استنكر المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق، تهديدات القوات التابعة للفريق خليفة حفتر، بدخول العاصمة طرابلس بقوة السلاح، محذرا في الوقت نفسه من دخول البلاد في حمام دم يقضي على كل مساعي الوفاق. وأدان البيان الذي صدر مساء اليوم الأحد،الشعارات والهتافات التي صدرت من متظاهري الساحة الخضراء الجمعة الماضية، والتي دعت لعودة الجيش والشرطة لطرابلس واصفا إياها بالداعية إلى "الكراهية والمحرضة على الفتنة". جاء ذلك في أعقاب اقتحام مقر المجلس اليوم الأحد في قاعدة بوستة البحرية في طرابلس، من قبل كتيبة البوني التابعة للصادق الغرياني وقوات غرفة ثوار ليبيا، التي استنكرت موقفه المدافع عن حرية التعبير، وإدانته إطلاق الميليشيات على متظاهرين في الساحة الخضراء. وحسب مصادر مطلعة، تم إخلاء قاعدة بوستة بالكامل، وإخلاء الإدارة الرئيسية لشركة ليبيانا المقابلة للقاعدة، التي تعتبر أكبر شركة اتصالات في ليبيا، في حين ألغى رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، زيارة مقررة إلى إيطاليا بسبب التوتر المتصاعد في طرابس. وقال المجلس في بيانه إنه "لن يتخلى عن أهداف ومبادئ ثورة فبراير"، رافضا في الوقت ذاته ما اعتبره "سقوط الوطن في الفوضى وانتشار الإرهاب". ورأى المجلس بأن "تعنت بعض الأطراف لغرض اكتساب أمجاد شخصية ومحاولة إعادة الحكم الدكتاتوري، أصبح اليوم عائقا أمام كل الليبيين والمجتمع الدولي"، معربا عن "استنكاره الشديد لعملية نبش القبور والتمثيل بالجثت بصورة وحشية"، واصفا إياها "بالأعمال الإجرامية الصادرة من بعض ممن نسبوا أنفسهم إلى قوات الجيش بمدينة بنغازي". وكان عدد من المسلحين، اقتحمةا مقر المجلس الرئاسي في قاعدة أبو ستة البحرية لحكومة «فائز السراج» في العاصمة طرابلس، وسط أنباء عن اختطاف وزير الدفاع في حكومة «الوفاق» العقيد «المهدي البرغثي». ونقلت وسائل إعلام ليبية، عن مصادر أهلية، أن مسلحين من منطقة سوق الجمعة بدعم من كتيبة «البوني» اقتحموا مقر القاعدة البحرية وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء وأجبروا الحراس والموظفين على المغادرة. وقال مصدر عسكري من وزارة الدفاع في حكومة الوفاق، لموقع «بوابة أفريقيا»، إن رئيس المجلس «فائز السراج»، ومساعديه نقلوا من المقر قبل وصول المسلحين بعد تلقي تحذيرات أمنية. وأكد المصدر العسكري أن وزير الدفاع في حكومة الوفاق «المهدي البرغثي» لا يزال داخل القاعدة البحرية، بينما نقلت مصادر أهلية إنه بات في قبضة المسلجين الذين اختطفوه إلى مكان غير معلوم. وأشار المصدر إلى أن عملية اقتحام القاعدة تأتي احتجاجا على بيان أدان المجلس الرئاسي من خلاله تفريق المتظاهرين بالرصاص الحي داخل ميدان الشهداء في طرابلس بعد أن «هتفوا باسم خليفة حفتر، القائد المنشق عن الجيش الليبي، وأعلنوا دعمهم له وطالبوه بتحرير طرابلس من المليشيات». من جانبه، نقل موقع «بوابة الوسط» الليبي عن السكان في العاصمة طرابلس، تأكيده سماع صوت إطلاق رصاص قرب قاعدة أبو ستة البحرية، استمر لمدة ثم توقف. وأكد شهود عيان أنه تم إغلاق الشوارع المؤدية إلى مقر إقامة «السراج» بمنطقة زاوية الدهماني غير البعيدة عن القاعدة البحرية. ونقل الموقع، عن أحد السكان قوله إنه تم إخلاء شركة «ليبيانا» المقابلة لقاعدة أبو ستة، مما يرجح محاولة اقتحام مقر الشركة التي تعرضت سابقا لعدة عمليات اقتحام من قبل شباب المنطقة، حسب الموقع. وتشهد العاصمة الليبية طرابلس منذ أيام، اشتباكات عنيفة بين ميليشيات متنافسة منها ما يتبع «فائز السراج» رئيس حكومة «الوفاق الوطني»، وأخرى تابعة ل«خليفة الغويل» رئيس ما يسمى حكومة «الإنقاذ الوطني».