قال هيثم محمدين المتحدث الإعلامي باسم منظمة الاشتراكيين الثوريين إن تنظيمهم كان يستعد للمشاركة في الانتخابات البرلمانية لكن أحداث محمد محمود جعلته يعدل عن ذلك كي لا يعزل نفسه عن حركة الجماهير. وأضاف محمدين كنا نعد العدة للمشاركة بشكل أو بآخر في العملية الانتخابية البرلمانية لكن حصلت قبل الانتخابات مباشرة أحداث محمد محمود... وبعد هذا الحادث حصلت انتفاضة نوفمبر الثورية في عشر محافظات على مستوى الجمهورية وشهد ميدان التحرير ثلاث مليونيات متتالية ابتداء من 21 نوفمبر وحتى آخر جمعة "جمعة الشهداء"، وبالتالي كانت الجماهير موجودة في الشارع في حركة ثورية ونراها موجة من موجات الثورة، وفي هذه الأحداث سقط عدد من الشهداء."
وأضاف "رأينا أن المشاركة في العملية الانتخابية في تلك اللحظة انعزال عن حركة الميادين المتفجرة فقررنا مقاطعة الانتخابات على أساس رفضنا إجراء انتخابات في الفترة الحالية"، وقبل الانتخابات كنا نتوقع مشاركة شعبية واسعة جدا أملا في أن يكون البرلمان الأول المنتخب بشكل ديمقراطي ونزيه ويخلو من مشاركة رموز النظام السابق.. ستشارك فيه قطاعات واسعة بالملايين من الشعب المصري، وعلى هذا الأساس كان موقفنا السياسي هو أننا موجودون أينما تكون الجماهير."
وعن مشروع الاشتراكيين الثوريين للتغيير قال محمدين "إن رؤية الاشتراكيين الثوريين للتغيير في مصر مطروحة منذ بداية نشأة التنظيم : الانتفاضة الجماهيرية هي الأساس الذي يصنع التغيير في مصر.. مشروعنا بناء السلطة الثورية البديلة" المتمثلة في اللجان والاتحادات الطلابية في الجامعات والمدارس المصرية واللجان الشعبية الثورية في المدن الكبرى واللجان والمجالس العمالية في المصانع.
وقال "نؤمن بالديمقراطية المباشرة: هناك سيطرة شعبية على الثروة والسلطة في آن معا عن طريق انتخابات مباشرة وواقعية في المواقع المختلفة"، ويعتبر كثير من المراقبين الاشتراكيين الثوريين تنظيما يساريا متطرفا، لكنه على صغر حجمه وحداثة تجربته استطاع أن يجد له مكانا في الساحة السياسية.
وعلق محمدين على ذلك قائلا "في التسعينات، كل الناس كانت تصفنا بمجانين.. كنا ننادي بثورة شعبية تطيح بنظام مبارك المستبد، بقينا متمسكين بوجهة نظرنا المستندة إلى تحليل سياسي للعوامل التي يقوم عليها نظام مبارك.. وكنا مع غيرنا من الحركات السياسية الشبابية الداعية لثورة 25 يناير اللي تحولت لثورة شعبية في مصر."
وأثار أحد قادة الاشتراكيين الثوريين أزمة قبل أسابيع حينما قال في محاضرة أنه لا بد من كسب الجنود وصغار الضباط لمشروع الثورة بغرض إحداث انقسام داخل الجيش، ولكنه أكد على أن الاشتراكيين الثوريين لا يرون في حرق المنشآت طريقا لإسقاط الدولة، ولكن إسقاط القائمين على دولة الظلم والفساد والإفقار هو ما سيسقط الدولة.
وشدد على أن هذا المبدأ لا يحمل جديدا "فجماهير الشعب المصري خرجت مطالبة بإسقاط جهاز أمن الدولة وهذه مؤسسة من مؤسسات دولة الاستبداد. وغيرها من أجهزة على هذا النحو لا بد أن تسقط وأن تنتهي لأنها أدوات قمع من أدوات نظام حسني مبارك".
وعلق على الاحتجاجات التي يقوم بها العمال والموظفون في البلاد قائلا "في كل مرة يطلب فيها من الجماهير الثورية إعطاء الفرصة، في الحقيقية يكون المطلوب منها إعطاء الفرصة لإعادة ترتيب النظام القديم، وهذا جرى على مدى الأعوام الماضية"،وقال لو أرادت القوى السياسية الراغبة في قيادة مشروع التغيير في إنهاء مظاهر الاحتجاج أن تستجيب وتحل أسباب ومظاهر الاحتجاج.