غزة: أقيم قداس منتصف الليل في كنيسة المهد في بيت لحم التي يعتقد أنها أقيمت في المكان الذي ولد فيه المسيح. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن حوالي 120 ألف سائح وصل الى مدينة بيت لحم، وهو عدد يزيد بمقدار 30 في المئة على عدد السياح الذين وصلوا العام الماضي.
ووصل الى بيت لحم البطريرك فؤاد طوال، بطريرك اللاتين، عبر الحاجز الإسرائيلي الذي يفصل القدس عن بيت لحم، حيث استقبل بموسيقى القرب.
وعبر البطريرك عن قلقه على أوضاع المسيحيين في الأزمات الحالية في الشرق الأوسط، ودعاهم الى دعم الحرية والديمقراطية.
وعبر في قداس منتصف الليل عن أمله في أن يعود الهدوء والمصالحة الى سوريا ومصر والعراق.
وقال البطريرك:- " رسالتنا أن يعم السلام كافة أرجاء الارض وتحديدا مدينة السيد المسيح مدينة السلام رغم الجدران والاستيطان سوف نفرح بالعيد". وقالت سائحة أمريكية تدعى إرما غولدسميث لوكالة أسوشييتد برس "أشاهد القداس كل سنة على شاشة التلفزيون، لكن وجودي هنا شخصيا حيث ولد منقذنا لهو شيء رائع". وقد حضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحتفالات، وقال في كلمة ألقاها " إننا نؤمن بالسلام ونعمل من أجل تحقيقه ولن نحيد عن طريق السلام، لأنه مصلحة حيوية بالنسبة للشعب الفلسطيني والأمة العربية والعالم وكذلك لشعب اسرائيل".
وأضاف عباس" للطوائف المسيحية التي تسير وفق التقويم الغربي، في مدينة بيت لحم، ليلة السبت/الأحد، أرجو أن يفهم الحكام الإسرائيليون بأن السلام مصلحة حقيقية لهم وأن لا يضعوا العراقيل أمام تحقيق السلام".
وهنأ عباس الطوائف المسيحية بعيد الميلاد المجيد، وقال: "أهنئكم جميعا ونفسي بالميلاد المجيد وأن يعيده الله علينا وعلى كل المسيحيين في العالم بعام أفضل تملؤه المحبة والسلام والاستقرار على الشعب الفلسطيني وأن يكون العام القادم عام تحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية المقدسة"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتابع قائلا، نحن رفعنا العلم الفلسطيني في اليونسكو ونبذل جهدا خارقا لرفع العلم الفلسطيني في الأممالمتحدة، حاولنا المرة الماضية وسنحاول مجددا لرفع علم دولة فلسطين في الأممالمتحدة، لكن ليثق الإسرائيليون أنه مجرد أن نرفع العلم وحتى قبله، فنحن مستعدون للدخول في المفاوضات معهم.
وأكد عباس على أن الذهاب للأمم المتحدة ليس بديلا عن المفاوضات، "ليس مجرد أن نذهب للأمم المتحدة فيقول الطرف الإسرائيلي إننا خرجنا عن خط السلام"، نحن نريد السلام، وعندما نذهب للأمم المتحدة نحن نريد أن نشتكي كي نصل إلى حل ينفعنا وينفعهم، أما ما يقومون به هذه الأيام خاصة المستوطنون، هو أمر لا يمكن أن يحتمل وهو عمل غير أخلاقي، عندما يحرقون الشجر ويضربون البشر ويحرقون المساجد التي وصل عددها إلى خمسة، اعتقد أن هذا لا يمكن أن يعتبر عملا أخلاقيا.
ومضى إلى القول، "نحن أصحاب الديانات الثلاث على هذه الأرض المقدسة نتعايش منذ آلاف السنين، لماذا اليوم تحرق المساجد؟ نحن نقول إن المسجد والكنيسة والكنيس يتعانقون مع بعضهم البعض في هذه الأرض المقدسة، لا أحد ينكر حق أحد، نريد أن نعيش معهم بأمن وسلام ونريد أن نبني دولتنا إلى جانب دولتهم، نحن مؤمنون بحل الدولتين؛ دولة إسرائيل الموجودة ودولة فلسطين التي تنتظر الوجود لتعيشا جنبا إلى جنب بأمن واستقرار، آمل أن يعودوا إلى رشدهم وأن يفهموا أننا طلاب سلام ولسنا طلاب حرب وإرهاب، نحن نريد أن نعيش معهم، ولكن إذا لم يريدوا ذلك فالأمر يعود لهم، وإذا أرادوا أن يتعنتوا في مواقفهم فالخاسر هم ونحن أيضا، ولا نريد أن نخسر هذه المعركة لنصل إلى السلام العادل والشامل".
وختم عباس كلمته بالقول: "نرجو الله أن يعيده على الجميع خاصة أشقاءنا المسيحيين بالسلام والمحبة وأن يعيده على أرض السلام ومهد سيدنا المسيح هنا في بيت لحم وهناك في القدس، لأنه من هنا انطلق السلام وانتشر ليعم العالم".
وكان آلاف الفلسطينيين قد توافدوا إلى المدينة للمشاركة في الاحتفالات، وتسنى لأكثر من خمسمائة من مسيحي قطاع غزة المشاركة في احتفالات اعياد الميلاد بعد حصولهم على تصاريح اسرائيلية لمغادرة قطاع غزة باتجاه الضفة الغربية. ورغم سيطرة الجانب الفلسطيني على نحو ثلاثة عشر في المائة فقط من أراضي بيت لحم الاجمالية سادت مظاهر الأعياد في شوارع المدينة والتي انتشرت فيها ألاف العناصر التابعة للاجهزة الامنية الفلسطينية والتي عملت منذ أيام على تنظيم الحركة في شوارع المدينة في موسم اعياد الميلاد.