علي الرغم من الشهرة الواسعة التي حظي بها موسيقار الأجيال الفنان محمد عبدالوهاب، علي المستوي الفني إلا أنه كان يمارس عادة جميلة في شهر رمضان، ألا وهي الأذان، حيث اعتاد أن يؤذن لصلاة الفجر في مسجد "سيد الشعراني" بحي باب الشعرية. وبالعودة تحديدا ليوم 27 من رمضان عام 1925، كان جميع الأهالي بحي باب الشعرية يصطفون أمام باب مسجد "الشعراني"، ليستمعون إلي موسيقار الأجيال، وهو يؤذن لصلاة الفجر من فوق مئذنة المسجد، وكانت تلك العادة ورثها عبد الوهاب، من والده الشيخ محمد أبو عيسي، المؤذن والقارئ في جامع سيد الشعراني. كان موسيقار الأجيال، يسكن في شارع سكة الظاهر أو "حارة برجوان" بباب الشعرية، وكانت له عادة أخرى في شهر رمضان المبارك، حيث كان يحمل عوده كل ليلة بعد الإفطار، ويذهب إلي بيت عيسوي باشا زايد، الذي كان يسكن في آخر الشارع ويقضي هناك السهرة الروحانية. يذكر أن عبدالوهاب، من موالد 13 مارس 1902، وأُلحق بكتّاب جامع سيدى الشعرانى بناء على رغبة والده الذي أراده أن يلتحق بالأزهر ليخلفه بعد ذلك في وظيفته،- مؤذن مسجد سيدي الشعراني-، وحفظ عدة أجزاء من القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق بالطرب والغناء، حيث شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازي، وعبد الحي حلمي، وصالح عبد الحي، وكان يذهب إلى الموالد والأفراح التي يغنى فيها هؤلاء الشيوخ للاستماع لهم، ولم ترض الأسرة عن هذه الأفعال، وكانت تعاقبه. نقلا عن موقع " الاخبار كلاسيك"