تزامنًا مع اعتذار الدكتورة كاميليا صبحي عن أمانة المجلس الأعلى للثقافة لأسباب قالت إنها شخصية، وانتداب وزير الثقافة للدكتور سعيد توفيق أستاذ الفلسفة لأمانة المجلس في الفترة المقبلة، شهد مقر مؤسسة "تيار هُوية" اجتماعًا لمجلسها التأسيسى بخصوص تشكيلة لجان المجلس الأعلى للثقافة التي أعلن عنها وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد، والتى لاقت هجومًا عنيفًا من المثقفين. كان آخر الهجوم بيان حاد يتهم الوزير بفساد القرار وتكريس وجوه تقليدية لازمت المجلس في عهد مبارك وجعلته ميتُا لا يتجاوب مع الشارع في شيء، بل إن كثيرًا من هذه الوجوه عرفت بتأييدها للنظام الفاسد. وكشف الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي، أنه بصدد التجهيز في "تيار هوية" لتجمع موازٍ للمجلس الأعلى للثقافة ولخطوات تصعيدية أخرى، إذا لم تتم الإستجابة لمطالبهم بتشكيلة متوازنة بالمجلس تعكس المشهد الثقافي بعد الثورة، عبر آليات منها انتخاب الأعضاء بدلا من تعيينهم، وتمثيل جميع الأقاليم بدلاً من استئثار القاهرة والإسكندرية بالمشهد، وظهور التيارات الفكرية المختلفة وكذلك الأجيال العمرية وخاصة الشباب. واتفق "عقل" مع ما ذهب إليه الشاعر ياسر أنور من أن معظم المثقفين غاضبون بعد استبعاد التيارات الثورية اليسارية والإسلامية، وعدم الاعتناء بتمثيل الشباب بشكل شبه كامل واستبعاد كتاب الأقاليم. واعترض الحاضرون بالإجماع على غياب الشفافية ومعايير اختيار أعضاء لجان المجلس البالغ عددها 26، وقالوا أن الانسحابات المتكررة من لجان المجلس واعتذار كثير من الكتاب عن الانضمام إليه علامة على خلل آليات الاختيار.