كابول : تعهد حلف شمال الأطلسي(الناتو) بإجراء تحقيق كامل في ملابسات الغارة على إقليم قندز شمالي أفغانستان والتي أسفرت عن مقتل تسعين شخصا على الأقل بينهم مدنيون. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بيان للناتو: "الغارة أسفرت عن مقتل عناصر من طالبان ، فضلا عن خسائر في صفوف المدنيين" ، معربًا عن الأسف لما أسماه بالخسائر غير الضرورية في الأرواح البشرية. ومن جانبه ، قال أمين عام حلف الأطلسي أندرز فوج أندرسون، بأن قائد قوات الحلف في أفغانستان، الجنرال ستانلي مكريستال، تحدث إلى الرئيس حامد كرزاي عن الغارة ووعده بالتحقيق في ملابساتها. وقال الرئيس الأفغانى حامد كرزاى إن إستهداف المدنيين أمر غير مقبول ولايجب أن يحدث خلال العمليات العسكرية. ومن ناحيتها ، أعربت الولاياتالمتحدة على لسان الناطق باسم البيت الأبيض روبرت جيبس عن القلق الشديد إزاء الغارة ، قائلا: "الحادث سيخضع للتحقيق ولقد عبرنا في السابق ونواصل التعبير عن قلقنا الشديد في كل مرة تسجل فيها خسائر بشرية في نزاع مثل هذا لا سيما خسائر مدنية في الأرواح". وأكد ناطق امريكي آخر هو جيف موريل أن الأوامر الجديدة التي اصدرها قائد قوات الحلف في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بالحد من الغارات الجوية لاتعني عدم سقوط ضحايا مدنيين في المستقبل أو "إقناع الافغان باننا فوق أي انتقاد". من جهة أخرى طلبت فرنسا الكشف الكامل لملابسات الغارة التي شنها قوات الناتو، وأكدت تأييدها لطلب الأمين العام للحلف الأطلسي وبعثة الاممالمتحدة في افغانستان فتح تحقيق بالأمر. واضاف بيان الخارجية الفرنسية أن "المجتمع الدولي والحلف الاطلسي موجودان في أفغانستان لمساعدة الأفغان وحمايتهم. ووسط بيئة صعبة, تتحرك القوات الدولية بحيث تتجنب الى اقصى الحدود الخسائر في الارواح". في المقابل ، دعت الأممالمتحدة لإجراء تحقيق في الضربات الجوية التي قام بها الناتو . وقال نائب رئيس بعثة الأممالمتحدة بيتر جالبريث إنه يشعر بالقلق الشديد من تقارير الضحايا المدنيين في مقاطعة كوندوز.. مؤكداً على ضرورة اتخاذ إجراءات لبحث ما حدث وسبب استخدام ضربة جوية في ظروف تجعل من الصعب التأكد من عدم وجود مدنيين. وكان غلام محيي الدين قائد الشرطة في أفغانستان قد أكد أن الغارة حدثت منتصف ليل الخميس الجمعة بالقرب من قرية عمر خيل على الحدود مع طاجكستان واستهدفت شاحنتين للنفط تم اختطافهما وهما في طريقهما لتسليم شحنة من الوقود إلى قوات الناتو. وأفاد شهود عيان أن مئات القرويين ومن بينهم اطفال تجمعوا للتزود بالوقود, حيث دعاهم عناصر طالبان الى ذلك بعد ان عجزوا عن اخراج إحدى الشاحنتين من نهر آنجور باج بعد أن علقوا فيه. وقالت الأنباء إنه في اللحظة التي تجمع فيها القرويون للتزود بالوقود وقعت الغارة مما أدى لتناثر أشلاء الجثث واحتراق معظم الضحايا. وكان الجيش الالماني الذي يقود العمليات العسكرية للحلف في قندز قد أعلن أن القصف أدى إلى مقتل 56 جميعهم من المسلحين، ثم أعلن متحدث باسم الجيش في برلين ان الجيش غير واثق من ذلك "100%", ما حدا بالأممالمتحدة والحلف الاطلسي والحكومة الافغانية الى الاعلان عن فتح تحقيقات.