بات في حكم المؤكد أن التيار الديني أو أن شئت الدقة التيار الإسلامي السياسي قريبا من أو على بعد خطوات من السيطرة على غالبية المقاعد في مجلس الشعب القادم ومن ثم سيكون لهم السيطرة الفعلية على معظم القرارات التي ستشكل خريطة مصر في المرحلة القادمة. وبدأ هذا الأمر يخلق هاجسا لدى شريحة كبيرة من الأقباط في مصر حول مستقبلهم السياسي وكيف سيتعاملون مع المعطيات الجديدة ؟ وهل صحيح يفكر البعض في الهجرة خارج البلاد ؟ وأسئلة كثيرة تتردد.
محيط : شبكة الإعلام العربية رصدت ما يدور في الوسط القبطي في هذا الشأن والتقت شريحة منهم للتعرف على ما يدور في ذهنهم حول مستقبل مصر في المرحلة القادمة.
في البداية أشار القس رفعت فكرى سعيد راعى الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا وسكرتير الطائفة الإنجيلية بالقاهرة إلى أن ما يقال عن هاجس الخوف بين الأقباط غير صحيح لأنهم دائما وأبدا يدركون أن حمايتهم تأتى من رب السماء وليس من بشر على الأرض وأن علاقتهم بأخوتهم من المصريين المسلمين لها جذور وهى علاقة أزلية ولن يعكر صفوها قلة تنحرف بأفكارها بعيدا عن وحدتنا الوطنية وهى مسألة منتهية تماما والانتخابات الحالية مرحلية وأن لم تأت بالخير لكل المصريين سوف يرفضها الجميع وليس الأقباط فقط.
بينما أكد المهندس هاني ميلاد حنا أن النتيجة المعلنة بالنسبة للانتخابات غير منطقية لأن الأخوان لا يمكن أن يصلوا لهذا الحجم في المجتمع المصرى وغير معقول ولا يقبله أي فاهم في السياسة أن يصبح أي تنظيم يصل أو يتصور انه يصل إلى هذا الرقم كلام غير مقبول وليس واقعيا ويمكن القول أن هناك تزوير حدث بالفعل لكن كيف حدث ذلك؟ ليس هذا شغلنا المفترض أن هناك جهات معنية لقطع الشك باليقين.
بينما أشار زين فكرى أحد قيادات الحزب الدستوري الحر ونائب رئيس جمعية الشبان المسيحية وأحد المرشحين لعضوية مجلس الشعب بأن ما يحدث لا يصدقه عقل ولم يكن أكثر المتشائمين يتصور أن التيار الإسلامي يمكن أن يحصل على هذا العدد من المقاعد في مجلس الشعب وهو شيء مفزع ليس بالنسبة للأقباط فقط ولكن لكافة التيارات التي تؤمن بالدولة العلمانية وفصل السياسة عن الدين جملة وتفصيلا.
أما الدكتور مدحت مراد المحامى بالنقض والمتخصص في شئون حقوق الإنسان فهو يريد أن الأمر قد يبدو مختلفا وقد يصبح المتعصب اليوم من الناحية الدينية قد يصير رجلا يقبل الجميع ويتعاون مع الجميع هكذا علمتنا السياسة ومن ثم فأنه لن يكون مفاجأة لي عندما يتحالف القبطي في المستقبل مع المسلم السلفي طالما أن هناك مصلحة سياسية مشتركه ولعل وجود بعض الأقباط في حزب الحرية والعدالة أبسط دليل على ما أقول ويضيف د. مدحت مراد قائلا أحيانا كثيرا تفك السياسة بعض العلاقات المعقدة عندما تتفق المصالح لأن السياسة متغيرة.
أما الدين فهو ثابت فالمتعصب يحتاج إلى وقت كبير حتى يمكنه أدراك الآخر ومن ثم فان الأقباط في مصر قد يكونوا لديهم عذرا فيما يفكروا فيه وفى حالة الفزع من قبل البعض لكن يصبح الأمر مبالغ فيه عندما يتحول إلى خوف من شيء غير موجود بالمرة.
ويضيف د. مراد غير قائلا : ولا يوجد ما يسمى بحالة فزع بين غالبية الأقباط بل أن الأقباط يدركون أن مصر تمر بمرحلة انتقالية ولابد وأن يكونوا مشاركين في تلك المرحلة ويصبح غبيا من يتعامل في مع المرحلة القادمة على أساس طائفي.
في نفس الوقت يشعر الدكتور رمسيس المصور السينمائي العالمي بشيء من الإحباط وأن كان يؤكد على أن حالة الفزع والإحباط تسيطر على كافة المثقفين وليس الأقباط وحدهم ممن يحدث في مصر لأن النتائج النهائية للانتخابات لا تطمئن النخبة المثقفة وأصبح الأمر لا يدعو للتفاؤل ومن ثم كيف لا ينزع الأقباط في الوقت الذي ينزعج فيه المسلمين المعتدلين من نتائج الانتخابات.
أما شريف رشدي المحرصاوى رجل الأعمال وأحد الأقباط البارزين في الصعيد فأنه يرى أن ما يحدث للأقباط في تلك الانتخابات بسبب تمزقهم وعدم تكتلهم في جبهة واحدة ومنها إن مستقبلهم السياسي قاتم لأن تشتيتهم بين أكثر من حزب جعل أصواتهم تتفتت ولم تظهر قوتهم بعد.
أما الكلام عن هجرة بعض فهو مرفوض تماما وهناك ناس بكل أسف في الأقباط تكرس هذه المفاهيم وهو خطأ يقع فيه بعض المثقفين من المصريين وهى كلها هواجس لا وجود لها.