برلين: سجلت ثقة الشركات الألمانية ارتفاعا للشهر السابع على التوالي في أكتوبر الجاري، إذ يبدو أن عملية التعافي لأكبر اقتصاد في أوروبا قد بدأت تستجمع قوتها. وفي اختبار رئيسي لمعرفة درجة المعنويات الاقتصادية في أوروبا ارتفع مؤشر «إيفو» لثقة الشركات إلى 91.9 نقطة بعد أن ارتفع إلى 91.3 نقطة في سبتمبر. وجاء ارتفاع المؤشر - الذي يعده معهد «إيفو» للأبحاث الاقتصادية ومقره ميونيخ - على الرغم من الصعود الأخير في قيمة اليورو في أسواق الصرف الأجنبية وما أثاره من مخاوف بشأن مستقبل صادرات الآلات الألمانية الرئيسية. وتأتي زيادة المؤشر هذا الشهر متماشية مع توقعات المحللين، لكن صدور مؤشر «إيفو» هذا الشهر يأتي أيضا عقب صدور مؤشرات من البنك المركزي الأوروبي بأنه ليس في عجلة من أمره لزيادة أسعار الفائدة، إضافة إلى البداية التي تبعث على التفاؤل لموسم إعلان النتائج المالية للشركات الألمانية في الربع الثالث من العام. ووفقا لما ذكرته صحيفة "الاقتصادية" الإلكترونية تزامن صدور المؤشر الذي يعتمد على استطلاع رأي 7 آلاف مسؤول تنفيذي في الشركات مع جهود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة من يمين الوسط عقب فوز تكتلها السياسي المحافظ في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي. وفي ضوء خروج ألمانيا بالفعل من أطول فترة ركود منذ عقود، تعزز الزيادة الجديدة على المؤشر التوقعات بأن عملية التعافي الاقتصادي ستتزايد قوتها خلال الفترة المتبقية على نهاية العام الجاري. لكن في إطار تأكيد الازدهار الهش الذي يشهده أكبر اقتصاد في أوروبا، سجلت ثقة المستثمرين الألمان هبوطا مفاجئا في أكتوبر الجاري. وتراجع المؤشر الشهري الذي يستطلع ثقة المحللين والألمان والشركات الاستثمارية ويعده مركز «زد إي دبليو» للأبحاث الاقتصادية الأوروبية ومقره مانهايم إلى 56 نقطة هذا الشهر. وكان محللون يتوقعون أن يرتفع مؤشر «زد إي دبليو» الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر إلى 59 نقطة في أكتوبر الجاري بعد أن ارتفع إلى 57.7 نقطة في سبتمبر مسجلا أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات.