قارنت ندوة "آفاق العمل الثقافي في ليبيا الجديدة" وضع الثقافة الليبية بين مشهدي القذافي والثورة، وآفاق العمل الثقافي المصري مقارنة بليبيا، وما يتطلع إليه المثقفون الليبيون، شارك فيها د.أحمد إبراهيم الفقيه، وفوزي حداد. فى البداية تحدث فوزي حداد عن تطلعات المثقف الليبي للمشهد الثقافي بعد الثورة فقال: إن الحديث عن آفاق العمل الثقافي في ليبيا الجديدة لا يستقيم إلا بالتحدث عن الواقع الراهن للثقافة الليبية التي نتوقع لها مستقبلا مشرقًا ينطلق من عدة محاور. وأضاف: إن كثيرًا من المثقفين عايشوا النظام ورأوا كيف كان يتعامل مع الثقافة على مدى عقود كثيرة، فقد كان المبدع يعيش أزمة حقيقية، يفرض عليه أن يدعم الفكر الأخضر في أي ندوة، كما أن إهمال وزارة الثقافة لم يكن بعيدًا عن الجميع، لأنها عندما ظهرت كانت دعائية للقذافي وجنونه. ثم حكى حداد عن نشر الكتب الذي كان يقابل بسنوات من التعنت في الإجراءات سواء كانت مؤلفات علمية أو غيرها انتهاء بعدم وجود مؤسسات لنشر الكتاب، وهو ما نتج عنه إنتاج أدبى وعلمى وفكرى هزيل. ورغم ضعف الإنتاج كان يظل في المخازن دون توزيع، وعلى الصعيد الفني لم يكن أحد يعرف شيئا عن ليبيا، غير أن مئات الصحف الآن وعشرات الكتب صدرت بعد الثورة بالإضافة إلى إذاعات راديو ويتم العمل الآن على إخراج قناة تلفزيونية، وختم حديثه قائلا إننا نأمل بثقافة أرحب ونرجو من الكاتب الليبي أن يبدع دون قيود. بعد ذلك تحدث د. أحمد إبراهيم الفقيه عن عهد القذافي وكيف سيطر على البلاد وكيف أساء إلى الثقافة في كل المجالات، قائلاً: أن هذه الثورة هي الأداة القوية الباسلة المليئة بروح التضحية التي لم تكن من فراغ ففي الوقت الذي ساعد البعد الثقافي بعض الثورات كانت ليبيا وقد هدمت فيها الثقافات تقوم للحياة بعد أن صارت رمادًا. وحكى أنه عندما قرر أن يتنفس الكتابة خارج الوطن دفع النظام الليبي الملايين لمنعه من الكتابة، وأضاف إن المثقفين في ليبيا كانوا يعانون من اضطهاد مر، يحرم أحدهم من الظهور في شاشات التلفزيون كما يمنع أي منهم من الترشح لأي منصب في الجماهيرية. وبصوت متهدج أضاف: كانت رحلتنا مقارعة ومنازلة بلا تكافئ في الأدوات، الشباب الذين وقفوا كان مصيرهم القتل، قتلوا وبقينا نحن. وأكمل حديثه قائلا: إن المحور الثاني في الندوة هو آفاق العمل الثقافي المصري الليبي، فمن حرم ليبيا أن تكون مركز إشعاع ثقافي في الوطن العربي قد زال وليبيا مؤهلة ثقافيًا أكتر من أي بلد آخر فيها إمكانيات ونفط، فليبيا معرض مفتوح لتاريخ البشرية لم تكن حضارة إلا وآثارها موجودة في ليبيا، كما أن الفولكلور الليبي مليء بالرقصات الشعبية والأغنيات بتنوع رائع في الفن. وختم د. الفقيه الندوة بقوله إن العهد الجديد يحتم أن يكون لليبيا مكانة وأن تكون مصدرًا ومنارة للحضارة والتقدم وتضع نفسها في مصاف الدول الرائدة، فالثقافة رهان الليبيين على العالم وهي المحرك الأول للتاريخ.