واشنطن: أشار التقرير التفصيلي عن أمن الإنترنت الصادر عن شركة "مايكروسوفت" الأمريكية لبرامج ونظم تشغيل أجهزة الكمبيوتر، أن ما نسبته 9.14 ب الألف من أجهزة الحاسوب في المملكة العربية السعودية تعرضت لخطر البرمجيات المدمرة في الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة ب 8.9 بالألف للمعدل العالمي من الفترة نفسها. ومن جهة أخرى، يشير نفس التقرير إلى أن المواقع الإلكترونية في المملكة والتي تحتوي على فيروسات وبرمجيات مدمرة تُشكل ما نسبته 75.0 بالألف من المواقع الموجودة في المملكة، مقارنة بالمعدل العالمي الذي يبلغ 02.2 بالألف. وكانت "مايكروسوفت" قد أجرت استبيان في عدد من الدول شارك فيه الآباء والأمهات والمعلمين وعدد من البالغين لاستخلاص نتائج واقعية فيما يتعلق بسلامة وأمن الانترنت. وقد تم تضمين هذه النتائج في مؤشر مايكروسوفت للسلامة الحاسوبية الذي يهدف إلى التحديد الكمي لتصورات المستهلك المتعلقة بالسلامة والأمن والخصوصية في الأنترنت وإلى بناء مقياس مرجعي يسهل تتبعه مع مرور الوقت، وقد أظهرت النتائج أن وعي المستخدمين لشتى الأخطار في مجال أمن وسلامة الأنترنت تبلغ نسبة منخفضة نوعاً ما، حيث أن النطاق الواسع من المستخدمين لديهم فقط إلمام بالأساسيات ولكنهم أبدوا استعدادهم لتلقي الإرشادات التثقيفية المناسبة التي تمكنهم من حماية أنفسهم أو حماية أبنائهم من خطر البرمجيات المدمرة والفيروسات وشتى أنواع القرصنة، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وبناء على هذا التقرير بالإضافة إلى التقارير الأخرى والإحصائيات التي تُعني بسلامة وأمن تقنية المعلومات بشكل عام والانترنت بشكل خاص، قامت شركة مايكروسوفت في السعودية وبالشراكة مع الإدارة العامة لتقنية المعلومات في وزارة التربية والتعليم المركز الوطني الإرشادي لأمن المعلومات بهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ومركز التميز لأمن المعلومات بجامعة الملك سعود. إضافة إلى مجموعة من الشركات الرائدة ومؤسسات المجتمع المدني في المملكة بتنظيم ورشة عمل تحت عنوان "أمن وسلامة الانترنت" لمناقشة المخاطر التي يتعرض لها أفراد المجتمع السعودي - وخصوصاً فئة المراهقين والشباب - والمؤسسات الحكومية والخاصة جراء الاختراقات والبرمجيات المدمرة التي تتعرض لها بيانتهم وملفاتهم الشخصية والخاصة. وناقش المجتمعون كيفية وسبل نشر الوعي حول أمن وسلامة الانترنت والتركيز على كيفية الاستخدام الآمن للإنترنت لما لهذا الموضوع الحساس أهمية قصوى، حيث أنه يستهدف شريحة واسعة جداً من المستخدمين أفراداً ومؤسسات. وتم الاتفاق على ضرورة العمل الجدي والفعّال من قبل جميع المعنيين من جهات حكومية ومؤسسات خاصة وبالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني لاطلاق حملات تثقيفية متنوعة من أجل رفع درجة الوعي لدى جميع المستخدمين لتحصين تعاملاتهم وبياناتهم من أي خطر أو اعتداء أو اختراق.
وقد أظهرت هذه الفعالية والمناقشات التي دارت، مدى وعي جميع القائمين على صناعة أو إدارة تقنية المعلومات في المملكة على ضرورة تنفيذ الخطط الرامية إلى صيانة وحماية أمن وسلامة الانترنت في المجتمع لمواكبة الخطة الوطنية لتحويل المجتمع والاقتصاد السعودي إلى مجتمع واقتصاد معلوماتي ورقمي متطور. وتعود أهمية هذه المبادرة لكونها الأولى من نوعها التي تقوم بها جهة محايدة تجمع فيها غالبية القائمين على صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات من مؤسسات حكومية وخاصة بالمملكة، حيث تتيح تواصل المعنيين بهذا الموضوع الهام الذي يصب في مصلحة التنمية الاقتصادية والبشرية. مما يظهر أهمية وفعالية الخطة الوطنية وخطوات الحماية التي تعتمدها الجهات المسؤولة في المملكة والتي أدت إلى هذه النتيجة الإيجابية مقارنة ببعض الدول الرائدة في مجال تقنية المعلومات. وعلى هامش هذه الورشة، عبر الدكتور ممدوح نجار، نائب المدير العام للمسؤولية الإجتماعية لدى مايكروسوفت عن فخره بتبني مايكروسوفت لمثل هذه المبادرات والقضايا العالمية التي من شأنها المساهمة في دفع عجلة التطور وزيادة نسب الوعي بقضايا السلامة على الانترنت لاسيما وأنها تتصدر قائمة القضايا العالمية الأكثر خطورة والتي تهدد أمن وسلامة الإنترنت في العالم.