طرابلس: اقتحم حشد من المتظاهرين الليبيين الغاضبين مقر المجلس الوطني الانتقالي الليبي الحاكم في مدينة بنغازي شرقي البلاد. وأفاد مراسل وكالة "رويترز" للانباء في المدينة بأن المتظاهرين الذين اقتحموا المبنى يتظاهرون منذ أسابيع للمطالبة بإقالة مسئولي نظام العقيد الليبي معمر القذافي المخلوع الذين ما زلوا في مناصبهم.
ويطالب المتظاهرون أيضا بالشفافية في طريقة انفاق المجلس الانتقالي الليبي لأموال الدولة.
وقال مسئول بالمجلس :"إن المتظاهرين هاجموا المبنى وقلبوا محتويات المكاتب فيه رأسا على عقب".
وقال شهود عيان :"إن المتظاهرين حاصروا المبنى لساعات عدة ثم استخدموا الحجارة والقضبان الحديدية في كسر الأبواب ودخوله وقد سبق ذلك القاء قنابل يدوية على المبنى ولم ترد تقارير تفيد بسقوط مصابين".
يذكر أن بنغازي كانت مقر ميلاد الثورة التي أطاحت بنظام القذافي.
وتشكل المجلس الوطني الانتقالي الليبي رسميا في 27 فبراير/ شباط الماضي. ويرأسه مصطفى عبد الجليل وزير العدل الذي انشق عن نظام القذافي في أثناء الثورة.
ويتعرض أسلوب المجلس في إدارة البلاد لانتقادات في الفترة الأخيرة.
وكان مئات من الإسلاميين قد تجمعوا في العاصمة الليبية طرابلس الجمعة للمطالبة بأن يكون التشريع في البلاد مستوحى من أحكام الشريعة الإسلامية.
وقال المتظاهرون :"إن تجمعهم رد على ظهور أحزاب سياسية علمانية بعد سقوط حكم القذافي العام الماضي".
وتظاهر أشخاص معظمهم شبان ملتحون يرفعون المصاحف في ميادين في العاصمة طرابلس وفي مدينة بنغازي بشرق ليبيا وفي سبها في الصحراء الجنوبية وقد نظمتهم جماعات سياسية ودينية إسلامية.
وفي ميدان الجزائربطرابلس أحرق إسلاميون نسخا من الكتاب الأخضر الذي كتبه القذافي بشأن السياسة والاقتصاد والحياة اليومية لتأكيد آن القرآن يجب أن يكون المصدر الوحيد للتشريع في البلاد.
وفي المقابل، هتفت مجموعة من "المعتدلين" الذين اعتصموا في الميدان لأكثر من شهر قائلين "نريد دولة مدنية."
وكان من بين المتظاهرين الاسلاميين اعضاء في جماعة الاخوان المسلمين وسلفيون متشددون يطالبون بتطبيق صارم لاحكام الشريعة الاسلامية ومعتدلون ينادون بدولة مدنية تستوحى أحكامها من الشريعة الإسلامية.