توفي ظهر أمس الجمعة الرئيس الموريتاني الأسبق أعلى ولد محمد فال متأثرا بأزمة قلبية مفاجئة، بينما كان يسير بوادي ولاية تيرس الزمور شمال البلاد. وقالت وكالة الانباء الموريتانية إن الرئيس الأسبق توفي فجأة بينما كان يمارس، وبشكل اعتيادي، رياضة العدو بمحيط إقامته السكنية حيث كان يوجد رفقة أفراد عائلته على بعد حدود 100 كلم من مدينة الزويرات. وقد ودع آلاف الموريتانيين مساء نفس اليوم، الرئيس الأسبق العقيد ولد محمد فال، حيث أدوا صلاة الجنازة عليه في جامع ابن عباس وسط نواكشوط. وأم المصلين إمام الجامع الكبير الشيخ أحمد ولد المرابط، بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وأعضاء حكومته، وقائد أركان الجيش، وعدد من القادة العسكريين والأمنيين. واكتظت ساحة المسجد بالمصلين الذي انتظروا ساعات طويلة في محيط منزل ولد محمد فال، وداخل ساحة المسجد من أجل أداء الصلاة عليه. ووصل جثمان الراحل في حدود8:30 إلى مطار نواكشوط، ونقل منه إلى المستشفى العسكري حيث أخضع لمعاينة من قبل أطباء هناك، قبل أن يغسل في منزله لينقل إلى جامع ابن عباس وقد أعلنت الرئاسة الموريتانية في مرسوم صادر عنها الحداد ثلاثة أيام. حياته وهو عقيد سابق بالجيش الموريتاني، من بين أشهر السياسيين والعسكريين الموريتانيين؛ فقد شارك في قيادة حرب الصحراء أواخر السبعينات، كما كان الرئيسَ الموريتاني الوحيدَ منذ استقلال بلاده الذي تنحى عن السلطة دون انقلاب عسكري. وقاد ولد محمد فال المولود عام 1950، انقلابا عسكريا على الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع في الثالث من أغسطس 2005، وتولى رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى 19 إبريل 2007 حيث تنحى عن السلطة بعد الانتخابات التي فاز بها الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. وعاد ولد محمد فال إلى المشهد السياسي بعد الانقلاب على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في السادس من أغسطس 2008، حيث ترشح للرئاسة في 2009، كما انضم إلى القوى المعارضة لنظام ولد عبد العزيز. هو الرجل العسكري الوحيد الذي يعتبر نقطةً بيضاء نشازاً، وسط واقع موريتاني مليء بالانقلابات فقد قام بانقلاب عسكري يوصف بالانتحاري بامتياز على الرئيس الموريتاني الأسبق "معاوية ولد سيدي أحمد الطايع"، الذي جثم على جثمان البلاد لعقود طويلة من الزمن فأطاح به في عام 2005. وتعهد محمد فال بأن يحكم البلاد لفترة انتقالية لا تزيد على عامين، يهيئ فيها البلاد لإجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة بمراقبة دولية وعربية واسلامية . وصدق الرجل وعده في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخنا العربي المعاصر بل وربما الأخيرة، ولم يترشح للانتخابات الرئاسية التي أقامها على أعلى مستوى من الشفافية والنزاهة، بعد أن غامر بحياته وكل ما يملك في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق، واعتزل الحياة السياسية بل والحياة العامة تماماً وإلى الأبد في خطوة ملائكية لم تبلغها العقول بعد. وفاز بالانتخابات الرئاسية أحد الشخصيات المدنية الناشطة فيما كان أشبه بالحلم الجميل في دولة من دول العالم الثالث، ولم يكن ليصدقه أحد حتى بعد أن أصبح حقيقة. محطات في عام 1979 عين قائدا لفرقة الثكنة العامة بأركان الجيش الموريتاني واستمر في هذا المنصب حتى 1981، ثم عُيّن قائدا للمنطقة العسكرية السابعة بمدينة روصو في الجنوب (1982- 1983)، وقائدا للمنطقة العسكرية السادسة قرب مدينة نواكشوط (1983- 1985)، وهو الموقع الذي خول له مشاركة نسبية في الانقلاب الذي قاده ولد الطايع على الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة. وفي عام 1984 ظهر اسم الرئيس الراحل أعلى ولد محمد فال بين أسماء الضباط العسكريين، الذين شاركوا في الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد خونه ولد هيداله. وفي عام 1985 تولى العقيد ولد محمد فال إدارة جهاز الأمن لمدة 20 سنة، وكان من أهم المساعدين والمقربين من الرئيس السابق معاوية ولد الطايع. وفي عام 2005 تولى ولد محمد فال رئاسة موريتانيا في الثالث من أغسطس بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام العقيد معاوية ولد الطايع من طرف (المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية ). وفي عام 2009 شارك الرئيس الراحل ولد محمد فال في الانتخابات الرئاسية والتحق بركب المعارضين لنظام الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، وكان ضمن أهم القادة السياسيين المناهضين للنظام بتنسيق مع المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة. وفارق ولد محمد الحياة في الظل كما شاء أن يعيش في الظل.