ترجمنا 20 من أعماله ..وباحثونا نشروا 121 دراسة عنه محفوظ برع في تحليل الطبقة الوسطى والمتناقضات الاجتماعية عرفنا محفوظ من خلال روسيا ..والثورة الثقافية أخرت ترجمة أعماله ثلاثية محفوظ تذكرنا بثلاثية "با جين" عن الأجيال الصينية أدعو لإنشاء صندوق لمحفوظ وترجمة أعماله الكاملة للصينية أعدت الباحثة الصينية د. تسو لان فانغ الأستاذة بجامعة الاقتصاد و التجارة الدولية ببكين المعروفة بالعربية باسم "هادية" ، بحثا عن "نجيب محفوظ في الصين من منظور جمال التلقي " - و الذي حصلت "محيط" على نسخة منه - مشيرة إلى أن محفوظ "شيخ الرواية العربية" هو أكثر الكتاب العرب معرفة و ترجمة و دراسة في الصين . جاء ذلك خلال "الملتقي الدولي للعلاقات المصرية الصينية عبر العصور " الذي أقيم في الأعلى للثقافة بالتعاون مع لجنة التاريخ في المجلس و المركز الثقافي الصيني . و أضافت هادية أن خلال أكثر من نصف قرن تم ترجمة 20 من رواياته إلى الصينية ، و هذا العدد يحتل نحو الثلث من مجموع أعماله ككل . من الانغلاق للانفتاح كشفت هادية أن جمهور الصين بدأ التعرف على محفوظ عن طريق اللغة الروسية عام 1965 ، إذا أن الأدب الصيني آنذاك ارتبط ارتباطا وثيقا بالأدب السوفيتي الروسي ، في إطار التبادل الثقافي بين المعسكر الاشتراكي ، و من ضمنه الدول الآسيو أفريقية و اللاتينية . و قامت حينها "جريدة الأدب و الفن الصينية" لأول مرة مقالة من اللغة الروسية، عرفت جمهور الصين بنجيب محفوظ و أعماله باعتبارها أدب المقاومة ضد الامبريالية و الاستعمارية ، و أبرزت موقف الكاتب الثوري و السياسي ، الذي كان يتماشى مع السياق الصيني الثقافي و التاريخي آنذاك . و كانت تلك البداية التي تعرف من خلالها جمهور الصين عن هذا الروائي العظيم و أعماله الرائعة مثل الثلاثية وبداية ونهاية و زقاق المدق . و لكن بعد دخول الصين لمرحلة "الثورة الثقافية الكبرى " توقف كل ما ارتبط بالخارج من التيار الثقافي و الأدبي وتوقفت معه الترجمات ، و لم تستؤنف مجددا إلا في الثمانينات ، ليتم ترجمة الأعمال الأجنبية بقوة وعمق بعد انتهاج الحكومة سياسة الانفتاح و الإصلاح . وقام المثقفون الصينيون بعد التحرر من قيود الانغلاق عن العالم ببذل مجهودات مضاعفة في ترجمة الأعمال الأجنبية و منها الأدب العربي . أول ترجمة ظهرت أول ترجمة لمحفوظ من اللغة العربية إلى الصينية مباشرة عام 1980 ، بترجمة قصتيه "مائة جنيه" ،و "يقظة المومياء" ، ثم قصته "الجبار" عام 1981 ، و روايته الكرنك عام 1981 . و تم اختيار بعض الروائع الأفريقية للترجمة و منها "التفتيش" و"لص الكلاب" ، فتلقى القراء الصينيون محفوظ بمزيد من المعرفة من خلال "مختارات القصص المصرية الحديثة" و "مختارات القصص و الروايات الإفريقية المعاصرة " اعتبارا من أنه كاتب واقعى اشتراكى ، كاشف لمشاكل المجتمع . و أكدت هادية أن الواقعية الاشتراكية هي المنهاج الأساسي و المثل الأعلى التي يسعى إليها الكتاب من العالم الثالث في إبداعهم الأدبي ، فتقدير النقاد و الباحثين الصينيين لمحفوظ في هذه الفترة التاريخية لم يخرجوا من غطار الإيدلوجية الطبقية و الاجتماعية مقتصرين على واقعيته من كشف مصائر شرائح اجتماعية مختلفة و خصوصا الطبقة الوسطى و تحليله الدقيق للمتناقضات الاجتماعية ، بينما لم يولوا اهتماما كافيا بفنه السردى و إنسانيته . و من ضمن الأعمال التى تم ترجمتها في هذه الفترة "ملحمة الحرافيش " في 1984 ، و "بداية و نهاية " في 1984 ، و "زقاق المدق" في 1985 ، و "الثلاثية " في 1986 ، وفي نفس العام أيضا "عبث الأقدار" . و ذلك قبل تتويج محفوظ بجائزة نوبل للأدب . واقعية محفوظ كما تم في هذه الفترة نشر تسعة أبحاث علمية تتحول بؤرة دراستها من الواقعية الاشتراكية إلى قومية محفوظ و عروبته متأثرة بتيار الواقعية السحرية التي يمثلها الكاتب الكولومبي غارثيا ماركيز . و بعد تتويج محفوظ بنوبل ، أقيمت في بكين ندوة خاصة بأعمال محفوظ و معرض لمؤلفاته باللغتين العربية و الصينية مستهدفة أحداث موجة جديدة وترجمة واسعة و دراسة شاملة لأعمال صاحب نوبل . و من هذا المنطلق تم ترجمة "ميرامار" 1989 ، و "رادوبيس" 1989 ،و"اولاد حارتنا" 1990 ، و "مصر الجديدة" 1991 ، و"حضرة المحترم" 1991 ،و "ليالي ألف ليلة" 1991 ،و "الحب تحت المطر" 1991 ، و"كفاح طيبة" 1992 ،و "دنيا الله" 1993 ، و "بيت سئ السمعة" 1996 ،و "الجريمة" 1996 و "زعبلاوى" 1996 . و إعادة ترجمة "الثلاثية" 1990 ،و "بداية ونهاية" 1989 ، و جمعوا روائع قصصه و نشروها في عدة مجموعات من أهمها "روائع قصص نجيب محفوظ " 1989 ، و منذ القرن الجديد لم يكن هناك ترجمة جديرة بالذكر لأعمال محفوظ في الصين سوى "أصداء السيرة الذاتية ، و إعادة ترجمة ثلاثيته . تأثير محفوظ بالصين أكدت هادية أن محفوظ من أكثر الكتاب العرب تأثيرا في الصين ، و قام الباحثون الصينيون بدراسات في أعمال محفوظ من جهات متعددة و إن قلت ترجمة مؤلفاته للصينية في أيامه الأخيرة ، و ذلك يعكس سياق الثقافة الصينينة و أذواق المترجمين و القراء . فنجد منذ القرن الجديد كتابين علميين خاصين بمحفوظ و 121 بحثا علميا بالإضافة إلى خمس أطروحات للدكتوراة و سبع أطروحات للماجستير ، منهم من يحلل فلسفة الكاتب و إسلاميته ، و ميوله الصوفية في أيامه الأخيرة و ما يعكس فيها من الإنسانية و الوجدانية الإيمانية ، و تجديد هذا الروائي الفذ المستمر للفن الروائي طوال حياته ، ومنهم من يهتم بالأخلاقيات المتمثلة في أعماله و صورة المرأة فيها . كما قام الباحثون بعمل مقارنة بين نجيب محفوظ و الكاتب الصينى المشهور " با جين" في ثلاثيتهما ، لقد أبدع الأخير أيضا ثلاثية "الأسرة" و "الربيع" و "الخريف" التي تعتبر رواية الأجيال الصينية الرائعة . و طالبت هادية في الختام بمزيد من ترجمات و نشر أعمال محفوظ الهامة و الدراسة فيها ، واقترحت بناء صندوق خاص بنجيب محفوظ بتعاون بين الطرفين لتشجيع ترجمة أعماله إلى الصينية ، ووضع مشروع تبادل الترجمة و النشر بين الطرفين ،و تخطيط نشر أعماله الكاملة للصينية ، و إقامة ندوات ثنائية و دولية خاصة بدراسة أعماله .