الصفقات في العمل السياسي أمر وارد وقد يلجأ له التجمع أو الجماعة أو الحزب مراعاة للمصلحة وطبعا تكون الصفقة بين طرفين يستفاد كل طرف مما يملك على أرض الواقع بتحويله إلى مكسب أو فرصة أفضل. ولقد تعودنا من جماعة الإخوان عقد الصفقات فبداية من صفقة مع الضباط الأحرار ثم اختلاف أدى بهم إلى الصدام والمكوث في السجن لسنوات . إلى صفقة جديدة مع نظام السادات واختلاف على معاهدة كامب ديفيد واتهام للسادات بالخيانة وحبس السادات لهم في أواخر أيامه . إلى تفاهمات مع نظام مبارك جعلت جماعة الإخوان من أغنى الجماعات وأقواها في عهد مبارك . إلى تفاهمات مع العسكر اليوم منذ أيام عمر سليمان . نعود ونؤكد أن الصفقات لا بأس بها إذا عقدت لمصلحة جماعة أوحزب بشرط ألا تكون على حساب الآخرين وأن يعلم بها الأتباع لأنهم سيتحملون مغبتها كما حدث من قبل سواء في عهد جمال أو السادات أو مبارك.والصفقة قد تكتم في أول أمرها لمصلحة إتمامها إلا أنها حتما ستظهر للعيان من آثار تفعيلها . والإيفاء بالعهود شعيرة إسلامية ويحضرني قول الله تعالى ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )النحل92 . ويشترط ألا تكون الصفقة على حساب عهد آخر قد قطعه صاحب الصفقة من وعد لغيره بألا يعقد تلك الصفقة . فإذا سألنا الإخوان هل أنتم على عهد أو وعد مع العسكر ولا بأس بأن تكونوا كذلك فقد يكون ذلك أنفع لكم ولنا وللأمة فإن كان كذلك فلا بأس فلتبينوا لنا وجه المصلحة فقد نتفق معكم وإن لا فأنتم أحرار تتبنون من الصفقات ما يتناسب مع فكركم وإمكانيتكم. أما إذا كان الجواب بالقطع لا ولا نبيع ديننا بشيء من الدنيا أبدا ولا ندخل النار بمثل ذلك ولحرق في الدنيا أهون علينا من ذلك فلا بأس . ولكن لتعلموا إن اكتشف الناس كذبكم فلن يصدقوكم أبدا ولبطن الأرض خير لكم من ظهرها . ونكرر ليس العيب في عقد الصفقات إنما العيب في نقض العهود مع الناس وتكون النتيجة عدم ثقة الناس . والسؤال ما الذي يحملنا على الخوف من كذب الإخوان والإجابة أن الإخوان قد رفعوا شعار الإسلام وتشدقوا بالآيات والأحاديث الشريفة ووثق كثير من الناس فيهم من أجل رفعهم للشعارات وليس معرفتهم معرفة حقيقية كمعرفة الناس بأركان بيعتهم العشرة وأصولهم العشرين وتفعيلهم وفهمهم للشرع الحنيف . لذلك نخشى أن يتهم الإسلام كما اتهم من قبل بسبب مسلمين اتخذوا التشدد منهجا وطريقا . وتكون التهمة الجديدة أن المسلمين غششة كذابون ويصاب كل ملتزم بتهة لم يفعلها ولم يشارك فيها بل تبرأ منها .