إذا اقترب منكِ زميل أو أي شخص من المحيطين بكِ من خلال الأصدقاء أو الأقارب، وشعرتِ أنكما على وشك الارتباط ، أو تقدم لكِ شاب للزواج على الطريقة التقليدية "الصالونات" وكان أمامكما فرصة للتعارف ، فاعلمي أن السبل كلها تؤدي إلى المأذون والعش الذهبي. ولكن خلال فترة التعارف التي تسبق الخطوبة هناك بعض الأمور التي عليكِ الانتباه لها ، فالرسائل التي تصلك وتصل للطرف الثاني رسائل مختلفة ، نظراً لاختلاف الرجل عن المرأة ، لذلك عليكِ أن تكوني حذرة من هذه المرحلة وأن تتفهميها جيداً .
تجاذب عاطفي الرجل أيضاً يجب أن يتعرف من خلال هذه المرحلة على شخصية حواء ليقرر أما الارتباط أو إعادة النظر في موضوع الزواج ومن هنا يأتي عدم التعجل في اتخاذ القرار والانتظار حتى تظهر الرؤية واضحة للطرفين. يقول خبير العلاقات الإنسانية الدكتور جون جراي : إن الحكمة وراء انتظار أن تكون العلاقة أكثر ألفة وحميمية هي أن يكون لدى الرجل رغبة في تطور العلاقة إلى مستويات أرقي من التعبير ، فعندما يأخذ الرجل وقتاً لكي يتحرك خلال المراحل الثلاثة الأولى للارتباط العاطفي ( الانجذاب ، عدم اليقين ، الخصوصية) فإن رغباته الحسية تتوسع لكي تصبح رغبات عاطفية من أجل إسعاد المرأة.
ورغبة المرأة في إسعاد الرجل تتطور في المقابل حتى تصبح اهتماماً أصيلاً بها وبمعرفة "من تكون" ، وهذا الاهتمام بمعرفة شخصيتها قد يتحول إلى حب ، وعندما تكون رغباته الحسية هي أيضاً أسلوب تعبيره عن حبه للمرأة ، فإن ذلك هو الوقت المناسب لاختبار درجات متزايدة من الألفة.
الانتظار يحدد القرار ويؤكد د. جراي أن الوقت التي تستغرقه العلاقة لكي تصبح أكثر ألفة قد تأخذ العديد من الأشكال ، وقد تمتنع عن إظهار كل مشاعرك قبل الارتباط حتى تتعرف على ذلك الشخص على المستوي العاطفي والعقلي ، وعن طريق الامتناع عن إظهار كل ما لديك خلال اللقاء الأول ، فإنك تهيئ فرصة لكي ينمو الفضول والاهتمام إلى شئ أكبر.
إن كل علاقة لها ما يميزها عن غيرها ، وعندما يتعلق الأمر بالإجابة عن السؤال : "إلى متى يجب أن أنتظر لكي أظهر مشاعري ؟" عليك أن تنصت إلى قلبك ، أما المرأة فيجب يجب عليها أن تكون أكثر حرصاً لكيلا تفترض أن الرجل ينظر إلى العلاقة بالتزام وخصوصية لمجرد أنهما التقيا عدة مرات.
والمرأة فى الغالب قد تظهر للرجل مشاعرها قبل أن تتخذ قرار الارتباط ، وعلى النقيض فإن الرجل لا يظهر مشاعره إلا بعد أن يتخذ هذا القرار.
اللقاء بين الطرفين لعدة مرات للتعارف وتجاذب أطراف الحديث لا يضمن رغبة الرجل الجدية في الارتباط بالمرأة ، وإذا ما أسرفت المرأة في إظهار مشاعرها فإن ذلك يدفع الرجل بعيداً ، والمرأة بحاجة لأن تدرك أنه مثلها كان لديه حرية في أن يبادلها هذه المشاعر ، ولكن حينما يشعر الرجل بذلك.
إن العلاقة القائمة على الصراحة تؤدي إلى بناء أساس من ألفة دائمة ،والمرأة تصنع تلك الألفة عن طريق التعبير بصراحة عن ما يدور بداخلها من مشاعر وأحاسيس ، وكذلك فإن الرجل يشعر بمزيد من الحميمية عن طريق مساندته ودعمه الناجح لشخصية المرأة إلى جانب التعبير بصدق عما بداخله.
وكلما أفصحت المرأة عن المزيد من شخصيتها ازدادت معرفة الرجل بشخصيتها ، وإذا استمرت مساندته في الوقت الذي تزيد معرفته بالمرأة ، فإن الحب الذي يشعر به في قلبه لديه فرصة كبيرة لكي ينمو ويزدهر.
وعندما يزدهر الحب يدرك الطرفان أنه قد حان الوقت للارتباط ، والدخول في مرحلة جديدة ، لذلك من المهم جداً التعرف على الشخصية جيداً ومدى جدية العلاقة قبل اتخاذ قرار الخطوبة ، ثم يتحمل الطرفان بعدها قدر من المسؤولية والتخطيط للمستقبل سوياً.
ثقافة نفسية يقول الطبيب النفسي والأستاذ بجامعة طب الزقازيق د. وائل أبو هندي : عندما تطول فترة الخطوبة تنقسم إلى مرحلتين ، المرحلة الأولي وهي سعادة للطرفين ، يحاول فيها كل طرف إظهار أفضل ما لديه ، أما المرحلة الثانية فهي نتاج طبيعي للمرحلة الأولى في حالة الاختيار السليم واتفاق الطرفين فمن الممكن أن تمر بسلام ، أو قد يحدث خلافات بما فيها الأمور المادية وغيرها من تدخلات الأهل.
ويشير د. وائل أبو هندي إلى أن قاعدة عريضة من الفتيات يتبعن منطق خاطئ ، عاطفي بحت ، وهو "مادام بحبه خلاص" وهذا المنطق خاطئ ، لأن منطق الحب يختلف عن منطق الزواج ، فليس كل من أحبه يصلح زوجاً ، ومن هنا تصدم بالواقع ولا تستطيع الاستمرار وخاصة إذا تعلق الأمر بالمستوى الاجتماعي والماديات.
ويؤكد د. أبوهندي على أنه من المهم أن يكون هناك وعي من الطرفين عن كيفية اختيار شريك الحياة ، وتقييم الطرف الآخر من خلال التصرفات بدون غض الطرف عن بعض العيوب القاتلة بحجة محاولة إصلاحها بعد الزواج ، وتقييم العقل خلال تلك الفترة الحاسمة ، وتقديمه على المشاعر التي تتحكم فى المرأة والتى غالباً ما تكون غالباً كاذبة ومزيفة.
ودراسة الشخص الآخر تحتاج إلى ثقافة جيدة أو معرفة ببعض الأمور المتعلقة بعلم النفس التى تتعلق بسلوكيات وفهم الآخرين ، والثقافة العامة مهمة للتعرف على تلك المبادئ الهامة.