تحدثت الشاعرة الرومانية البلجيكية "سيسيليا بورتيكا" عن العلاقات الثقافية و التاريخية التي جمعت بين مصر و رومانيا ، و ذلك خلال احتفال الطرفين بمرور مائة عام على علاقتهما الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة مساء أمس . و أشارت سيسيليا إلى أنها ألقت محاضرة العام الماضى بجامعة القاهرة بعنوان " النيل بين الرومانسية و الرمزية " مزيحة الستار عن عشر حقب من الاتصالات بين البلدين حتى العصر الرومانسي . بداية من العصر اليونانى – الرومانى من خلال كتابات المؤرخين : هيرودوت ، و ديودرو دى سيسيل ، و سترابون ، و مرحلة الكتاب المقدس و ترجماته و تأويلاته التى سوف تحمل معلومات عن مصر و الاكتشافات التي تمت حوالى عام 1450 قبل ميلاد المسيح ، و حقبة الحروب الصليبية التى سوف تقدم بشكل مباشر أصداء مصرية حول الدين الإسلامي ، و عاداته في الفترة ما بين عام 1095 و عام 1291 . وحقبة أرخت لها بإنشاء مدرسة الكولاج دى فرانس لأول قسم علمى متخصص في البحاث حول العالم العربي عام 1539 ، وحقبة الإمبراطورية العثمانية التى امتدت في الفترة ما بين عام 1299 و عام 1923 ، و حقبة الماسونية في أوروبا عام 1767 في برلين ، و عام 1770 في فرنسا ، وحملة نابليون بونابرت على مصر من 1798 حتى 1801 ، و اختراع فن التصوير الفوتوغرافي عام 1839 ، و الرحلات الكبرى لتوماس كوك 1869 و التي افتتحها بالرحلة النيلية الأولى على ظهر سفينة بخارية ، بخلاف العلاقات التي تكونت من خلال الهجرة و العبودية و الزواج المختلط بين المجتمعات . و صحبتنا سيسيليا في رحلة من النيل إلى الدانوب "ثقافتان ألفيتان" متحدثة عن الالتقاء التاريخى بين شعبينا عبر التاريخ ، مشيرة إلى أن الشعبان المصرى و الرومانى ينحدران كلاهما من حضارتين عريقتين ، متحدثة عن حضارة "الكيوكوتينى" القديمة لرومانيا ، و التي صنفت بجانب الحضارات الخمسة الكبرى : حضارة بلاد ما وراء النهرين ،والحضارة المصرية ، و حضارة وادى السند و حضارة شانج و حضارة الأنديز . و أكدت الشاعرة إن الشعب المصرى و كذلك الشعب الرومانى هما نتاج أصيل و مدهش للعديد من التأثيرات التاريخية و الدينية و الثقافية . و عددت المظاهر المشتركة بينهما منها : التأثير اليونانى الرومانى – المسيحية – الإمبراطورية العثمانية ، حب اللغة و الثقافة الفرنسية ، حتى إن بينهم بعض مظاهر الفلسفة الحياتية المشتركة التي تنعكس في بعض التعبيرات السائدة في اللغتين مثل عبارة "إن شاء الله " و يقابلها في الرومانية : Sa deaDommul . و إن ثقافتينا لم تعرفا تطورا خطيا لتيارات الباروك و الكلاسيكية و الرومانسية والواقعية ، و لكنهما مزجتا كل هذه التيارات خلال الإبداعات المتأخرة في دولنا الحديثة 1859 في رومانيا ، و 1922 في مصر ، و هذا يعنى أن ثقافتينا الحديثتين شابتان و لكنهما غنيتان و مهمتان ، و لم تعرفا الجمود الثقافي الذي عرفته أوروبا الشرقية منذ سبعينات القرن الماضى . و تابعت أن تبادلاتنا الثقافية بدأت منذ القرن العشرين ، ضاربة مثال ب "إريك دى نيمى" الذي قام بدور فعال في التيار السيريالى المصرى الناطق بالفرنسية ، كما نجد تأثير "يونيسكو" في مسرح العبث عند صلاح عبد الصبور ، و في المقابل كانت أسطورة رمسيس الثانى موضوعا رمزيا مهما للكاتب الرومانى "ألكسندر ماسدونسكى" في عمله "عيد بنتاؤر" . و ختمت بقولها أن شعبينا يمتلكان نمطا من التماثل في رؤية الحياة ، قائلة : تحيا رومانيا ، تحيا مصر ، تحيا علاقات الصداقة الثقافية بين الشعوب .