باريس-أ ش أ: ما إن أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسميا خوضه الماراثون الانتخابي إلى الإليزيه الأربعاء الماضي حتى حشدت زوجته كارلا بروني طاقتها في وسائل الإعلام لتصبح المحرك الأساسي لحملة زوجها الانتخابية على الصعيد الإعلامي. فكارلا بروني عارضة الأزياء السابقة وذات الأصول الإيطالية لم تخف رغبتها وحتى قبل الإعلان الرسمي في مساندة زوجها في حملته الانتخابية الجديدة فأكدت في منتصف الشهر الماضي استعدادها للمشاركة في الحملة الانتخابية لزوجها "إذا ما أعلن خوضه الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل القادم". ولكنها قالت "إنها لا تعرف ما هو الدور الذي ستقدمه خلال هذه الحملة ولكنها ترى "أن زوجها سيكون بحاجة لها" إذا ما قرر خوض السباق الانتخابي. ولكن يبدو أن سيدة فرنسا الأولى عرفت طريق دعم زوجها في الحملة الانتخابية فأعلنت عبر وسائل الإعلام أنها ستكون بجواره في أول مؤتمر انتخابي موسع يعقده في وقت لاحق اليوم مع أنصاره في مدينة مرسيليا، جنوب البلاد. كما ستشارك كارلا، لا بصفتها الفرنسية الأُولى بل كزوجة للمرشح ساركوزي، في المهرجان الجماهيري الذي يعقده زوجها في بلدة فيلبنت، شمال باريس، في 11 مارس المقبل، بحضور 60 ألفا من مؤيديه. وتشير الأوساط الإعلامية الفرنسية أن زوجة الرئيس تريد أن تلعب دورها على الطريقة الأمريكية ، أي أن تكون موجودة في جميع صور الحملة كما فعلت ميشيل أوباما خلال حملة زوجها الانتخابية قبل عدة سنوات. وفي الأيام القلية الماضية كثفت كارلا بروني من التصريحات والمقابلات التي تنشرها الصحافة بعد قرارها أن تستغل ثقل شهرتها وثروتها وخبرتها وعلاقاتها في الماراثون الانتخابي لصالح زوجها. وتؤكد كارلا في كل تصريحاتها أن ساركوزي هو الأفضل الأشجع والأكثر خبرة من بين المرشحين. ولكن في الوقت نفسه لم تسلم زوجة الرئيس الفرنسي من الحملات المضادة التي تستخدم لمحاربة ساركوزي فأثيرت مؤخرا وفي يناير الماضي فضيحة مخالفات مالية اتهمت فيها (كارلا بروني) وأكدتها المجلة الأسبوعية الفرنسية "ماريان" من أن صندوق مكافحة الإيدز أنفق "مبالغ كبيرة على الأعمال الخيرية" التي قامت بها زوجة الرئيس الفرنسي وسفيرة الصندوق كارلا بروني - ساركوزي و "وكالات عدة يملكها أحد أصدقائها المقربين". لكن الصندوق نفى هذه الاتهامات، معتبرا أن الدعم الذي قدمه إلى صفحة من صفحات موقع بروني والتكاليف الخاصة بتنقلات هذه الأخيرة في إطار أنشطة الصندوق، كانت مراعية للقواعد والإجراءات الصارمة التي يتبعها الصندوق. وأثارت خطط رئيس بلدية فرنسي لإقامة تمثال للسيدة الأولى كارلا بروني ساركوزي، يصورها على أنها عاملة مصنع ، الاحتجاجات في بلدة نونجنت سور مارن الفرنسية والجدل في وسائل الإعلام الفرنسية والسخرية من أحزاب المعارضة حيث قال رئيس البلدية جاك مارتن، عضو في الحزب الحاكم بزعامة نيكولا ساركوزي، إن تمثال عارضة الأزياء السابقة المولودة في إيطاليا يمثل "قطعة صغيرة من إيطاليا" في البلدة الصغيرة شرق باريس. وقال إن التمثال المصنوع من البرونز، ويبلغ ارتفاعه أكثر من مترين، سيصور بروني، على أنها "عاملة في مصنع للفراء" وهو الأمر الذي انتقده ويليا جيب، عضو في البرلمان عن الحزب الاشتراكي المعارض ، الذي قال إن كارلا شاهدت فراء في عروض الأزياء أكثر مما شهدته في المصانع. يبدو أن الحملات الانتخابية الرئاسية لا تشهد فقط تنافس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع فرانسوا هولاند على مقعد الرئاسة في الانتخابات الرئاسية 2012 تحت الأضواء ولكن التنافس سيأخذ بعدا "حريمي" أيضا فالمعركة تشارك فيها كارلا بروني ساركوزي وفاليري ترييه زوجة المرشح الاشتراكي الأوفر حظا بحسب إستطلاعات الرأي فالسيدتان تتعاركان خلف الكواليس وعبر الأجهزة الإعلامية المختلفة لتنضما إلى الحملة الانتخابية ولكن في إطار مختلف. فقد استغلت فاليرى منذ عدة أشهر بدء بث برنامجها الثقافي الجديد على ديريكت 8 للتعبير عن دعمها لزوجها المرشح للحزب الاشتراكي ، كما عبرت عن ذاتها في حوار نشرته صحيفة لو باريزيان الفرنسية. وكانت فاليرى الصحفية "46 سنة" ضيفة برنامج الصحيفة الكبرى لقناة كانال بلوس، أوضحت خلاله اتباعها نصائح سيلفيان أجاسينسكى جوسبان زوجة ليونيل جوسبان مرشح الرئاسة عام 2002 ، التي أكدت ندمها لعدم دعمها زوجها خلال حملته الانتخابية وأثرت الابتعاد عن الحياة السياسية منذ عشر سنوات وطالبتها بضرورة دعم زوجها في حملته الانتخابية. وتذهب فاليرى أيضا إلى أن فرانسوا هولاند يجيد الاستماع فهو يستمع جيدا إليها لكنه لا يملك قوة تأثير على الآخرين. أما كارلا ساركوزي فقد دعت المجتمع الفرنسي لدعم زوجها في الانتخابات الحالية من خلال مقالها الأسبوعي لصحيفة ليبراسيون الفرنسي وأكدت أن فرنسا تحتاج في الفترة القادمة لمحرك فائق القوة والسرعة وهو ما يتمتع به نيكولا ساركوزي وطالبت بتجاهل المحركات العادية ، كما أكدت ظهورها بجوار زوجها طوال حملته الانتخابية. ولكن المحللين وعلى رأسهم ستيفان روزيه المحلل السياسي ورئيس مجلس التحليلات والتوقعات يحذرون من الظهور المفرط للسيدات الأوائل خلال الحملة الانتخابية الرئاسية مشيرين إلى أن الظهور المكثف للسيدات خلال الحملات الانتخابية يؤثر على صورة مهام الرئيس أمام المرشحين. وعلى الرغم من أن ساركوزي يبحث عن الفوز بولاية ثانية بعد انتخابه رئيسا للبلاد في عام 2007 فإن كارلا الزوجة الثالثة للرئيس الفرنسي ووالدة ابنته تعيش لأول مرة هذه الأجواء إذ جاء زواجهما في عام 2008 في سابقة يشهدها قصر الإليزيه لأول مرة لرئيس يطلق زوجة ويتزوج من آخرى أثناء ولايته بعد أن انفصل رسميا عن زوجته الثانية سيسيليا بعد زواج استمر 11 عاما. والسؤال المطروح على الساحة الفرنسية هل ظهور كارلا بروني إلى جانب زوجها في حملته الانتخابية سيكون في صالح حملته ،أم سيكون مسار انتقاد وجدل من أبناء الشعب الفرنسي ؟.!