وصف الشاعر محمد القصبي السلفيين بأنهم القطاع الأكبر من المتحولين في مصر، بجانب آخرين، يشكلون خطراً كبيراً على ثورة 25 يناير، لأنهم لم يخلعوا عباءة النظام القديم، بل ارتدوا فوقها عباءة الثورة. جاء ذلك خلال الحوار المفتوح الذي عقده نادي القصة أمس الاثنين حول "كيفية مواجهة المتحولين ومحاسبة مفسدى الحياة الثقافية خلال العهد البائد". واتهم القصبي قطر بأنها تمول قنوات فضائية مصرية، وكذلك من يطلقون على أنفسهم "أبناء مبارك"، وجماعة "آسفين ياريس"، من أجل إثارة الفتن والمساهمة في إبعاد مصر عن طريق الاستقرار. من جانبه اتهم د. أشرف توفيق أستاذ السيناريو بأكاديمية الفنون كثير من الإعلاميين والفنانين والمثقفين بالتحول، منهم محمود سعد، لميس الحديدي، سيد علي، وعمرو أديب. وطالبهم باعتزال العمل الإعلامي، وشبههم بمن يأكلون على كافة الموائد، في إشارة لعدم ثباتهم على مبدأ واحد، ومن الفنانين المتحولين ذكر توفيق أشرف زكي، وسماح أنور وعادل إمام وغيرهم. وانتقد توفيق الكاتب الكبير السيد يس الذي ابتعد بكتاباته عن الفقراء، بعد أن كان يدافع عنهم، وانخرطت مقالاته قبل الثورة بفترة وجيزة في الحديث عن العولمة، وابتعدت عن تناول الواقع اليومي وحاجة الفقراء إلى العدالة الاجتماعية، وكأنه يأس من الإصلاح. في كلمتها، تحدثت الروائية نجلاء محرم عن العشوائية التي تتحكم في كافة المجالات في مصر، وليس الثقافة والتعليم فقط، منذ أربعين عاماً، مشيرة إلى أن المناخ العام في مصر لا يمكن أن يفرز شخصية وطنية، إنما هو المناخ الأفضل لإفراز أشخاصاً يبحثون عن مصالحهم فقط، دون النظر إلى أية اعتبارات وطنية أخرى. ورأت الكاتبة أن المتحولين إما من البسطاء الذين لا هم لهم سوى توفير قوت يومهم، أو من النخبة والمثقفين الذين يؤثرون في الجموع، ومن ثم يصبح نفاقهم أشد خطراً على المجتمع. وانتقدت محرم تصدر هؤلاء المنافقين المشهد الآن، مطالبة بمقاطعتهم عبر صناديق الانتخاب حتى يختفون من واقعنا. في كلمته أكد الناشط السياسي والقانوني عاطف النجمي رئيس جمعية "الدفاع العربي" أن القانون هو الحل لمقاومة المتحولين؛ لأن القاعدة القانونية هي التي تصنع تقدم الأمم. وانتقد النجمي من ينافقون المجلس العسكري والتيار الإسلامي الآن، ووصفهم بأنهم من المتحولين الذين يساهمون في القضاء على مكاسب الثورة. ووصف الناقد د. ربيع مفتاح المتحولين بالانتهازيين، مشيراً إلى أن خيانة المثقف ونفاقه للسلطة ليس بجديد، مختلفاً مع من يضخم تأثير المثقف على الشعب، نظراً لأن البسطاء لا يدركون مفردات الخطاب الثقافي الذي يستعمله المثقف، بالإضافة إلى أنه يخاطب الجماهير دائماً بلغة استعلائية لا يستسيغونها، مؤكداً أن دور المثقف يتضاءل أمام الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم.