قُتل صباح اليوم أكثر من 100 شخص على الأقل وأُصيب عشرات آخرون في هجوم شنته قوات الأسد السورية بأسلحة كيميائية على بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، بحسب نشطاء. الضربات التي شنتها الطائرات الحربية من نوع السوخوي 22 بالتعاون مع روسيا تسببت في اختناق العشرات بالغاز السام، ونشرت "لجان التنسيق" المعارضة صورا لأشخاص، قالت إنهم قتلوا بسبب الاختناق. ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم عن مصادر طبية في خان شيخون إفادتها بأن من بين الأعراض التي ظهرت على المصابين في هجوم صباح الثلاثاء، الإغماء، والتقيؤ، ورغوة في الفم ومعظم المصابين من المدنيين، ومن بينهم تسعة أطفال على الأقل، بحسب ما ذكره المرصد. ونشر مركز إدلب الإعلامي الموالي للمعارضة، عددا كبيرا من الصور لأشخاص يتلقون العلاج، وصورا تظهر ما يبدو أنه جثث سبعة أطفال على الأقل في مؤخرة إحدى الشاحنات الصغيرة. ويُسيطر على معظم محافظة إدلب، حيث شنت الغارات الجوية، تحالف من فصائل المعارضة، وجماعة موالية لتنظيم القاعدة، تعرف باسم حياة تحرير الشام. وتستهدف الطائرات السورية والروسية تلك المنطقة بغاراتها الجوية بانتظام، وكذلك التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة والذي يقاتل تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية داعش. ويُذكر أن مدينة خان شيخون مدينة سورية تبعد مسافة 35كم عن مدينة حماة و 100كم عن مدينة حلب و 70كم عن مدينة إدلب, وهي تابعة إدارياً لمحافظة إدلب وتقع خان شيخون على الطريق الدولي بين حلب ودمشق في موقع استراتيجي بمسافات قريبة من أهم المواقع في سورية. ويتجاوز عدد سكان المدينة 100 ألف نسمة، تتميز بنظام العائلات مثل عائلة آل النجم وآل ديوب آل وحلاوة وعابد و بسيريني والقطيني والمواس واليوسف والسرماني والخطاب. وتُعتبر رياضة الكرة الطائرة اللعبة الأكثر شعبية بالمدينة وقد حقق نادي خان شيخون مراكز ممتازة وهو بدوري الدرجة الأولى الممتاز وصنف عام 2007 بالمركز الثالث في سوريا، كما يتواجد فيها نادي كرة قدم درجه ثالثة. ويعتمد سكان خان شيخون على التجارة والزراعة في معيشتهم حيث أنها تمتاز بتجارة السيارات والحبوب وزراعة الزيتون و الفتسق الحلبي والقمح و البطاطا و الشوندر. وقدمت المدينة على مر الأيام شخصيات مهمة على الساحات العلمية - الإدارية - العسكرية- قدموا لوطنهم ولمدينتهم خدمات وتضحيات جليلة. وتشتهر خان شيخون بتلها الأثري الذي يعتبر الأكبر والأشهر في المنطقة، وقد قامت بعثة آثار فرنسية بالتنقيب في هذا التل في خمسينيات القرن الماضي لتؤكد أن التل يعود للألف الثالثة قبل الميلاد حيث يوضع على أرض مرصوفة ويحتوي العديد من الأبنية والأنفاق التي يصل طولها احيانا الى أكثر من ألف متر. كما تقع قرية كفر طاب غربي مدينة خان شيخون بثلاث كيلومترات والتي كانت مملكة قبل آلاف السنين هذا بالإضافة إلى الخان الأثري الموجود وسط المدينة والذي يعود لمئات السنين وبجانبه جامع التكية والقصر الذي بناهما أبو الهدى الصيادي وزير السلطان عبد الحميد الثاني الذي يعود أصله إلى مدينة خان شيخون. ويقال إنه كان على زمن الاحتلال العثماني خان يستخدم للاستراحة أثناء التنقلات وكان يسمى خان الشيخ ومع الزمن تحولت الى خان شيخون، علما أن المدينة كانت مأهولة في العصر البيزنطي الى الان بدون انقطاع.