استنكر الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف تصريحات الشاعرة والناقدة الفلسطينية الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، التي قالت فيها، أنها هي من أعطى نجيب محفوظ جائزة نوبل للآداب، إلا أنها "لا تعتبره كاتبا ممتعا، وليس روائيا عظيما على أية حال، رغم أنه أرسى قواعد الرواية العربية "مؤكدة أن أمين معلوف أكثر إمتاعا. قالت الجيوسي في حوار مطول تنشره جريدة عمان "ملحق شرفات الثقافي"، إن أحد أعضاء لجان تحكيم جائزة نوبل كان يقف في وجه حصول أديب عربي على جائزة نوبل، إلا أن الصدفة شاءت أن يكون في المستشفى في السنة التي حصل فيها نجيب محفوظ على الجائزة. ولم تسم الجيوسي تلك الشخصية إلا أنها أكدت أن بعض زملائها في لجان تحكيم الجائزة أسّر لها بالأمر. وقالت الجيوسي أن أدونيس يستحق نوبل إلا أنه باع قضيته منذ زمن عندما اتخذ من سب وشتم الثقافة العربية مذهبا له منذ زمن طويل. هاجم يوسف الناقدة، التي وصف إنتاجها بال"ضعيف"، وقال ل"محيط" أنها تعيش في أمريكا منذ زمن بعيد ولذلك هي في عزلة عن الساحة الثقافية العربية، متسائلاً لماذا لم توضح لنا السيدة كيف أعطت نوبل لمحفوظ، خاصة أن أعضاء لجنة تحكيم نوبل لا يكشف عن أسمائهم إلا بعد مرور 50 عام من تسلم الجائزة، ونظراً لأن محفوظ تسلمها عام 1988، فالمدة لم تنقض بعد، ولهذا اعتبر يوسف كلام الجيوسي درب من التخريف على حد وصفه. واعتبر يوسف أن الجيوسي تريد أن تلفت الأنظار إليها بهذه التصريحات، مستنكراً مقارنة محفوظ بأمين معلوف، نظراً لأن لكل منهما حقل كتابي يختلف عن الآخر، فأمين معلوف يكتب بالفرنسية، وينهل في كتاباته من التاريخ، في حين أن روايات محفوظ اجتماعية وفلسفية وغيرها ومن ثم لا تصح المقارنة. يواصل الناقد شعبان يوسف مفنداً تصريحات الجيوسي خاصة فيما يتعلق بقولها أن محفوظ غير ممتع، بأن فكرة الإمتاع نسبية، وليس شرطاً أن ما لا تستمتع به الناقدة يكون كذلك لباقي القراء. ويرى يوسف أن دور نجيب محفوظ في الثقافة العربية أهم من دور أدونيس الذي تبتعد عنه نوبل ليس بسبب ما قالته الناقدة من أنه باع قضيته فقط، بل لأسباب كثيرة أخرى، مؤكداً أن دور نجيب محفوظ لا يقتصر فقط على إرساء قواعد الرواية العربية كما ذكرت الناقدة، بل لكونه مواكباً وقد سبقت بعض كتاباته الأجيال الحالية. ويعرض يوسف بعض لمحات من مشوار الناقدة الفلسطينية، حيث أن لها ديوان شعر وصفه بال"ضعيف"، وقد خرجت من مدرسة الشاعرات فدوى طوقان ونازك الملائكة وغيرهن، ورغم تميزهن كشاعرات إلا أن الجيوسي لم تبرز مثلهن، وعلى المستوى النقدي كتاباتها أيضاً ضعيفة، ومن ثم فحضورها ليس قوياً في الساحة الثقافية العربية، وتعتمد تلك التصريحات والافتراءات لذيوع صيتها. يرى أيضاً صاحب "أحلام شكسبيرية" أن هذه الافتراءات لم تكن الأولى من نوعها على أديب نوبل نجيب محفوظ، فقد اتهم كثيراً بأنه حصل على نوبل بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بسبب مساندته لها، واستضافته لليهود في جلساته، وهو أمر عار من الصحة. لافتاً إلى أن محفوظ بعد فوزه بنوبل تعرض لهجمات أيضاً منها إعلان إدوارد الخراط وأدونيس أنهما الأحق منه في الفوز بها، وإعلان يوسف إدريس أحقيته بها، الهجوم ليس بجديد إذاً – يواصل يوسف - لكن ما يستوقفنا هو أن هذا الهجوم من تلك الناقدة يأتي في ظل احتفالنا بمئوية محفوظ، معتبراً أن تجاهلها هو الأفضل لأن كلامها لا يحمل حيثيات يمكننا الرد عليها، فلو خرجت بآراء نقدية حول رواياته أو غيرها كان من الممكن أن نناقشها، لكن ما تقوله مجرد انطباعات لا تعبر إلا عن رغبتها في لفت الأنظار إليها، وكثيراً ما تذهب هذه الآراء أدراج الرياح.