يصادف اليوم الاثنين الموافق 20 فبراير، الذكرى السادسة لتولي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولاية العهد وذلك بعد صدور الأمر الأميري في 7 فبراير 2006 بتزكية الشيخ نواف الأحمد وقيام مجلس الأمة بمبايعته وليا للعهد بالإجماع . وهنا بدأت النظرة ثاقبة لاختيار أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للشيخ نواف الأحمد لولاية العهد لما يتمتع به من كفاءة وجدارة وتوافر الشروط المنصوص عليها في الدستور التي تؤهله لولاية العهد. ويعتبر الشيخ نواف احد ابرز من عاصر مسيرة بناء دولة الكويت منذ الاستقلال الأمر الذي جعله يمتلك منهجية واضحة حول مستقبل الوطن والمواطن وكان سموه طيلة تاريخه في العمل السياسي يؤكد على أهمية الوحدة الوطنية وترسيخها في إطار الأسرة الواحدة وتعزيز الأمن والديمقراطية في البلاد وتجنيبها المخاطر والمطامع الخارجية والتركيز على الوسطية في بناء الإنسان الكويتي وحرصه على نشر القيم الإنسانية.
كما تميز ولي العهد بسمات الطيبة ودماثة الخلق مع قوة الشخصية والثقافة مما كان له عظيم الأثر على تعزيز خبراته المكتسبة من خلال رحلته الطويلة والمثرية في العمل السياسي. وتعبر كلمة ولي العهد في جلسة مبايعته أمام البرلمان عن مدى تواضع شخصه الكريم حين قال: "إنني بكل الفخر والاعتزاز احني هامتي إجلالا وإكبارا لهذا الوطن العظيم وشعبه الوفي الكريم في ظل القيادة الرشيدة لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله". وبدأ ولي العهد مسيرة حياته العملية في 12 فبراير 1962 عندما عين محافظا لحولي ثم وزيرا للداخلية في 19 مارس 1978 كما عين وزيرا للداخلية ما بين عامي 1986 و1988 وفي 26 يناير 1988 عين وزيرا للدفاع. وعاد لشغله مرة أخرى في 20 يونيو 1990 وفي 20 ابريل 1991 عين وزيرا للشئون الاجتماعية والعمل وفي 16 أكتوبر 1994 عين نائبا لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير وفي 13 يوليو 2003 عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية ثم نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية منذ 16 أكتوبر 2003.
ومن ابرز انجازات سموه انه عند توليه وزارة الداخلية استحدث إدارة للانتخابات وإدارة شئون المختارين وتطوير العمل الشرطي وفي وزارة الدفاع استحدث سموه أثناء عمله آنذاك إدارة العقود و الإدارة القانونية. وفي أثناء الغزو العراقي الغاشم قدم ولي العهد جهودا استثنائية كان لها بالغ الأثر حيث كان آنذاك وزيرا للدفاع وعلى هذا النحو فقد قام إلى جانب قيادته للجيش برفع معنوياته تأهبا لمعركة التحرير. وأثناء توليه وزارة الشئون الاجتماعية والعمل انشأ مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية التي شهدت تطورا مهما بعد ذلك. وتعزيزا لأواصر العلاقات الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي فقد قام سمو ولي العهد في عام 2007 بجولة خليجية شملت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات ومملكة البحرين رغبة منه في تجسيد روح التعاون والتواصل الأخوي والتباحث في مختلف القضايا. ولحق بجولة أخرى في نفس العام تشمل جمهورية مصر والجمهورية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية حيث تم خلالها تبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالمسائل المشتركة بين الكويت وهذه الدول لتحقيق الأهداف المنشودة ودعم السلام في المنطقة حتى تكون بعيدة عن التوترات. وفي هذا العام قام ولي العهد الشيخ نواف بنشاطات سياسية وداخلية مهمة حيث استقبل سموه رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي يرافقه رئيس مجلس العموم الكندي بيتر ميليكن كما استقبل سموه سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد إمارة الفجيرة حيث تم خلال اللقاء تبادل الأحاديث التي تعكس متانة العلاقات بين البلدين وقام سموه باستقبال وزير الدولة للشؤون الخارجية لحكومة جمهورية الهند ايه احمد دو والوفد المرافق له. كما أجرى ولي العهد اتصالا هاتفيا بأخيه الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية أعرب فيه عن شجبه واستنكاره للعمل غير المسئول الذي وقع في جدة وقام بتقديم واجب العزاء بوفاة المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وهذا دليل على حبه وتأكيده على أواصر الأخوة والمحبة بين الدول الشقيقة.