جاء إعلان وفاة رئيس جمهورية التشيك السابق فاستلاف هافل عن عمر يناهز 75 عاما الأحد الماضي أثناء نومه جراء مضاعفات المرض لتضع نهاية لحياة حافلة لمهندس الثورة البيضاء فى تشيكوسلوفاكيا . ربيع براغ
لم تكن السجون إلا مصنعا لإعداد الرجال وملهمة الفكر ومهندسا لمستقبل الأحرار ، لم تكن مجرد رواية بين دفتى كتاب مجلد إنما كانت ثورة تتحرك فى الفهم والفكر إنها "ربيع براغ " ، تلك الرواية التى ساهمت فى الانفصال وتقرير المصير وصنعت بيد مؤلفها الزعيم الأسطورة فاتسلاف هافل الذى خرج بتشيكوسلوفاكيا إلى الانفصال تشيك وسلوفاك .
"ربيع براغ" إنها رواية الثورة البيضاء التى لم ترق فيها قطرة دماء واحدة فبعد ان شاهدها ثلاثون ألفا على مسرح العاصمة توجهوا جميعا الى النقطة الفاصلة بين الحدود ، وما مر الصباح حتى قاد هافل بلاده الى الانفصال ليتولى هو رئاسة التشيك ويصبح بذلك رجل الفكر والأدب رئيسا للدولة ، وأصبح هافل ضامنا للانتقال السلمي الى الديمقراطية ومكن دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة من ان يكون لها دورا على الساحة الدولية يفوق وزنها بكثير.
وكان شعار هافل الذي يتذكره التشيكيون منذ أيام الثورة المخملية هو ان "الحقيقة والحب سيتغلبان على الأكاذيب والكراهية."
تاريخ حافل ولد هافل عام 1936 لأب ثري كان يعمل مقاول بناء ولم يتمكن من الحصول على قسط وافر من التعليم بعدما انتزع الشيوعيون السلطة عام 1948 وجردوا اسرته من ثروتها. حيث اعتق وظل الطموح والأمل يراوده لتحقيق حلمه الكبير وبعد ذلك أصبح صريع المرض والذي اثر على حالته من السرطان الرئوى ومرضه بانفجار الأمعاء هذا بجانب شربه السيجار بكثرة جعل صحته دائما معتلة ومتأخرة. أصبح هافل في يناير 1977 أول متحدث باسم مجموعة منشقي ميثاق 77 التي كانت تنتقد مسؤولي الحزب الشيوعي بشدة. وفي أكتوبر من نفس العام نشر واحدا من أهم أعماله "قوة من لا سلطة لهم"، وهو عبارة عن تحليل للكيفية التي يتمسك بها النظام الشمولي بالسلطة بواسطة أفراد فاسدين أخلاقيا. حُكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف السنة في أكتوبر 1979 بتهمة التمرد على الدولة. وأفرج عنه في فبراير 1983 وسط ضغوط دبلوماسية خارجية قوية إثر إصابته بالالتهاب الرئوي. في يناير 1989 سُجن هافل مرة أخرى لمدة تسعة أشهر عقب اجتماعه بمنشقين والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران قبل عدة أسابيع من زيارة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران لبراغ آنذاك وأفرج عنه في مايو قبل إكمال فترة حبسه إثر احتجاجات من داخل تشيكوسلوفاكيا ومن خارجها. في ديسمبر 1989 اختير هافل رئيسا لتشيكوسلوفاكيا عقب سقوط النظام الشيوعي وقضى اغلب فترة رئاسته في الصراع من اجل روح الاصلاحات الديمقراطية ضد الخبير الاقتصادي اليميني فاتسلاف كلاوس الذي خلفه في الرئاسة عام 2003 .