تناولت الصحف الغربية الصادرة اليوم الأربعاء نتائج الانتخابات التشريعية فى مصر وتعزيز أمريكا لموقفها من الإسلاميين ،كما أشارت الى خلافات ايرانوالولاياتالمتحدة . توقع مواجهة بين الجيش والإسلاميين ومن جانبها ، توقعت صحيفة ''الجارديان'' البريطانية حدوث مواجهة بين الجيش والإسلاميين في مصر ،مشيرة الى أن النتائج المتوقعة للانتخابات تتراوح بين التفاؤل من عدم وصول الإسلاميين للحكم كما حدث بالجزائر بعد إلغاء الانتخابات التشريعية التي كان منتظرًا أن يفوز بها الإسلاميون، وبين باكستان التي يقود فيها البلاد حاكم إسلامي.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي مجدي عبد الهادي مقال له نشرته الصحيفة أن المجتمع المصري منقسم الآن بين فئات خائفة من فوز الاخوان المسلمين والبعض الأخر يأمل فى أن يوقف الجيش صعود ذلك التيار.
أضاف الكاتب أن هناك شي ثالث ممكن حدوثه ويتمثل في تكرار سيناريو 1954 حينما قام الجيش بإيقاف العملية السياسية .
وأوضح أن فوزالاسلاميين في الانتخابات التشريعية الحالية لم يكن مفاجئ ، حيث توقفت مصر منذ وقت قصير عن تنفس نسائم الغرب وحضارته واستبدلته برياح خماسينية تنتمي إلى الجزيرة العربية.
ولفت الكاتب الى أن جمال عبد الناصر كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ولم يكن كمال الدين أتاتورك يومًا ما، مؤكدا أن إعادة أسلمة مصر بدأت في عهده.
ودلل الكاتب على ذلك بعدة مظاهر منها إلقاء عبد الناصر لخطابه أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 من الجامع الأزهر و ليس من أي ميدان من ميادين مصر وكان الخطاب ممتلئ باستشهادات من القرآن الكريم و السنة ..
واستطرد الكاتب انه حتى بعد طرح جمال لنموذجه من "الاشتراكية العربية" استعان بمفكرين يردون الفكرة الى أصول اسلامية لتبدو ضاربة الجذور في التاريخ الاسلامي، وذلك رغم أن الاشتراكية تقوم أساسًا على مبدأ أن الدين أفيون الشعب .
كما دلل الكاتب على طرحه بأن أسلمة مصر بدأت منذ عهد ناصر بإنشاء اذاعة القرآن الكريم في عهده وتمدد الجامع الأزهر ليصبح جامعة كبيرة ومدارس ومعاهد منتشرة في كافة أنحاء الجمهورية.
ورأى الكاتب أن المستقبل ليس مظلما جدا بالنسبة لليبراليين و العلمانيين في مصر فقد استطاعوا أن يثبتوا انهم يستطيعون قلب كل الموازين علاوة على أن صفوف الاسلاميين تعاني من تمردات و انشقاقات في صفوف الشباب بصفة خاصة على القيادات المتصلبة لقادة تلك التيارات. وقال انه رغم فوز الاسلاميين في الانتخابات الحالية فإن نصف المصريين لم يدلوا بأصواتهم ولم يقولوا كلمتهم و هو ما يمثل بارقة أمل للتيارات السياسية بخلاف قوى الإسلام السياسي.
أمريكا تسعى لتعزيز علاقتها بالإخوان
في غضون ذلك ، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ان ادارة الرئيس باراك اوباما بدأت في مراجعة سياسة عدم الثقة والعداء التى استمرت عدة عقود مع جماعة "الاخوان المسلمون" بعد حصولها على أغلبية واضحة في الانتخابات البرلمانية ، مشيرة الى ان واشنطن تحاول حاليا صياغة علاقات أوثق مع الجماعة التى كان ينظر اليها في وقت من الاوقات انها تعارض المصالح الأمريكية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية الى اقتراحات الادارة بما في ذلك عقد اجتماعات رفيعة المستوى في الأسابيع الأخيرة مما يعد تحولا تاريخيا في سياسة خارجية انتهجتها الادارات الأمريكية المتعاقبة التي أيدت باستمرار الحكم الاستبدادي للرئيس السابق حسني مبارك انطلاقا من القلق بشأن الفكر الايديولوجي لجماعة "الاخوان المسلمون" والعلاقات التاريخية مع المتشددين.
واعتبرت الصحيفة ان هذا التحول يمثل اعترافا بالواقع السياسي الجديد في مصر والمنطقة ، مع وصول الجماعات الاسلامية الى السلطة ، مشيرة في الوقت ذاته الى دخول جماعة الاخوان الى المنافسة في المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات البرلمان بعد ان حصدت تقريبا نصف مقاعد البرلمان في الجولتين الأولى والثانية وبذلك أصبحت لديها الفرصة لتعزيز وتوسيع غالبيتها الواضحة ، حيث يجرى التصويت حاليا في الأماكن التي تعد من أقوى معاقل الجماعة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية ان التحولات تعكس أيضا القبول المتنامي للادارة بشأن الجماعة التي أكدت مرارا ان مشرعيها يريدون بناء ديموقراطية حديثة تحترم الحريات الشخصية وكذلك الأسواق الحرة والالتزامات الدولية بما في ذلك معاهدة السلام مع إسرائيل.
في الوقت نفسه تسعى الادارة الامريكية للحفاظ على علاقاتها العميقة مع الحكام العسكريين ، الذين نصبوا أنفسهم حراسا لطابع دولتهم العلمانية ، حيث لم تهدد الادارة صراحة بمنع المساعدة العسكرية لمصر والتي تبلغ قيمتها نحو 3ر1 مليار دولار سنويا وذلك على الرغم من القيود الجديدة في الكونجرس التي قد تجبر الادارة على تقليل المساعدات.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار مسئولي الادارة الأمريكية -رفض الافصاح عن هويته- قوله انه سيكون غير عملي تماما عدم الانخراط مع الجماعة وذلك من أجل أمن الولاياتالمتحدة ومصالحها الاقليمية في مصر.
وأشار الى انه لايوجد طريق آخر أفضل من الانخراط مع الحزب الذي فاز في الانتخابات ، مؤكدا انهم نقلوا رسالة وسطية حول الأمن الاقليمي وكذلك القضايا المحلية والاقتصادية.
من ناحية أخرى قارن السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي موقف ادارة أوباما وموقف ادارة الرئيس الأسبق رونالد ريجان ومفاوضاته مع الاتحاد السوفيتي ، مؤكدا على ان الولاياتالمتحدةالامريكية تحتاج للتعامل مع الواقع الجديد.
وأشار كيري الى ان قادة "الاخوان المسلمون" اكدوا له خلال اجتماعه مع مسئولي حزب الحرية والعدالة "الذراع السياسية للجماعة" انهم حريصون على العمل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية الأخرى ، خاصة في المجال الاقتصادي.
التحذير الإيراني للولايات المتحدة وفي شأن آخر ، ابرزت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية التحذير الايراني للولايات المتحدة بعدم عودة حاملة طائرات تابعة للبحرية الى مياه الخليج مرة اخرى تحذير مبطن بامكانية اللجوء للقوة.
تقول الصحيفة ان التحذير رفع من حدة التوتر في المنطقة ورفع اسعار النفط كما انه يشكل احدث علامة على النزاع حول مستقبل مضيق هرمز وهو احد المعابر الرئيسية للنفط المتجه الى الى اوروبا وامريكا.
وتقول الصحيفة ان السياسيين واصحاب الاعمال اصبحوا اكثر قلقا في الاونة الاخيرة بسبب تزايد حدة المواجهة بين ايرانوالولاياتالمتحدة خاصة في ظل التهديدات الايرانية باغلاق المضيق الذي يمر منه ثلث النفط العالمي.
وتضيف الصحيفة ان التهديدات الايرانية دفعت بالدول الاوروبية الى تذكير طهران بان المضيق هو ممر عالمي يجب الحفاظ عليه مفتوحا امام حركة الملاحة والتجارة.