين . ضم وفد تيار هوية كلا من الناقد الدكتور حسام عقل والشعراء رضا العربى وياسر أنور وإيهاب عبد السلام والسعيد عبد الكريم وهيثم زهدى ومسعود حامد.