وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك قالت جريدة وول ستريت جورنال الامريكية في خبر بثته لمراسلها في مصر إن مجموعة من الدبلوماسيين الغربيين في العاصمة المصرية شكلت تحالفا لمعاقبة وزيرة التعاون الدولي المصرية فايزة ابو النجا لموقفها من الجمعيات والسياسيين المصريين الذين يتلقون تمويلا من الخارج.
وأفردت الصحيفة معظم التقرير للحديث عن فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي باعتبارها هي التي أصدرت الأوامر بالتحقيق في مصادر تمويل المنظمات غير الحكومية الموالية للغرب، وهو التحقيق الذي أدى إلى الإجراءات العقابية بحق بعض هذه المنظمات.
ونقلت الجريدة الامريكية الرائجة عن دبلوماسيين غربيين في القاهرة القول إن شيئا يشبه "تحالفًا دوليًّا تشكل ضد أبو النجا".
وقال دبلوماسي غربي بارز في العاصمة المصرية، لم تسمه وول ستريت جورنال: إن "الهدف هو أن تكون هناك رسالة قوية وواضحة ومنسجمة تماما بأن ما تفعله (أبو النجا) فظيع بالنسبة لمصر".
وأضاف: "نود أن نقدم حلاًّ يستتبع العمل معها والسلطات المصرية من أجل تقديم خبرتنا عن كيفية تشكيل إطار قانوني للعمل بفاعلية مع مجتمع المنظمات غير الحكومية".
غير أن الدبلوماسي الغربي قال: إن الوزيرة المصرية "أطلقت تحقيقا قضائيا ظنا منها أنها تستطيع السيطرة عليه، لكن يبدو أنها لا تستطيع الآن".
وكانت مصر قد أمرت بتحقيق في تمويل تلك المنظمات وكانت قوات الأمن المصرية قد اقتحمت أكثر من 17 مقرًّا لمنظمات حقوقية غير حكومية بدعوى أنها تتلقى تمويلا من الخارج لإثارة الاضطرابات السياسية عقب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير/ شباط الماضي.
وأثارت هذه التحركات انتقادات دولية حادة فقد ألمحت واشنطن إلى امكانية حجب المساعدات الأمريكية لمصر.
وكان موقع ويكيليكس الذي أسسه الصحفي الاسترالي جوليان أسانج المناصر لشفافية المعلومات قد كشف عن برقيات من السفارة الأمريكية في القاهرة تفيد قيام الولاياتالمتحدة بالتحايل على الرقابة الحكومية العربية في الدول العربية وفي مصر على التمويل الأجنبي عن طريق تأسيس منظمات كواجهات في بعض الدول العربية الاخرى ثم استخدامها في إعادة تحويل الأموال إلى منظمات مدنية في دول عربية أخرى بغرض التمويه.
وتظهر البرقيات كذلك أن الحكومة الأمريكية مارست ضغوطا على النظام السابق في مصر من أجل حماية العديد من منها.
وقالت البرقية رقم " 09CAIRO748" الصادرة من السفارة الامريكية في القاهرة بتاريخ 30 ابريل/نيسان 2009 والموجودة على الرابط التالي : http://wikileaks.org/cable/2009/04/09CAIRO748.html وتحمل البرقية الدبلوماسية تصنيف "سري" والمشفوعة باسم السفيرة الامريكية لمصر في ذلك الوقت السيدة مارجريت سكوبي تقول فيها: إن واحدة من اكبر المنظمات المصرية المدعومة من واشنطن- وهي المنظمة المصرية لحقوق الانسان برئاسة هشام قاسم والسكرتير العام حافظ ابو سعدة - تتلقى تمويل أمريكيا مستترا عن طريق منظمة في المغرب هي الاخرى ممولة امريكيا.وقالت البرقية "ان المنظمة المصرية لحقوق الانسان تلقت تمويلا من منظمة مغربية لعقد مؤتمر في القاهرة عن حرية الصحافة في يناير 2009"، ثم وضعت السفيرة الامريكية بين أقواس أن هذه المنظمة المغربية، واسمها مركز حرية الإعلام، هي في حقيقة الأمر ممولة في المملكة المغربية من برنامج مبادرة الشراكة الشرق الاوسطية (ميبي) الذي أطلقه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بعد أحداث11سبتمبر/إيلول 2001 ويخضع للخارجية الامريكية.
وهذا ويقول موقع المنظمة المصرية لحقوق الانسان إن رئيسها هو الناشط الموالي لحركة المحافظين الجدد العالمية هشام قاسم وسكرتيرها العام هو السياسي المصري حافظ أبو سعدة والمرشح السابق للبرلمان الذي كشفت الوثائق ادلائه بمعلومات بشكل منتظم للسفارة الامريكية وحصول منظمته على تمويل أجنبي متتالي.