نظمت المائدة المستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب حلقة نقاشية عن "السرد العربى بين الإبداع والتلقى"، شارك فيها د. حسين حمودة، د. سامى سليمان، الناقد الأدبى والشاعر هيدرا جرجس، الشاعرة التونسية رشا التونسي، الكاتبة التونسية فوزية العلوى، كما أدارتها د. سهير المصادفة. بدأت الكاتبة التونسية فوزية العلوي حديثها قائلة: ليس هناك ثمة فصل بين المبدع والشارع؛ لأن الكاتب وهو السارد ضمن هذا الشارع في نهاية الأمر ، فليس هناك فاصل بين عالم المبدع وعالم الشارع، وحين ينفصل المبدع عن شارعه لن ينجح في توصيل إبداعه إلى عالمه. وأضافت: لقد كتبت أربعة مجموعات قصصية كانت كلها بذور ثورة وثمة كثير من البذور التي نثرناها نحن المبدعون في يابسة أوطاننا العربية، وكان لها صدى كبير وأثر فيما حدث من ثورات الربيع العربى. وأكدت العلوى: مهما كانت البذرة صغيرة أو جافة فهي قادرة على مساعدة هذا الوطن، وإن أوهمتنا أنها جافة لكنها سرعان ما تكشف عن وجهها الحقيقي فإذا بها كائن مكتمل النمو. وأشارت إلى أنه عندما أشعل بوعزيزى النار في نفسه إنما أشعل النار في نظام كامل، وفي فترة وجيزة تجاوزت تونس إلى الحدود العربية، وكان ذلك بفضل الرصيد الذي كونه المبدعون وإلى التخوم العالمية، وعلينا أن نعرف أنه لا توجد كتابة عاقر فكل الكتابات مثمرة، فأي نص لديه القدرة أن يتراكم مع غيره فينتج ما وصلنا إليه الآن. أما الروائي هيدرا جرجس فحاول في كلمته أن يجيب على سؤال "هل أدى السرد العربي دوره في تثوير الواقع العربى" وقال: نعم وبكل قوة ولكن ليس بالشكل التقليدى فالإبداع فى حد ذاته ثورة، وإن كانت ثورة 25 يناير ثورة شعبية فسبقها إرهاصات أدبية مهدت وبشرت وأدت إلى الثورة. فقد كان هناك سردا ثائرا تميز بالسهولة في الكتابة، والسهولة في التوصيل وذلك من خلال المدونات، هذا النوع من الإبداع تميز بالمباشرة وعبور المناطق الأدبية والفنية في العمل الأدبي. وأضاف: أنا من الجيل الذى ينتمى إلى هذا النوع من الأدب. جيل لم يستمد معلوماته من الكتب على أرفف المكتبة العربية، وإنما استمدها من واقع عايشه وظلم به؛ لهذا قاموا بكسر كل التقاليد الأدبية المعروفة، هذا الإبداع كان مختلفاً في طريقة وصوله، فقد وصل عن طريق غير مباشر وهو طريق المدونات. مشيراً إلى أن المدونات هي التي وقفت ضد الإعلام الرسمي والصحف القومية، ونتج عن هذا بطل جديد للثورة هو الإنترنت، هذا الإبداع الجديد الذي وصل إلى الشارع العربي، وساعد على تثوير الواقع العربي ولكن بطريقة لم تكن تقليدية. أما الشاعرة التونسية رشا التونسى فقالت أن أهم ما جنيناه نحن العرب من ثوراتنا هو العودة لحضن الوطن العربي، ولعل أهم مشترك بيننا هو الكتاب الذي لابد له أن يعود إلى مكانته. وقال د. حسين حمودة أن هناك الجانب الخاص بالسارد العربي، وهي منطقة كبيرة ومتسعة، وهناك قضية المتلقي التي يتعلق بها أمور كثيرة أيضاً، كذلك مشكلة النقد الموجه لهذا الإبداع، كل هذه المحاور تخرج من عباءة علاقة السرد العربي بالثورات العربية، وإن كانت ساهمت بشكل أو بآخر في التثوير العربي أم لا. ورأى حمودة أننا نواجه مشكلة في الطبع والتوزيع؛ فكيف يطبع الكاتب 100 ألف نسخة في بلد تعداده 80 مليون، وكيف يستطيع أن يسهم في هذا الثراء العربي. وأكد د. سامى سليمان أن نسبة الأمية كبيرة في الوطن العربي؛ ولذلك فالقراءة السردية فيه تقتصر على النخبة، وكان يجب على الثورة أن تضع التعليم على رأس مشروعاتها لأنه أيضاً مشروع غير مكتمل.