صدر عدد جديد من مجلة "الرافد" التي دخلت عامها التاسع عشر، وحفلت في هذا العدد بالعديد من الدراسات والمشاركات والإسهامات الأدبية. بحسب وكالة أنباء الشعروفي مفتتح العدد ال 173وقف رئيس التحرير الدكتور عمر عبد العزيز عند بعض تجليات مآثر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فيما يتعلق بتعزيز مكانة الأسرة الإماراتية، عبر المؤسسة الشاملة لقضايا الأمومة والطفولة والناشئة. ويقدم العدد "أول توثيق مرئي للحرمين الشريفين"؛ حيث يقدم عرفه عبده علي، جولة بانورامية في مجموعة المصوِّر الفوتوغرافي المصري الأميرالاي محمد صادق بك، الذي كان أول من التقط صوراً فوتغرافية للمقدسات الإسلامية في مكة والمدينة في عام 1294ه/ 1877م. وفي ركن الأدب تحتفي المجلة بالراحل نجيب محفوظ في مئوية ميلاده الأولى، من خلال دراستين، في إحداهما كتب صلاح عبد الستار الشهاوي، عن السيرة الأدبية لنجيب محفوظ، متوقفاً عند التواريخ المهمة في عطائه الأدبي، والروائي خصوصاً الذي بدأه بنشر روايته "عبث الأقدار" عام 1939م، ليصل القمة في ثلاثيته الشهيرة. ثم يعرض الدكتور عمر صوفي محمد للصراع الإديولوجي في أدب نجيب محفوظ؛ حيث اعتبر أنه – خلافاً للصورة النمطية عنه – قد أيد الصحوة الدينية، واعتبرها حركة بعث صحية وانطلاقة روحية لمقاومة الاجتياح المادي وتهافت القيم السامية. بينما قدم الناقد عبد الفتاح صبري في ركن القراءات الأدبية دراسة نقدية في ديوان "رسم بياني لأسراب الزرافات"للشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، محاولاً البحث في بعض المستخلصات أو المشتركات الجمالية والنفسية والفكرية من خلال قصائد الديوان المذكور. ونقرأ في ركن الإبداعات الأدبية الجديدة لكل من: فاطمة المزروعي، محمد المزيني، دي موباسان بترجمة سنية سلمان، عبد الرزاق درباس، فاطمة الكواري. كما خصصت "الرافد" في تواصل مع المغرب العربي ملف عددها الجديد للروائي الجزائري الراحل الطاهر وطار، من خلال أربع دراسات نظرية وتطبيقية؛ بدأها حسين الطلبي، عن دور وطار في التأسيس للرواية العربية في الجزائر، التي كانت تعاني من سيطرة الأدب المكتوب بالفرنسية. فاستطاع وطار بروايته "اللاز" الصادرة في 1973 أن يخترق الحصار، ويمكن للعربية في الأدب الجزائري الحديث. أما محمد سيف الإسلام بوفلاقة، فقدم قراءة في كتاب "الرؤية والبنية في روايات الطاهر وطار" لإدريس بوديبة، معتبرا أن روايات الراحل كانت باستمرار مصدر افتتان وغواية في موضوعاتها بالنسبة للعديدين، الذين أعادوا صياغتها وفق منظوراتهم الفنية والفكرية المختلفة. وقدم محمد عطية مساهمة نقدية عن "أسئلة الوجود عند وطار" من خلال رواية "الشمعة والدهاليز"، التي تعتمد - في نظره – تقنية السرد بالمراوحة في استخدام الضمائر، من الداخل إلى الخارج إلى العام، الذي ربما اعتمد له صيغة الغائب. وأخيراً نقف مع عبد الفضيل ادراوي على جمالية التصوير عند وطار، في روايته "الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي"، تلك الرواية التي تمثل نموذجاً تخييلياً متميزاً بنغمته الجمالية المخصوصة. جاء كتاب الرافد (الذي يصدر مع كل عدد) بعنوان "نصوص قابلة للنسيان" للكاتب والناقد المصري عبد الفتاح صبري، يحتوي مجموعة من الإسهامات الأدبية التي تندرج في عالم "النصوص"، وتأخذنا إلى عوالم الكاتب الخيالية بين الحقيقة المرئية والمُخفاة. وقد قسمها الكاتب بعد المُفتتح إلى فضاءات أربع: جنازات الأسرار، بوح الصمت، شطحات النور والألم، ومفتتح الخيبات، إضافة إلى خاتمة "مفتتح الإغلاق".