حاولت أن أتصفح صفحات التاريخ لكى استكشف مدى قوة وتميز ثورة الخامس والعشرين من يناير عن سابقاتها من الثورات المصرية على مر التاريخ ، ولكننى صدمت من مدى التشابه والتطابق الذى حدث مع كل ثورة مصرية في الأحداث. فمثلا اتهمت ثورة عرابى أنها كانت السبب فى الاحتلال البريطانى ولا أدرى لماذا لم يتهم جمال عبد الناصر أنه كان السبب فى احتلال اسرائيل لاربعة دول عربية ومن بينها الأراضى المصرية باحتلال سيناء
وبالتأكيد كل ثورة لها مقاومين للتغيير لخوفهم من فقدان المكاسب التى كانوا يحصلون عليها فى النظم السابقة ولذلك يجب أن تكون هناك تعهدات مكتوبة عن كل خطوة وبجدول زمنى محدد ولا تعتبر الثوره انتهت إلا بانتهاء الخطوه الأخيرة بنجاح.
وثورة يناير تعجب حين ترى تشابهها مع ثورة 23 يوليو من إجراءات وتصريحات متطابقة تماما كما لو كان التاريخ يعيد نفسه , فكلتاهما بدأت بنفس الشعار " عيش حرية عدالة "
وبدأت كلا الثورتين بتشبث العسكر بالسلطة وانتهاء بالوعود والتصريحات والتهديدات والاتهامات واقصاء الشعب والذى كان هو وقود الثورة فى جميع الأحوال ولكنه خرج صفر اليدين نتيجة تكالب القوى الطامعة فى حكم البلاد
ومن شدة التطابق بين ثورة الخامس والعشرين من يناير والثالث والعشرين من يونيو يمكن مطابقة الاشخاص أيضا ، ففى السادس والعشرين من مارس عام 1954 أعلنت الحكومة العسكرية آنذاك عن الافراج عن الهضيبى و عبد القادر عوده الفقيه الدستورى والذى تم إعدامه بعد ذلك لقدرته على تحريك القوى الثورية فى الشارع المصرى وخاصة الاخوان المسلمين
وفى نفس يوم الافراج عنهما تم الاعلان عن النية لحل مجلس الثورة يوم الرابع والعشرين من يوليو من نفس العام وتسليم البلاد لممثلى الشعب ، ولكن ذلك لم يحدث، ولو حدث لما وصلنا بالتأكيد الى ثورة الخامس والعشرين من يناير والتى أيضا تم الاعلان فيها عن النية لتسليم البلاد الى سلطة مدنية منتخبة .
ولذلك يجب التركيز على سرعة تسليم السلطات الى الشعب باسرع وقت حتى لاتتذوق القوى الحالية عسيلة الحكم وتتشبث به كما حدث فى الماضى، بغض النظر عن النوايا ، حين تحكم حكم العسكر لأكثر من 60 عاما.
وباستعراض جميع عناوين الصحف خلال تلك الفترة التاريخية سنجد أنها جميعا متطابقة مع العناوين الصحفية الحالية من المجلس العسكرى وكذلك الاجراءات والاجتماعات والتى انقلبت رأسا على عقب فيما بعد
وكان منها "عبد الناصر يحذر من قوى الثوره المضاده" وبالطبع فى الحالى "تحذير المجلس العسكرى من الثوره المضاده والطرف الثالث"
وكذلك جريدة الاخبار عام 1954 " الجامعه ستفتتح قريبا وسيفرج عن الستين طالبا المحتجزين" وبالطبع لم يشمل هؤلاء الطلاب الاعداد المختفيه فى ذلك الوقت والتى ربما تكون مختفيه حتى الان أو تم وضعها فى مستشفى الامراض النفسيه للتخلص من الضوضاء التى تسببها اراؤهم للقوى العسكريه التى تمسك بزمام الامور فى ذلك الوقت وبالطبع لن نكون بحاجه لذكر الاعداد التى اختفت خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011
وفى الرابع عشر من نوفمبر 1952 طالعتنا جريدة "اخبار اليوم" بعنوان رئيسى "أسرار مصادرة أموال اسرة محمد على"
واتهام الاميرات السابقات بتهريب اكثر من مليون جنيه وضبط عشرين مليون جنيه قبل التهريب وبالطبع أنا لست بحاجه الى ذكر سيناريو حسين سالم وارصدة عائلة مبارك والتى ذهبت الى نفس المصير مع الفارق فى حجم الاموال الحاليه
وكذلك طالعتنا الصحف بعناوين وصور اجتماع مرشد الإخوان وبعض قيادات الجماعة مع عبدالناصر ولقاء مع مجلس قيادة الثورة في 1953
واعتقد أننا نشاهد نفس السيناريو الحالى بدء باجتماع الجماعة مع عمر سليمان فى بدء الثورة الى التحالف القائم حاليا مع المجلس العسكرى والذى لا ندرى هل سيلقى نفس مصير التحالف التاريخى السابق فى خمسينيات و ستينات القرن الماضى
وفى يوم الاثنين السابع عشر من ديسمبر عام 1952 طالعتنا جريدة الاهرام بعنوان رئيسى "محاكمة من استغلوا نفوذهم وافسدوا الحياه السياسيه" والذين لانعلم أين هم الان وهل حوكموا ام لا وبالطبع لست بحاجه الى شرح السيناريو الحالى والمتواجد فى بورتو طره وهل سيحاكموا ام ستذهب الثوره أدراج الرياح استشارى نظم معلومات [email protected]