صدر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان كتاب " الحق فى الحياة" للكاتب الإيرانى عماد باغى لمناهضة إعدام الأطفال , حيث استطاعت الحركة الدولية لإلغاء عقوبة الإعدام في العالم ، تحقيق زخم هائل خلال السنوات الأخيرة, بحيث باتت كل البلدان "تقريبا" ملتزمة باتخاذ خطوات لإنهاء هذه الممارسة غير الإنسانية, داعين لتأجيل تطبيقها من خلال تبني قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 10678، الذي تمت الموافقة عليه في 18 ديسمبر 2007 . وقد أصبح إعدام الأطفال، والأشخاص المتهمين بجرائم ارتكبوها في مرحلة عمرية قبل الثامنة عشرة من أعمارهم أمر مخالف للقانون الدولي.
ومنذ يناير 2005 قامت 5دول فقط بإعدام أطفال، وتلك الدول هي إيران والمملكة العربية السعودية والسودان وباكستان واليمن. وكل البلدان الخمسة تبني قوانينها على تفسيرات الشريعة الإسلامية. عماد باغي الإيراني المدافع عن حقوق الإنسان، قدم في الجزء الأول من كتابه "الحق في الحياة" مناقشة شاملة من منطلق الشريعة الإسلامية وأكد أن إلغاء عقوبة الإعدام في الدول الإسلامية ممكن شرعا، خاصة وأن كلا من آيات القرآن والقوانين الشرعية لا تضع عقبات أمام هذا الهدف. والكتاب الحالي هو الجزء الثاني من كتاب باغي "الحق في الحياة" ويركز على إلغاء إعدام الأطفال. ويتوسع في المناقشات السابقة التي تؤكد إمكانية إلغاء إعدام القصر في ظل القوانين الإسلامية، ومعتمدا في حججه على القوانين الإسلامية والتفسيرات التي تثبت أن الدول الإسلامية بمقدورها إلغاء إعدام الأطفال والقصر.
وبفضل إصرار باغي وعزيمته القوية بالإضافة إلى غيره من المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان، بما فيهم شيرين العبادي التي حازت على جائزة نوبل للسلام عام 2003، أصبح هناك الآن حركة مدنية قوية في إيران تطالب بإلغاء تطبيق عقوبة الإعدام على القصر، وتضم تلك الحركة علماء ورجال دين. ومن بين الآمال أن يؤدي بحث باغي وتحليله المقدم في هذا الكتاب والمنطلق من عادات وتفسيرات إسلامية، إلى إلغاء إعدام القصر في إيران وباقي الدول الإسلامية منهيا بذلك هذه القسوة والعنف ضد الأطفال، وواضعا حدا لهذه الممارسات غير السوية لبلدان تنتهك المنع الصارم لإعدام القصر.